hajjahnews

بيان قائد الثورة يصنع التاريخ.. اليمنيون يحوّلون الغضب الإيماني إلى صرخة استراتيجية ضد إساءات الأعداء للمقدسات الأمة

تقرير
الإساءة إلى القرآن الكريم، أقدس مقدسات الأمة الإسلامية، لم تعد فعلًا فرديًا معزولًا أو تعبيرًا عابرًا عن رأي شخصي، بل باتت مظهرًا فاضحًا لسياسات ممنهجة تنتهجها قوى صهيونية أمريكية وغربية، تستهدف الهوية الدينية للأمة وتسعى للنيل من قيمها الروحية والأخلاقية. وما أقدم عليه مؤخرًا أحد المرشحين الأمريكيين لا يمكن قراءته كخطأ شخصي، بل كرسالة استخفاف متعمد بالمقدسات، تكشف القبح الأخلاقي والسياسي للمنظومة الأمريكية، وتفضح ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع رموز الشعوب ومعتقداته.

هذا الاعتداء شكّل لحظة كاشفة، إذ أعاد فرز المواقف بوضوح: من يقف مع القرآن، ومن يبرّر الإساءة إليه تحت عناوين “الحرية” الغربية الزائفة. في اليمن، لم يكن الرد عاطفيًا أو موسميًا، بل موقفًا واعيًا عبّرت عنه الساحات والبيانات والمواقف الرسمية، بوصفه دفاعًا عن جوهر الهوية الإيمانية لا مجرد احتجاج عابر، ويعكس قدرة اليمنيين على تحويل الغضب المشروع إلى فعل مؤثر ومنضبط، مؤكدًا أن أي إساءة للمقدسات ليست حدثًا عابرًا، بل معيار لاختبار صلابة الهوية الوطنية والإيمانية وقدرة المجتمع على مواجهة محاولات التشويه والإذلال التي تقودها القوى الغربية والصهيونية.

قائد الثورة يرسم معركة الدفاع عن القرآن

أمام الفظاعة الواضحة للاعتداء والإساءة للقرآن الكريم من قِبَل المرشح الأمريكي، أصدر قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بيانًا رسميًا شكل علامة فارقة في التعبير عن موقف اليمنيين، متصدرًا مشهد الدفاع عن أقدس المقدسات الإسلامية على مستوى الساحة العربية والإسلامية. لم يكن البيان مجرد إدانة عاطفية، بل قراءة استراتيجية دقيقة لمضمون الاعتداء، مؤكدًا أنه جزء من حرب أمريكية صهيونية ممنهجة تستهدف القرآن كرمز لهوية الأمة وقيمها الإيمانية، وتوظف هذه الإساءة كأداة دعاية انتخابية وسياسية، في سياق دعم غربي كامل يعكس ازدواجية المعايير ووجه القوى المعتدية الحقيقي.

في هذا البيان، فصّل السيد القائد طبيعة العدوان: إساءات متكررة للقرآن، حرب ناعمة وصلبة، ودور أذرع الصهيونية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في استهداف الأمة من فلسطين إلى المنطقة كلها، مع تحذير صريح من خطورة الصمت أو المواقف الظرفية. وقد ربط البيان بين الدفاع عن القرآن والحفاظ على الهوية الوطنية والإيمانية، مؤكّدًا أن أي تقصير على هذا الصعيد يفتح الباب أمام محاولات التشويه والإذلال التي تنتهجها القوى الغربية والصهيونية، وأن مسؤولية الأمة الجماعية والدينية في مواجهة هذه الاعتداءات لا تحتمل التأجيل أو الاكتفاء بالشجب اللفظي.

وعلى المستوى العملي، دعا السيد القائد في بيانه إلى تحرك شعبي واسع ومنظم، يبدأ من المدارس والجامعات، مرورًا بمبادرات العلماء والنخب، وصولًا إلى مظاهرات كبرى، كفعل حضاري متكامل يعكس الهوية الإيمانية لشعب اليمن، ويؤكد جهوزيته لمواجهة أي مؤامرات تستهدف الأمة، بما في ذلك دعم الشعب الفلسطيني. هذا التوجيه يضع المجتمع اليمني أمام مسؤولية مباشرة: تحويل الغضب المشروع إلى موقف منضبط ومؤثر، يربط الدفاع عن القرآن بمواجهة فعلية للمنظومة العدوانية، ويُمهد للتفاعل الشعبي والعلمائي الواسع الذي يشكل محور القراءة التالية. موقف السيد القائد يجسّد التزامًا إيمانيًا وإنسانيًا متكاملًا، حيث يجمع بين الدفاع عن القرآن كمقدس ديني والوقوف في وجه الظلم والاستهداف المنهجي للأمة، ويحوّل الغضب المشروع إلى فعل حضاري منظم، مؤكدًا أن الموقف ليس شعورًا عابرًا بل موقف مسؤول، صلب، وراسخ يربط القيم الروحية بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية على مستوى الأمة كلها.

اليمنيون.. غضب واعٍ دفاعًا عن مقدسات الإسلام

لم يبقِ الموقف اليمني الذي أعلنه محصورًا في إطار الخطابات، فدعوة قائد الثورة سرعان ما وجدت طريقها إلى الشارع، حيث استجاب لها اليمنيون بخروج واسع إلى الساحات والميادين، في مشهد عبّر بوضوح عن مستوى الغضب والغيرة على أقدس مقدسات الأمة الإسلامية. لم يكن هذا الخروج مجرد فعل انفعالي عابر، بل ترجمة عملية لموقف واعٍ يرى في الإساءة للقرآن اعتداءً على جوهر الهوية، لا مجرد إساءة رمزية قابلة للتجاوز.

امتدت الحشود المليونية من العاصمة صنعاء إلى مختلف المحافظات، لتشكل صورة جامعة تعكس قدرة المجتمع اليمني على تحويل الغضب الإيماني إلى موقف منضبط ومنظم، قادر على إرسال رسالة سياسية وأخلاقية واضحة إلى العالم، مفادها أن المقدسات خط أحمر وأن الصمت إزاء استباحتها ليس خيارًا.

كانت الهتافات، مثل “القرآن كتاب الله.. لن ينجو أعداء الله”، و”من لم يغضب للقرآن.. ليس به ذرة إيمان”، و”يا غزة يا فلسطين.. أنتم لستم وحدكم”، تتردد في كل ميادين اليمن، حاملة دلالات تتجاوز الاحتجاج لتصبح إعلانًا عن وعي شعبي عميق لطبيعة الصراع الذي يستهدف الدين والقيم والكرامة معًا. لم يكن الغضب هنا عشوائيًا، بل موجّهًا ومؤطرًا، يعكس إدراكًا أن الدفاع عن القرآن جزء من هوية الأمة واستعادة لكرامتها في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الداعم للإساءات المتكررة للمقدسات الإسلامية.

ولم يكن هذا الحراك محصورًا في مشهد مركزي أو محافظة بعينها، بل اتسع ليشمل مئات المسيرات والفعاليات والأنشطة الشعبية في مختلف المحافظات، من صنعاء وصعدة والحديدة إلى تعز وإب وذمار وحجة وعمران والمحويت والبيضاء والجوف وغيرها، في صورة تعكس حالة نفير وطني عام. هذا الامتداد الجغرافي الواسع أكد أن الغضب اليمني لم يكن رد فعل لحظيًّا، بل تعبيرًا عن وعي جمعي متماسك يرى في الدفاع عن القرآن مسؤولية مشتركة، ويجسد وحدة الموقف الشعبي في مواجهة أي محاولة للمساس بالمقدسات أو استباحتها تحت أي ذريعة.

كما عبّر البيان الصادر عن المسيرات المليونية عن هذا الوعي بوضوح، مؤكدًا التمسك بالقرآن الكريم باعتباره مصدر العزة والهوية، ورافضًا أي غطاء زائف لتبرير الإساءات تحت مسميات الحرية الغربية. وربط البيان بين نصرة القرآن ونصرة فلسطين، وبين الغضب الإيماني والاستعداد المستمر لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني، ليؤكد أن ما تشهده الساحات اليمنية ليس مجرد احتجاج، بل موقف أخلاقي وسياسي واعٍ، يُحوّل الغضب إلى رسالة واضحة، ويثبت أن المقدسات في وجدان هذا الشعب ليست شعارًا عابرًا، بل خطًا أحمر لا يُساوَم عليه.

علماء اليمن في مواجهة الإساءة للمقدسات

ويبرز في هذا السياق دور العلماء اليمنيين كركيزة أساسية في تشكيل المشهد العام وتحويل الحراك الشعبي إلى فعل واعٍ مستمر. فقد أكد مفتي الديار اليمنية شمس الدين شرف الدين أن “الإساءة للقرآن ليست فعلًا فرديًا، بل تعبير عن نهج عدائي يستهدف الأمة كلها، وما يجري اليوم اختبار لمواقف الأمة وقدرتها على التحرك والدفاع عن مقدساتها”. وأضاف القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء العلامة محمد مفتاح: “اليمن اختار المواجهة دفاعًا عن المقدسات، والتضحيات التي يقدمها الشعب نابعة من موقف مبدئي في مواجهة العدوان والحصار”. وأوضح نائب رئيس رابطة العلماء، العلامة عبدالمجيد الحوثي، أن “صمت الأمة شجع الأعداء على التمادي في الإساءة للمقدسات، ودور العلماء اليوم هو كسر حالة الصمت وبيان الحق”.

لم يقتصر دور العلماء على التحذير والتوجيه، بل تجاوزه إلى دعوات عملية لتعزيز صمود المجتمع ورفع مستوى الوعي الديني والوطني. شملت هذه الدعوات توعية الشباب في المدارس والجامعات، وحث المؤسسات العلمية والدينية على لعب دور فاعل في ربط الدفاع عن القرآن بالنشاط الشعبي المنظم والمقاطعة الاقتصادية للبضائع المسيئة. وهكذا أصبح الموقف العلمائي محفزًا ومؤطرًا للحراك الشعبي، يمنحه بعده الأخلاقي والمعرفي ويحوّل الغضب إلى فعل واعٍ ومؤثر.

ويزداد أثر هذا الموقف وضوحًا عندما ننظر إلى التفاعل العميق بين القيادة الدينية والشعب، حيث لم يقتصر الحراك على مظاهر الغضب فقط، بل أصبح تعبيرًا عن وعي جماعي بأبعاد الاستهداف الأمريكي والصهيوني لليمن وللمقدسات الإسلامية. فالمسيرات المليونية والهتافات التي عمّت العاصمة والمحافظات، ليست مجرد احتجاج، بل إعلان صريح بأن الأمة اليمنية لن تتراجع عن نصرة كتاب الله، وأن الدفاع عنه هو واجب يومي وحق مشروع يربط بين الأخلاق الدينية والسياسة الوطنية.

ويؤكد العلماء أن هذا التفاعل الشعبي هو امتداد طبيعي للوعي الإيماني العميق، حيث يربط الدفاع عن القرآن بالمقاومة الوطنية لمخططات العدوان والحصار، ويحوّل الغضب المشروع إلى فعل استراتيجي مستمر. فكل خطوة، من المسيرات إلى الحملات التوعوية في المدارس والجامعات، وكل مبادرة لتعزيز صمود المجتمع وربط النشاط الشعبي بالمقاطعة الاقتصادية، تشكل حلقة في سلسلة جهود متكاملة لترسيخ حماية المقدسات وصون الهوية الإسلامية. وهكذا يصبح الموقف العلمائي والفعل الشعبي وجهًا واحدًا لمعركة أكبر، تتجاوز الدفاع الرمزي لتصبح استراتيجية واعية تجمع بين الغضب المشروع والعمل الميداني، في رسالة قوية لكل أعداء الأمة: أن اليمن قيادة وشعبًا وعلماءً لا يقبلون المساس بمقدساتهم مهما كانت التحديات.

المقدسات فوق كل الاعتبارات

الموقف اليمني كشف بوضوح أن الدفاع عن القرآن الكريم ليس مجرد رد فعل عاطفي، بل موقف واعٍ ومنهجي يعكس صلابة الهوية الوطنية والإيمانية. فقد نجح اليمنيون في تحويل الغضب المشروع إلى فعل استراتيجي متكامل، يربط حماية المقدسات بالقيم الأخلاقية والسياسية، مؤكدين أن أي اعتداء على الدين هو اختبار حقيقي لوعي الأمة وقدرتها على الصمود أمام محاولات التشويه والنيل من هويتها.

كما أبرز الموقف اليمني تكاملاً بين القيادة السياسية والدينية والشعبية، حيث أصبح الخطاب التوجيهي والعلمائي والممارسة الميدانية وحدة واحدة تعزز حماية المجتمع وصون مقدساته. هذا التكامل يثبت أن الدفاع عن القرآن الكريم يمثل استراتيجية مستمرة، تربط بين الوعي الإيماني والعمل الفعلي، وترسخ قدرة اليمنيين على مواجهة كل المشاريع العدائية الغربية والصهيونية، وتحويل الغضب المشروع إلى فعل مؤثر يعكس قوة الأمة وصلابتها في مواجهة الاستهداف المتعمد.

21 سبتمبر