بقلم: ابو مجدالدين الفاطمي
قال تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )
هكذا أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نكون، نأخذ العفو ونأمر بالعرف ونعرض عن الجاهلين، وهذا هو منهجنا الذي تربينا عليه ونسير في إثره جيلا بعد جيل على مدى تاريخ شعبنا اليمني.
ومن فضل الله ومنَّته على شعبنا أن شرفنا بالقبيلة والأعراف والأسلاف، فالعرف هو بمثابة دستور تعارف عليه أسلافنا جيلاً بعد جيل، واستمدته واستنبطت قواعد أعرافه ومبادئه وأهدافه ،من كتاب الله عز وجل وحياة وحركة رسولنا الكريم محمد عليه وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم، ومن خلاله يتم معالجة القضايا والخلافات والمشاكل التي يصعب حلها.
وما يميز القبيلة أو العرف القبلي أنه يبادر ويسارع في حل القضايا والمشاكل والنزاعات والخلافات، ويتم إنجازها بصورة مستعجلة ويضع المراهم على الجروح فتشفى باذن الله، وبفضل حكمة رجال الأعراف والاسلاف والمرجعيات العرفية الذي يبذلون جهودهم في لَّمّ الشمل وجمع الصف ونبذ الفرقة والاختلاف وتوحيد الكلمة وإنصاف المظلوم ، واحقاق الحق وإزهاق الظلم بأنواعه.
فهناك قضايا تضل حبيسة في ادراج المحاكم سنوات طويلة ولا تجد طريقها إلى الحل، وتأتي القبيلة برجالها الأصيلة أهل الشهامة والسمو الاخلاقي والهمم العالية والحل والعقد، فتعمل على حلها في فترة وجيزة، ويجتمع الفرقاء والخصوم ويحل التسامح ويسود الوئام والاخاء والمحبة، وهذه نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى وخصلةً تميز بها شعبنا اليمني العظيم.
علينا أن نستفيد من الموروث االقبلي الراسخ في عمق التاريخ العريق المتجذر على مر العصور والأزمنة، وأن نحافظ على أسلافنا وأعرافنا وهويتنا وعلى القيم والمبادئ والمروءة والقبيلة وألانحيد عنها، ونستفيد من كبار أهل المعرفة، ونوقرهم ونأخذ العبر من تجاربهم.
