تقرير _ أحمد محفلي:
لم تتوقف آلة القتل التابعة لكيان النازية الإسرائيلي خلال الساعات الماضية عن كتابة فصول جديدة من المعاناة الفلسطينية؛ فبين فكي كماشة القصف الجوي والتوغل البري في قطاع غزة، وحملات المداهمة والاستيطان المسعورة في الضفة الغربية، يعيش الشعب الفلسطيني واحدة من أقسى مراحل الصراع، وسط حصار خانق جعل من المستشفيات ساحات للعجز الطبي القاتل.
غزة: عدوان صهيوني جديد على مخيم جباليا
تصدر مخيم جباليا، أيقونة الصمود في الشمال، المشهد الميداني، حيث نفذت آليات الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية من فجر وصباح اليوم توغلاً جديداً تحت غطاء ناري كثيف.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن الطائرات المسيرة (كواد كابتر) والآليات العسكرية التابعة للإحتلال أطلقت نيرانها بكثافة تجاه المناطق الشرقية للبلدة. وذلك بالتزامن مع اقدام جرافات الاحتلال على تنفيذ عمليات تجريف واسعة في محيط منطقة “الترنس” و”الهوجا” داخل المخيم، في محاولة واضحة لتغيير معالم المنطقة وتضييق الخناق على السكان.
وفي جنوب القطاع ذكرت المصادر أن طيران العدو الإسرائيلي الحربي والمروحي شن سلسلة غارات إجرامية استهدفت المناطق الشرقية في مدينة خان يونس ومناطق شمال وُغرب مدينة رفح، تزامناً مع قصف مدفعي لم يتوقف.
الكارثة الإنسانية: مستشفيات بلا “أدوية ” ومئات المرضى يحتضرون
وفي الجانب الإنساني وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها المطبق على قطاع غزة حيث أعلنت وزارة الصحة انهيار شبه كامل في منظومة الخدمات الدوائية وتوقف جراحات القلب: نتيجة نقص الإمدادات الدوائية ما يعني حكماً بالإعدام على مئات المرضى.
إلى ذلك وفي شهادة صادمة، أكد المدير الطبي لمستشفى الكويت التخصصي الميداني أن “المحلول الملحي” (Saline) -وهو أبسط مقومات العلاج- قد نفد تماماً من المخازن، ما أدى لتوقف عمليات المسالك البولية والجراحات الأساسية.
فيما قال الكادر الطبي: نحن نستهلك آخر ما لدينا من أمل، لا مخزون، لا دواء، ولا أفق لإنقاذ الجرحى..
الضفة المحتلة: استيطان متسارع واقتحامات ليلية ونهب وقتل وتشريد
وفي الضفة الغربية بالتوازي مع حرب الإبادة في غزة، تشن قوات الاحتلال وقطاع المستوطنون الصهاينة حرباً شرسة تهدف إلى تقطيع أوصال المدن وتثبيت وقائع استيطانية جديدة.
حيث هاجمت قطعان المستوطنين مركبات المواطنين الفلسطينيين عند “جسر يبرود” شمال شرقي رام الله، تحت حماية من جيش الاحتلال الذي أغلق بدوره مدخل قرية “رأس كركر”.
إلى ذلك نفذت قوات الاحتلال حملات اقتحامات واسعة طالت مدن (جنين، بيت لحم، نابلس ونفذت خلال حملات اعتقالات طالت العشرات ن الفلسطينيين تركزت في بلدة “سيلة الظهر” و”السيلة الحارثية.
العدو يصادق على بناء 19 مستوطنة جديدة في الضفة
في خطوة قوبلت بإدانات دولية (منها بريطانيا)، صادقت حكومة الاحتلال على بناء 19 مستوطنة جديدة، في الضفة الغربية وهو ما اعتبرته بريطانيا انتهاك صارخ للقانون الدولي يهدف إلى وأد أي فرصة لقيام دولة فلسطينية.
ختاماً: صرخة في وادي الصمت
إن ما يحدث في فلسطين اليوم ليس مجرد تصعيد عسكري من قبل العدو، بل هو إبادة ممنهجة تتخذ من الجوع والظلام ونقص الدواء سلاحاً في غزة، ومن الرصاص والتوسع الاستيطاني وسيلة في الضفة. إن الصرخة القادمة من غرف العمليات التي توقفت في غزة، ومن بيوت المعتقلين في الضفة، تضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي أخير: فهل يتحرك العالم لردع الاحتلال، أم يكتفي ببيانات الإدانة بينما يواصل المحتل كتابة فصول اجرامه بحق الشعب الفلسطيني بالدم والبارود؟!!
