hajjahnews

انهيار مُدوٍّ لسياسة أمريكا في المنطقة

بقلم ـ خالد المنصوب
إنَّ الناظرَ إلى الأحداثِ في المنطقةِ يرى أنَّ كلَّها نتيجةُ فشلِ السياسةِ الأمريكيةِ في المنطقةِ.. إذَا تذكرنا أحداثَ العراقِ وحلفَ النيتو، وبعدَ عقدينِ من الزمنِ خرجتْ أمريكا من العراقِ ولم تُحقّق في احتلالها للعراقِ إلا السخطَ لدى الشعبِ العراقيِّ وزيادةَ الكراهيةِ لأمريكا.

وفقدَ النظامُ الأمريكيُّ شعبيتَه في المجتمعِ الغربيِّ وفي أمريكا نفسِها من خلالِ عدمِ تحقيقِ أي هدفٍ كانَ الأمريكيُّ يتغنى بهِ، مثلًا تدميرَ سلاحِ الدمارِ الشاملِ.

ثم أحداثُ أفغانستان؛ ماذا حقّقتْ أمريكا في أفغانستان؟ لم تُحقّق شيئًا رغمَ ادعائِها بمحاربةِ الإرهاب.

بل خرجتْ ذليلةً من كابولَ ولم تُحقّق شيئًا يُذكرُ، حتى أنها عندَ خروجِها تركتْ عملاءَها من الأفغانِ وحيدينَ وهم يتعلقونَ في عجلاتِ الطائرةِ الأمريكيةِ، وكانَ لتلكَ المشاهدِ أثرٌ سيئٌ لدى شعوبِ المنطقةِ بل وفي الشعوبِ الغربيةِ.

وكلُّ المجتمعاتِ تقرأُ الأحداثَ تلوَ الآخر، تتضحُ الحقيقةُ أكثر لدى شعوبِ المنطقةِ أنَّ كُـلّ الادِّعاءاتِ الأمريكيةِ ليستْ صحيحةً بل كلُّها دجلٌ وكذبٌ وتضليلٌ على الأمم المتحدةِ ومجلسِ الأمنِ.

والأكثر فضيحةً لسياسةِ أمريكا هو كشفُ ممارسةِ الكذبِ الأمريكيِّ عندَ شعوبِ المنطقةِ وشعوبِ الغربِ.

ولقدْ شاهدَ العالمُ بأسرهِ سياسةَ أمريكا القذرةَ في غزةَ وكيفَ كانَ دعمُها للكيانِ المحتلّ دونَ مراعاةٍ لأيِّ حقوقٍ إنسانيةٍ.

وهيَ التي كانتْ تدعمُ الكيانَ المحتلّ بالسلاحِ والعتادِ وما تزالُ بالدعمِ، حتى أنها كانتْ تُفشلُ أي قرارٍ في مجلسِ الأمنِ لإيقاف الإجرام الصهيونيِّ على أطفال ونساءَ غزةَ.

فهذا فشلٌ ذريعٌ وأُفولٌ متسارعٌ في سياسةِ أمريكا المنهارةِ في المنطقةِ.

كلُّ سياسةٍ أمريكيةٍ تُحاكُ ضدَّ أي بلدٍ في العالمِ نهايتُها الفشلُ السريعُ.

عندَ تكرارِ نمطِ سياسةِ العبوديةِ الأمريكيةِ في المنطقةِ، يزدادُ وعيُ شعوبِ العالمِ ويُدركونَ قذارةَ النظامِ الأمريكيِّ، وأنَّ لا همَّ لأمريكا إلا إثارة الفتنِ لنهبِ الثرواتِ في الشرقِ والغربِ، وكلَّ يومٍ يزدادُ سخطُ الشعوبِ لأمريكا وسياسةِ العبوديةِ ونهبِ الثرواتِ حتى في الداخلِ الأمريكيِّ.

لتلكَ السياسةِ الأمريكيةِ القذرةِ عواقبُ إلهيةٌ على الشعبِ الأمريكيِّ، سواءٌ عواقبُ سياسيةٌ واقتصاديةٌ واجتماعيةٌ.

وعلى كُـلّ نظامٍ في العالمِ يسيرُ وراءَ سياسةِ العبوديةِ الأمريكيةِ أنْ يتداركَ نفسَه.

فعلى كُـلّ الأنظمة في الشرقِ والغربِ النجاةُ بمستقبلِ شعوبِهم من العقابِ الإلهيِّ الذي سيدمّـر نظامَ الحياةِ في تلكَ البلدانِ.

فهناكَ تهيئةٌ كونيةٌ ربانيةٌ لإعادة نمطِ الحياةِ إلى مسارِها الحقيقيِّ الذي أرادَهُ اللهُ للبشرِ.

فالحليمُ يستفيدُ من البراهينِ والشواهدِ اليوميةِ التي وضحتْ جليًّا.

فلا خوفَ على أناسٍ يسيرونَ وفقَ توجيهاتِ اللهِ التي فيها نجاةٌ للبشرِ أجمعينَ.

ولا بُـدَّ لكلِّ الشعوبِ في العالمِ الحرِّ أنْ يكونَ لهم موقفٌ مُشرِّفٌ في تسريعِ السقوطِ لسياسةِ العبوديةِ الأمريكيةِ والصهيونيةِ لكي ينعمَ العالمُ بسلامٍ وأمنٍ دائمٍ.

وللهِ عاقبةُ الأمورِ.