تقرير ـ هاشم علي
منذ لحظتها الأولى، لم تكن ثورة 21 سبتمبر مجرد حدث شعبي أو سياسي عابر، بل إرادة شعبية، تجسّد رفض اليمنيين لكل أشكال الهيمنة والوصاية، وإعلان صريح عن القدرة على رسم مستقبلهم بيدهم.. لقد شكّلت هذه الثورة نقطة تحول تاريخية، أعادت اليمن إلى مكانته الطبيعية كقوة إقليمية تمتلك القرار الحر، وتفرض إرادتها على كل المتآمرين.
من جبال صنعاء إلى أودية اليمن، انطلقت الثورة لتحرر الوطن من قيود التبعية، وتضع اليمن على طريق السيادة والاستقلال، لتصبح شعلة أمل لكل الشعوب المستضعفة في المنطقة.
إرادة يمنية تهزم الهيمنة الأمريكية
على مدى العامين الماضيين، أثبت اليمن أن الإرادة الحرة أقوى من الترسانة الأمريكية، وأن القدرة على حماية السيادة الوطنية لا تقاس فقط بالإمكانات العسكرية، بل بالعقيدة والإيمان.. البحر الأحمر، واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، تحول من ساحة استعراض القوة الأمريكية إلى فضاء مفتوح للسيادة اليمنية، بعد أن فشلت كل التحالفات الأمريكية والغربية في وقف العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة أو الحد من تأثيرها.
الانتصارات البحرية.. هزيمة الأسطورة
سلّط موقع “فوتورا سيونس” الفرنسي الضوء على الانتكاسة التي منيت بها البحرية الأمريكية خلال المواجهات مع القوات المسلحة اليمنية، مؤكدًا أن البحرية الأمريكية تكبدت خسائر كبيرة، منها فقدان ثلاث طائرات من طراز “سوبر هورنت”، بالإضافة إلى إخفاقات تقنية وبشرية عديدة خلال مهمة حاملة الطائرات ترومان التي استمرت ستة أشهر.
وجاء في التقرير:
ـ أواخر ديسمبر 2024: إسقاط طائرة F/A-18 عن طريق الخطأ بواسطة الطراد “يو إس إس غيتيزبيرغ”.
ـ منتصف فبراير 2025: اصطدام “ترومان” بسفينة تجارية قرب بورسعيد، أدى إلى إقالة القبطان.
ـ أواخر أبريل 2025: سقوط طائرة سوبر هورنت أثناء سحبها داخل حظيرة الحاملة.
ـ أوائل مايو 2025: انقطاع سلك الإيقاف أثناء هبوط طائرة، ما تسبب بسقوطها خارج سطح الحاملة.
وأكد الموقع أن هذه الحوادث تكشف هشاشة الردع الأمريكي، وتشير إلى ثغرات في التدريب، وصيانة المعدات، وسلسلة القيادة، وأن خسائر الأسطول لم تكن مادية فحسب، بل طالت هيبة البحرية وقدرتها العملياتية، وسط متابعة دقيقة من الصين وروسيا لهذه الثغرات.
محاولة لتغطية الانكسار
في أحدث تجليات الفشل الأمريكي، كشفت محاولات إدارة المجرم ترامب لإطلاق مشروع “الأسطول الذهبي” لتحديث القدرات البحرية، لكنها لم تكن سوى غطاء لعجز استراتيجي واضح، بعدما أظهرت القوات اليمنية قدرة مذهلة على الضغط والإرباك رغم تواضع إمكانياتها مقارنة بالأسطول الأمريكي، ونجحت في تحويل البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة حقيقية تُعيد كتابة موازين القوة دعما للشعب الفلسطيني.
رسالة حزم واستقلال
قرار القيادة اليمنية بإغلاق ميناء “إيلات” لم يكن مجرد تحرك عسكري أو اقتصادي، بل كان رسالة سياسية واستراتيجية واضحة لكل من يظن أن الهيمنة الأمريكية أو الصهيونية لا تُقابل بعزيمة اليمنيين الصلبة.. هذا القرار جسّد وفاء اليمن لغزة والمقاومة الفلسطينية، وأرسل صرخة مدوية تقول: الثورة ليست محلية فحسب، بل مشروع تحرر شامل يمتد إلى كل ميادين المواجهة، من البر والبحر إلى الممرات الدولية، ليؤكد أن القرار الوطني هو وحده الذي يحقق الأمن والسيادة.
21 سبتمبر.. إرادة اليمن تصنع المعادلات
ما شهدناه اليوم في البحر الأحمر ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل تحوّل تاريخي في موازين القوة.. الولايات المتحدة، بكل أساطيلها وتقنياتها، وجدت نفسها أمام ثبات اليمن وإيمانه القوي بعقيدته الوطنية، قوة لا يُقاس حجمها بالأسلحة فقط.
اليمن، من خلال ثورة 21 سبتمبر ومشاريعها التحررية، أثبت أن السيادة ليست شعارًا يُرفع، بل قرار يُصنع بالدم والإرادة والصمود للشهداء، ويبقى الانتصار اليمني حاضرًا كرسالة لكل من يراهن على الهيمنة الأمريكية في المنطقة: إرادة اليمن وشجاعة شعبه أقوى من كل الأساطيل والأسلحة.. السيادة اليمنية خيار دائم ومستمر، والبحر الأحمر سيظل شاهدًا على أن اليمن لا يخضع للهيمنة، بل يصنع معادلاته بقراره المستقل وإرادته الحرة.
ثورة 21 سبتمبر لم تكن مجرد بداية.. بل ضمانة مستمرة لاستقلال القرار اليمني وسيادته.
