في قلب الحصار والمعاناة، يثبت الشعب الفلسطيني أن إرادته لا تُقهر، وأن الحق لا يضيع أمام آلة الإبادة والتهجير الصهيونية، غزة، التي ارتوت بدماء الشهداء، والقدس، التي تصمد في وجه الاستيطان والتهويد، تمثلان رمزًا عالميًا للصمود والتحدي.
كل يوم يمر، كل اعتداء ينفذه الكيان، وكل منزل يُهدّم، يزداد الشعب الفلسطيني إصرارًا على الثبات، وعلى الدفاع عن أرضه ومقدساته، المشهد في غزة والقدس ليس مجرد مأساة، بل قصة بطولة وشجاعة جماعية، تثبت أن العدوان مهما عظُم، لا يمكن أن يطفئ نور الحرية والكرامة الفلسطينية.
حصيلة غزة المأساوية
وزارة الصحة في غزة أصدرت اليوم الخميس تقريرها اليومي، مؤكدة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي بلغت 69,187 شهيدًا و170,703 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023، في عملية إبادة جماعية لم تترك حيًا إلا دمرته، ومؤسسات عامة ومنازل وأحياء كاملة تحت الركام.
وخلال آخر 24 ساعة، سُجل شهيدان جديدان و5 إصابات، وسط استمرار عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إلى عدد كبير من الشهداء المحاصرين تحت الأنقاض، ما يضاعف حجم المأساة الإنسانية ويكشف عن وحشية العدوان.
المقدسات تحت وابل الاستيطان
في إطار مسلسل الاعتداءات اليومية، اقتحم 793 مستعمرًا باحات المسجد الأقصى، ونفذوا طقوسًا تلمودية استفزازية، بحماية مشددة من شرطة العدو، في استمرار لسياسة تهويد المدينة المقدسة وإرهاب سكانها.
كما استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حرق مستوطنين لمسجد الحاجة حميدة في بلدة ديراستيا شمال غربي سلفيت، وتلطيخه بشعارات عنصرية، مؤكدة أن آلة التحريض الصهيونية وصلت إلى أقصى درجات الهمجية، وأنه لم يعد هناك مكان عبادة آمن في الأراضي المحتلة.
النقب والتهجير القسري
المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارًا بتهجير 500 مواطن فلسطيني من قرية رأس جرابة في النقب، بعد رفض استئنافهم ضد قرار المحكمة المركزية في بئر السبع، في خطوة تجسد التوسع الاستيطاني وسياسات الفصل العنصري الممنهجة.
وتوضح الوقائع أن الكيان لا يتوقف عن استخدام الآليات القانونية المزيفة لتبرير تهجير الفلسطينيين، مستغلاً القضاء لتسويغ الاستيلاء على الأراضي التاريخية، فيما تثبت مقاومة السكان للصمود أن الحق لن يُمسح بالقوانين المزورة.
الصمود الفلسطيني… شموخ الحرية والكرام
يثبت الفلسطينيون يوميًا أن الصمود والإرادة أقوى من آلة القتل والتهجير، غزة والقدس ليستا مجرد مناطق جغرافية، بل رمز للكرامة والتحدي، كل صاروخ مقاوم، وكل حركة تضامن، وكل مواجهة للعدوان تثبت أن الشعب الفلسطيني متحدًا، يزرع الأمل ويؤكد أن العدالة ستنتصر في نهاية المطاف.
هذه المعركة ليست فقط على الأرض، بل على الإرادة، على التاريخ، وعلى الحق الفلسطيني في الحرية والسيادة، في رسالة واضحة للعالم: مهما بلغت آلة العدوان حجمها، فإن صمود الشعب الفلسطيني يظل أقوى وأشد إصرارًا على الحياة والكرامة.
