في تصعيدٍ جديد يفضح زيف ما يسمى بـ”اتفاق وقف إطلاق النار”، شنّ طيران العدو الصهيوني، اليوم الاثنين، سلسلتين من الغارات العدوانية على مناطق متفرقة في الجنوب اللبناني، أسفرت عن استشهاد مواطنين وإصابة سبعة آخرين، في مشهدٍ يعيد إلى الأذهان مشاهد الإجرام التي عاشها لبنان إبّان الحروب السابقة مع الكيان المؤقت.
غارات متزامنة.. والنار الصهيونية تلاحق المدنيين
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيانٍ رسمي أن الغارة الأولى التي نفذها طيران العدو استهدفت طريق الدوير الشرقية في قضاء النبطية، وأسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة.. وأوضحت الوزارة أن الاستهداف طال طريقًا مدنيًا مستخدمًا، ما يجعل الغارة خرقًا واضحًا لكل الأعراف والقوانين الدولية التي تحظر الاعتداء على المدنيين ومرافقهم.
ولم تمضِ ساعات على الجريمة الأولى، حتى أغار طيران العدو مجددًا على بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، مستهدفًا دراجة نارية في حي أبو لبن، ما أدى إلى استشهاد مواطن لبناني، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالدماء والخراب.
خمسة آلاف خرق لاتفاق وقف النار.. والمجتمع الدولي صامت
تشير الإحصاءات الرسمية اللبنانية إلى أن العدو الصهيوني نفذ نحو خمسة آلاف خرقٍ بري وبحري وجوي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ما يجعل من هذا الاتفاق مجرد غطاء دبلوماسي لاستمرار العدوان.
الخرق الجديد يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات اليومية التي ينفذها الكيان بحق القرى الجنوبية، في وقتٍ يواصل فيه المجتمع الدولي صمته، مكتفيًا ببيانات شكلية لا تردع العدو ولا تحمي المدنيين.
الجنوب اللبناني.. جبهة الصمود وذاكرة النصر
تأتي هذه الغارات بعد أيام من تهديدات صهيونية متكررة للبنان، في ظل استمرار حالة الاستنفار في صفوف المقاومة التي أكدت مرارًا أن أي تصعيد صهيوني لن يمر دون رد، وأن الجنوب سيبقى جبهة الصمود الأولى في وجه العدوان.
فالنبطية وبنت جبيل وعيتا الشعب ليست مجرد مناطق مستهدفة؛ بل هي رموزٌ للمقاومة التي كسرت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وأجبرت العدو على الانسحاب المذل عام 2000، ثم على الهزيمة في تموز 2006.
لبنان في مواجهة مفتوحة مع العدو الصهيوني
تؤكد الوقائع الميدانية أن لبنان يعيش اليوم مرحلة مواجهة مفتوحة مع الكيان الصهيوني، تتراوح بين الحرب الميدانية والحرب النفسية، فيما يبقى المواطن اللبناني الضحية الأولى لهذه الاعتداءات.
ومع كل غارة، تتجدد الأسئلة حول غياب الموقف الدولي الجاد، وحول جدوى الاتفاقات التي لا تحمي الإنسان ولا تصون السيادة، بينما يستمر الاحتلال في ممارسة إرهابه اليومي بغطاء أمريكي وغربي واضح.
الجنوب ينهض من تحت الركام
على الرغم من فداحة الخسائر وسقوط الشهداء، يثبت الجنوب اللبناني مرةً أخرى أن الدم لا يُرهِبُه القصف، وأن كل غارةٍ لا تزيد أبناءه إلا تمسكًا بأرضهم وإيمانًا بعدالة قضيتهم.
فالعدو قد يملك الطائرات والصواريخ، لكنه لا يملك الإرادة التي تسكن صدور المقاومين، ولا الصبر الذي تعلمه اللبنانيون من رماد الحروب السابقة، إذ ما زال الجنوب ينبض بالعزة، ويقول للعالم: **لبنان لن يُكسر، والمقاومة باقية ما بقي العدوان.**
			
						