hajjahnews

بين العذاب الروحي لحجاج بيت الله وصخب مهرجانات الانحلال .. الوجه الآخر للملكة السعودية

تقرير …

في الوقت نفسه، تصرف السلطات السعودية مليارات الدولارات على مهرجانات موسيقية ضخمة وعروض ترفيهية في الرياض وجدة، حيث تُقام حفلات راقصة وجولات سياحية ترفيهية تجذب مشاهير العالم، هذا التناقض بين الانفتاح الاجتماعي المبالغ فيه، والتركيز على الانضباط الصارم داخل الحرم الشريف، يطرح تساؤلات جوهرية حول أولويات مملكة آل سعود وطبيعة سياساتها تجاه ضيوف الرحمن، هذا التقرير يأتي لإلقاء الضوء على هذه التناقضات، استنادًا إلى وقائع موثقة، شهادات حية، ومتابعة إعلامية محلية ودولية، في محاولة لكشف الواقع الذي لا يظهر دائمًا على الشاشة أو في البيانات الرسمية.

مكة المكرمة ليست مجرد رمز ديني، بل تجربة حياتية حقيقية يعيشها كل حاج أو معتمر، ومن خلال متابعة موسم الحج الأخير، ظهرت العديد من المشاهد الصادمة، حيث تعرض الحجاج لاعتداءات قاسية من قبل رجال أمن سعوديين في تصرف يبدو منهجي وليس في إطار تصرف فردي غير محسوب ، وبدلاً من التعامل مع الازدحام المفرط في طرق الطواف والسعي، وتأخر الخدمات الأساسية، ووجود نقص واضح في التسهيلات لكبار السن والنساء، من قبل عناصر الأمن ، يقومون بالتعامل بطرق عدوانية وقاسية بحق الحجاج ، ولأن الحرم الشريف أكبر من مجرد إدارة مادية، فإن أي تقصير في التنظيم يترك أثرًا نفسيًا عميقًا على الزوار، ويخلق شعورًا بالغربة في أقدس بقاع الأرض.

شهادات حية انتشرت عبر وسائل التواصل، موثقة حالات تدخل صارمة من رجال الأمن مع حجاج حاولوا تجاوز بعض الحواجز التنظيمية أو التصرف وفق ظروفهم الخاصة، وفي بعض المقاطع، بدا أن التدخلات تجاوزت مجرد ضبط النظام لتصبح ممارسات قاسية أثارت استياء الزوار وأفراد أسرهم، هذه الوقائع تبرز الصعوبة الحقيقية التي يواجهها الحجاج في أداء الشعائر بروحانية وسكينة، ما يطرح تساؤلًا مهمًا، هل يمكن للقداسة أن تستمر في ظل إدارة تعتمد هذا القدر من التصرفات الإجرامية القاسية على حساب الإنسان؟

الانفتاح الاجتماعي والمهرجانات الاباحية .. صورة المملكة الحديثة

على بُعد الكيلومترات من مكة، تشهد المدن الكبرى في السعودية تحولًا هائلًا في المشهد الاجتماعي والثقافي، المتفسخ والاباحي، مهرجانات موسيقية ضخمة، عروض فنية عالمية، وحفلات راقصة، أصبحت علامات بارزة في وجه المملكة الجديد، الذي يسعى إلى جذب السياحة الدولية على حساب القم الدينية والأخلاق وجر الشباب السعودي الباحث عن الترفيه والانفتاح، إلى هاوية الشذوذ والاباحية التي انتشرت مثل النار في الهشيم .

هذه المشاريع الضخمة لا تُظهر فقط الوجه الترفيهي للبلاد، بل تعكس رؤية سياسية واضحة، تمكنها من السيطرة الإجتماعية على عقول الشباب ودفن أي تطلعات للتحرر من الاستبداد أو على الأقل التخلص من جحيم التفسخ الاجتماعي الحاصل في المملكة، بينما تتزامن هذه الصورة مع القسوة في إدارة الحرم المكي ، هذا التناقض صار واضحًا للعيان، ويكشف عن ازدواجية في أولويات المملكة .

الازدواجية السعودية .. السياسة والدين

التناقض في إدارة المملكة يظهر في السياسة الداخلية والخارجية على حد سواء، في حين تعرض الحكومة وجه الانفتاح والتغيير لجذب الاستثمارات والسياحة ونشر مظاهر الانفتاح والتفسخ الاجتماعي، تبرز في إدارة الحرم صورة أخرى تمامًا، التعامل بغلظة وقسوة مع زائري بيت الله الحرام ، والضغط على الحجاج بشكل يجعل بعضهم يشعر بالاضطهاد أكثر من شعوره بالراحة الروحية.

النتيجة المباشرة لهذا التناقض هي شعور الزوار بالغربة وعدم الأمان أثناء أداء شعائرهم، ولأن شهادات الحجاج توثق المواقف الواقعية عبر مقاطع فيديو وتدوينات، فإن الصور الرسمية للترتيب والتنظيم لا تتطابق دائمًا مع الواقع الميداني، هذا الفارق يترك أثرًا نفسيًا واجتماعيًا عميقًا،

هذا الازدواج لا يقتصر على تجربة الحجاج، بل هو انعكاس لسردية سياسية تهدف إلى تهيئة الدولة للانفتاح مع المشروع الصهيوأمريكي الذي يرى فيه بن سلمان أنه ما سيعزز من قوته ويؤمن سلطته في ظل الحسابات والمتغيرات الصهيونية التي لن يكون خارجها مهما كانت درجة الإرضاءات أو التضحيات التي يقدمها في سبيل ذلك،

أخيراً

ما يفرضه الواقع السعودي اليوم هو مواجهة الحقيقة الصارخة، المملكة تقدم للعالم وجهًا من الانفتاح الاجتماعي والترفيه والتفسخ والانحلال، بينما الحرم الشريف يُدار بقسوة وغلظة، على حساب كرامة الزوار، الوقائع الموثقة، والشهادات الحية، والتقارير الإعلامية، تؤكد أن هناك تباينًا صارخًا بين الصورة الإعلامية والواقع الميداني للحجاج والمعتمرين.

وهذا التقرير لا يهدف إلى النقد العاطفي، بل إلى كشف الحقيقة بوضوح للعالم، وتوثيق تجربة الحجاج كوقائع ملموسة، تعكس الوجه الحقيقي لإدارة الحرمين في ظل الانفتاح المبالغ فيه على الترفيه والصور الحديثة للمملكة، وفيما يلي صورة من المواد الموثقة لما يحدث في الحرم المكي من ممارستها ضد الزوار .