تقدم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالعزاء إلى حزب الله و كل أمتنا الإسلامية وإلى إخوتنا في المقاومة اللبنانية والشعب اللبناني.
وأكد السيد القائد في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله ورفيق دربه السيد هاشم صفي الدين ورفاقهم الشهداء، أكد أن الشهيد السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه هو حاضر في وجدان الأحرار من كل العالم وحاضر بنهجه الراسخ الذي أرساه في الجهاد والمقاومة. موضحا أن شهيد الإسلام والإنسانية حاضر بقضيته العادلة وبموقفه الحق وحاضر بالثمرة العظيمة لجهوده.
ولفت إلى أن جهود شهيد الإسلام والإنسانية بنت جيلا مجاهدا ووسعت دائرة الوعي والشعور بالمسؤولية على نطاق واسع في أمتنا الإسلامية وعلى المستوى العالمي. مؤكدا أن شهيد الإسلام والإنسانية حاضر بالنتائج الكبرى والعظيمة والمهمة التي حققها الله على يديه وبجهاده وأصبحت راسخة باستشهاده وقوية البنيان.
وبيّن أن السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه من القادة التاريخيين النادرين فيما وهبه الله من مؤهلات لدور عظيم وما حققه الله على يديه، وأضاف: “هذا الجيل عايش شهيد الإسلام والإنسانية وعاصره وتعرف عليه وعرف ما يتمتع به هذا القائد العظيم من مزايا عظيمة وصفات راقية”.
وأكد السيد أن ما قام به شهيد الإسلام والإنسانية من دور عظيم ومميز في مواجهة العدو الإسرائيلي كان صمام أمان للمنطقة. مضيفا أن شهيد الإسلام والإنسانية وقف كالجبل الشامخ في مواجهة مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي أعلنه الأمريكي آنذاك.
وقال السيد: “بعد النصر الكبير في حرب 2006 على لبنان سقط مشروع “الشرق الأوسط الجديد” وتهاوى تحت أقدام المجاهدين في لبنان. ولو وعى العرب نصر 2006 وأسندوه وتركوا التآمر عليه لتغيرت الأمور لصالح الأمة ولكانت النتائج على مستوى الأمة بكلها أكبر وأهم.
وشدد على أن السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه كان ولا يزال رعبا وكابوسا حقيقيا للصهاينة لأكثر من 4 عقود. مضيفا أن السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه غرس في الوعي الصهيوني مفهوم الهزيمة بعد عقود من الهزائم السهلة للعرب. وأضاف: “الصرخة الشهيرة “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” فرضت نفسها على الذاكرة اليهودية الصهيونية وتحولت إلى هاجس أمني. مؤكدا أن الصهاينة وكبار قادتهم لم يستطيعوا التخلص من هاجس صرخة السيد نصر الله وهذا يثبت حالة الضعف البنيوي الثابت المستمر للكيان المجرم الظالم.
وأكد السيد القائد أن موقع السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه كان استثنائيا في واقع الأمة. مضيفا أن السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه أعاد الأمل للأمة بعد أن كادت تصل إلى مرحلة اليأس بعد سلسلة الانكسارات والخيانات والهزائم.
ولفت إلى أن السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه كان له دور رائد ومتقدم في تصحيح المفاهيم وكسر السردية اليهودية. كما كان للسيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه دور رائد في إفشال محاولات الصهاينة ترسيخ حالة الانهزامية والضعف والوهن في الأمة. فكلمات شهيد الإسلام والإنسانية النيرة وخطاباته الحماسية كانت صدى لعمل عظيم وجهود كبيرة وإنجاز كبير لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلا.
وقال السيد: “جيوش مجتمعة عجزت أن تفعل معشار ما صنعه حزب الله”.
وبيّن أن السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه غني عن التعريف كمجاهد عظيم وقائد سياسي محنك وعالم رباني قضى جُل عمره الكريم في مواجهة العدو الإسرائيلي لحماية لبنان والأمة. مضيفا أن السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه عمل على تجهيز المقاومة لتكون في مستوى يصل إلى مرحلة التحرير وهزيمة العدو الإسرائيلي.
وأوضح السيد القائد أن من أهم رسائل شهيد الإسلام والإنسانية ووصاياه وكلماته النيرة التي تبقى خالدة مع الأجيال قوله “نحن لا نهزم، عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر، نحن على مشارف انتصار كبير لا يجوز أن ننهزم نتيجة سقوط قائد عظيم من قادتنا، بل يجب أن نحمل دمه ورايته وأهدافه، ونمضي إلى الأمام بعزم راسخ وعشق للقاء الله”. مؤكدا أن كلمة شهيد الإسلام والإنسانية الخالدة تضمنت خلاصة يجب أن نعيها بشكل كبير تجاه ما حدث، وما قد تحقق، وما ينبغي العمل عليه بشكل مستمر.
وأكد أن ما حققه السيد الشهيد رضوان الله عليه ورفاقه الشهداء وحزب الله والمقاومة في لبنان والحاضنة المجاهدة للمقاومة هو شيء عظيم وثابت. فتحرير العام 2000 الذي تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى كان نصرا عظيما تاريخيا لم يحصل مثله بالنسبة للعرب لأنه كان بعد هزائم متتالية للحكومات العربية وتم بذلك النصر الطرد للعدو الإسرائيلي من المساحة الأكبر التي كان يحتلها في لبنان. مؤكدا أن النصر التاريخي العظيم في الـ 2000 كان له صداه العالمي وتأثيره الكبير جدا وتأثيره على مستوى ترسيخ المفاهيم الصحيحة بالنسبة لأمتنا.
ولفت إلى أهمية أن تبقى تأثيرات نصر الـ 2000 حاضرة في وعي الأمة ووجدانها وما حققه من نتائج فعلية في إنقاذ لبنان من الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن ما تحقق في العام 2006 انتصار عظيم وكبير ومهم وواضح وكان له أثره الكبير جدا في تحقيق ردع عظيم ومستمر للبنان، فانتصار 2006 قدّم الحماية والاستقرار للشعب اللبناني على مدى أكثر من 18 عاما وهي من أهم فترات الاستقرار للبنان والحماية له من العدو الإسرائيلي. وما حصل بعد انتصار 2006 من مشاكل اقتصادية أو محاولات لإثارة الفوضى في لبنان كان من أطراف مرتبطة بالأمريكي.
وبيّن أن المخططات الأمريكية كانت تشن حربا إعلامية واقتصادية لاستهداف الحاضنة الشعبية لحزب الله والمقاومة بهدف التأثير على الوضع اللبناني. مؤكدا أن ما حققه الله لحزب الله وللمقاومة اللبنانية ولكل الحاضنة هو إنجازات كبرى ثابتة وواضحة لا يمكن التنكّر لها والجحود لها. فما حققه الله لحزب الله وللمقاومة اللبنانية كان له أهمية كبيرة على مستوى حماية المنطقة بكلها في مواجهة الخطر الإسرائيلي.
وأوضح السيد أنه ثبت الآن وتجلى بوضوح أن العدو الإسرائيلي فعلا يستهدف كل الأمة. فعنوان “الشرق الأوسط” الذي رفعه آنذاك بوش استمر الأمريكي يسعى له وهو مشروع مشترك ومخطط مشترك بين الأمريكي والإسرائيلي. موضحا أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي هو استهداف للأمة بكلها ولشعوبها وبلدانها دون استثناء.
وأكد السيد القائد أن المسؤولية الآن مستمرة والحفاظ على ذلك الإنجاز العظيم هو بوحدة أمة مجاهدة وحاضنة وفية. موضحا أن حزب الله يحمل الراية بقيادته ومجاهديه، مستمر في إطار عنوان صادق “إنا على العهد”. مضيفا أن أمة حزب الله المجاهدة ليست لوحدها في الساحة فهي جزء من أمة مجاهدة ثابتة صامدة وجبهات مستمرة بكل ثبات وإيمان ووعي. مؤكدا أن حزب الله ليس وحيدا، ولن يُترك وحيدا، هو جزء من محور، جزء من أمه وهو أيضا رائد في هذه الجبهات لمواجهة أخطر مخطط عدواني يستهدف الأمة بكلها وأمتنا الإسلامية في المقدمة.
ولفت إلى أن الواقع بكل ما فيه من أحداث ومستجدات وبالهمجية الإسرائيلية التي باتت جلية أمام كل العالم يثبت صحة خيار الجهاد والمقاومة. موضحا أن خيار الجهاد والمقاومة خيار حتمي وحكيم لأنه لم يعد من بديل عنه إلا خيار الاستسلام.
وقال السيد: ” الأمة الإسلامية والمجتمع البشري في مقابل المخطط الصهيوني، إما أن يتحرك ضده أو أن يستسلم. المخطط الصهيوني يتحرك المجرمون فيه بشكل عدواني وعملي لا يتركون حتى من تركهم. المجرمون الذين يتحركون في المخطط الصهيوني لا يتركون حتى من أراد أن يسالمهم من أبناء الأمة، بل حتى من أراد أن يطبّع معهم ليس بمنأى عن الخطر”. مؤكدا أهمية أن يكون خيار الجهاد في سبيل الله والمقاومة والمواجهة للمخطط الصهيوني خيارا حاسما وأن يقبل به الجميع وأن يدعمه الكل. بالإضافة إلى أن يكون خيار الجهاد والمقاومة حافزا على البناء وتصحيح وضعية الأمة ومعالجة كل مشاكلها التي يستثمر فيها العدو لتحقيق مخططاته.
وأضاف: “يجب أن يكون خيار الجهاد والمقاومة حافزا للسعي لكل عناصر القوة في داخل الأمة على مستوى التعاون وتضافر الجهود. يجب أن ندرك أننا بحاجة إلى كل ما يزيدنا قوة لدرء الخطر الذي هو خطر على الجميع.
وأوضح السيد أن رفع عنوان نزع سلاح المقاومة في لبنان وفي فلسطين أصبح الآن يطرح على إيران والصواريخ الإيرانية، وهذا هو مطلب أمريكي إسرائيلي. ومن الطبيعي أن يسعى الأمريكي والإسرائيلي لإزاحة أي عائق يمثل أي عائق أمام تحقيق أهدافهم الشيطانية الرامية إلى السيطرة على الأمة.
وأواضح أننا كأمة عربية وإسلامية الأحوج في هذا العالم إلى أن نمتلك كل أصناف السلاح والعتاد الحربي اللازم لمواجهة الخطر الذي يستهدفنا، فنحن أمة مستهدفة وليست المشكلة في أن نمتلك السلاح أو أي من عناصر القوة بل المشكلة حينما لا نمتلك السلاح الذي يردع العدو. مؤكدا أن السلاح الذي يمتلكه حزب الله هو مشكلة على الإسرائيلي وعائق له عن احتلال لبنان، وكذا السلاح في أيدي المجاهدين في قطاع غزة، ولا ينبغي أن تكون مسألة امتلاك السلاح إشكالية لدى الأمة حتى تنبري أنظمة عربية لتبني الإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، بل ينبغي أن تكون مسألة امتلاك السلاح مشكلة أمام الإسرائيلي.
وقال السيد: “اتجهت معظم القوى والدول في العالم عام 2024 إلى رفع مستوى شراء السلاح وتصنيعه وإعداد الميزانيات الضخمة والكبيرة من أجله، الدول الكبرى في الغرب والتحالفات الدولية سعت إلى رفع إنفاقها العسكري مستشعرة الأخطار كلا من منطلق أمنه القومي، والإنفاق العسكري العالمي وفق بعض الإحصائيات هو الأعلى منذ ما اصطلح عليه بالحرب الباردة في أوروبا وارتفع بنسبة 17%، كما أن الأمريكي هو صاحب الإنفاق العسكري الأكبر في العالم بما يقارب تريليون دولار لإنفاقه العسكري”.
وبيّن أننا نحن الأمة التي أوطانها محتلة وهي أمة مستهدفة ويستهدفها العدو الإسرائيلي -أسوأ عدو في الدنيا- يأتي من يقول يجب أن تبقى بدون سلاح يحميها.
وشدد على أن السبب الوحيد لتبني المطلب الأمريكي والإسرائيلي في المطالبة بنزع سلاح حزب الله في لبنان هو أنه العائق الأساس عن الاحتلال للبنان، فالكل يعرف أن وضعية الجيش اللبناني ليست في مستوى أن يدافع عن لبنان وأن يمنع الاحتلال الإسرائيلي للبنان، والكل يعرف أن العدو الإسرائيلي اجتاح لبنان حتى وصل إلى بيروت وخرج بفعل المقاومة وسلاحها والمجاهدين ممن تحركوا بوعي وبصيرة وتضحية.
وأوضح أن كلمات الدورة الثمانين للأمم المتحدة فيها اعتراف بالحق والمظلومية الفلسطينية والهمجية الإسرائيلية، لكنها عبارة عن شكاوى وليس هناك أمل. لافتا إلى أن مخرجات الدورة الثمانين للأمم المتحدة لم تتضمن مواقف وإجراءات عملية فعلية تمنع العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية في غزة، مؤكدا أن مخرجات الدورة الثمانين للأمم المتحدة لا يمكن أن تحمي لبنان أو سوريا أو أي من بلدان الأمة.
وأشار إلى أن إقرار الدورة الثمانين للأمم المتحدة بالطغيان الإسرائيلي وبالحق الفلسطيني مفيد إلى حد ما، لكنه لن يدفع عن الأمة الخطر والجرائم والإبادة.
وقال السيد : “من العار على الأمم المتحدة أنها قبلت منذ البدء بإسرائيل عضوا فيها، من العار على الأمم المتحدة أن تفتح المجال ليذهب المجرم نتنياهو ويدخل إلى قاعتها ويلقي كلمة فيها وهو مجرم بالإجماع عالميا.
وأوضح أن كل البلدان تجمع على أن نتنياهو مجرم ماعدا الأمريكي الذي هو شريك في الجرائم الإسرائيلية، وإلا فالكل يعرفون أن نتنياهو مطلوب للمحاكم الدولية بصفته مجرما ظالما معتديا غشوما منتهكا لكل القوانين والمواثيق والأعراف، إلا أن المجرم نتنياهو تباهى في كلمته بالأمم المتحدة بجرائمه وتبجّح بأبشع وأفظع الجرائم وبالعدوان على شعوب وبلدان الأمة، كما تنكر المجرم نتنياهو في كلمته لجرائم الإبادة الجماعية التي يشاهدها العالم في مختلف أقطار الدنيا بشكل يومي. و مع وضوح مظلومية غزة، فإن المجرم نتنياهو حاول أن يتنكر لتلك الحقائق وأن يمجّد الإجرام الإسرائيلي الرهيب الفظيع المخزي للعالم.
ولفت إلى أن محاولة المجرم نتنياهو تقديم موقفه بأنه هو الموقف الصحيح يعتبر إصرارا واضحا على مواصلة الإجرام والتباهي بما قد قام به. مؤكدا أنه لا بد من التحرك الواسع والمواقف العملية والمسؤولية الكبرى في ذلك بالدرجة الأولى على المسلمين، وكذلك على غيرهم. ومن المواقف العملية لا بد من المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية في الحد الأدنى، وفي الحد الأدنى لا بد أن تكون هناك مقاطعة فعلية حتى على المستوى الاقتصادي والعلاقات الاقتصادية، وفرض عزلة كبيرة فعلية على العدو الإسرائيلي.
وأكد السيد القائد على ضرورة أن يكون هناك احتضان ودعم للجبهات التي تتصدى للطغيان الإسرائيلي وفي مقدمتها غزة والشعب الفلسطيني والمجاهدين في فلسطين، ففصائل المقاومة في غزة يجب أن تحظى بالدعم من كل الأمة بالمساندة الإعلامية والسياسية والدعم المادي وكل أشكال المساندة. كما يجب أن يكون هناك المساندة والدعم لجبهة حزب الله في لبنان بدلا من التآمر والطعن في الظهر وتبني الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية العدوانية.
كما أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي على أهمية أن يكون هناك تبنٍ ودعم من أبناء الأمة بمختلف أطيافها وبلدانها للخيار الصحيح والاتجاه الصحيح وللجبهات القائمة في التصدي للعدوان الإسرائيلي.