وفي الفعالية قدم القائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح أحر التعازي لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ولحزب الله وأمينه العام ولأحرار لبنان والأمة والعالم بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد السيد حسن نصر الله شهيد الوفاء ورفيق دربه السيد هاشم صفي الدين.
وأشار العلامة مفتاح إلى أن الحديث عن الشهيد حسن نصر الله خلال الأربعين عاماً الماضية لا ينفصل عن تجربة حزب الله التي تأسست عام 1982 عقب احتلال الكيان الصهيوني لبنان وبيروت، موضحاً أن سقوط دولة وعاصمة عربية في تلك الفترة شكل فاجعة للأمة، وكانت التباشير الأولى من الداخل اللبناني.
وأضاف أن المقاومة اللبنانية آنذاك واجهت المحتل بشراسة وأسهمت في دحره من الأراضي اللبنانية، لاسيما بعد مذبحة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء والمدنيين، مؤكداً أن الشهيد نصر الله كان مع رفاقه في طليعة النضال لطرد المحتل.
وذكر أن تأسيس حزب الله تلاه عقد من الصراع حتى عام 1992 عندما استُشهد أمين عام الحزب الشهيد عباس الموسوي، وخلفه الشهيد حسن نصر الله الذي لم يتجاوز الثلاثين حينها، فاستلم الراية واستمر في الكفاح ضد الكيان الصهيوني موجهاً له ضربات موجعة حتى خرج مكسوراً ومذلولاً.
ولفت إلى أن الشهيد نصر الله بحكمته وحنكته ساهم في إخراج القوات الأمريكية من لبنان عام 2000 بعد احتلالها عقب انسحاب إسرائيل، مؤكداً أن المنظومة الصهيونية عملت طوال أربعين عاماً على إحكام سيطرتها على مقدرات الولايات المتحدة والوصول إلى مراكز القرار، وذلك انتقاماً من المقاومة اللبنانية التي هزمت إسرائيل عام 1992 وأمريكا عام 2000، وجددت الهزيمة لإسرائيل مرة أخرى عام 2006.
وأعرب القائم بأعمال رئيس الوزراء عن الفخر والاعتزاز بما سجله الشهيد نصر الله من ملاحم بطولية وتاريخ مشرف في مواجهة الكيان الصهيوني وشريكه الأمريكي والدول المطبعة والعميلة، موضحاً أن سجله يمثل شرفاً وفخراً، وأن في سبيل إضعاف المقاومة أنفقت دول خليجية مبالغ طائلة قُدرت بتريليونات لصالح المشروع الصهيوني الأمريكي.
ورأى العلامة مفتاح أن الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله تمثل محطة لاستذكار قوافل الشهداء والقادة من المقاومة اللبنانية والفلسطينية واليمنية، معبراً عن الفخر والاعتزاز بمواقف الشعب اليمني بقيادة السيد القائد عبد الملك الحوثي وتضحياته في سبيل القدس ودعم لبنان وفلسطين.
كما نوّه إلى أن حزب الله ترك إرثاً من الوفاء للقيم والمبادئ وللقضية ولرفاق السلاح والمظلومية واستمرارية مسيرة الجهاد في مواجهة الظالمين والمستكبرين.
وجدد التأكيد على أن المعركة التي يخوضها اليمن في مواجهة العدو الصهيوني نصرة لغزة ودعماً للقضية الفلسطينية تمثل صراعاً بين الحق والباطل، مشدداً على أن قصف الأحياء السكنية والمنشآت المدنية يستند إلى إحداثيات من عملاء ومرتزقة نهبوا ثروات اليمن ويتاجرون بمعاناة شعبه.
وتطرّق إلى المجزرة الأخيرة التي ارتكبها العدو باستهداف أحياء مدنية في صنعاء ومحاولاته إخراج أدواته من مؤسسات أمنية ومخابراتية، مؤكداً أن هذه المخططات فشلت أمام قوة الله وإرادة وصمود أحرار اليمن الذين يوجّهون للعدو ضربات موجعة في عمق الأراضي المحتلة.
من جانبه أشاد عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام حسين حازب بشجاعة الشهيد حسن نصر الله وصدقه واعتبره علماً من أعلام الهدى ورمزاً للجهاد، وأكد أنه نجح عام 2006 في دحر المحتل الصهيوني من لبنان.
وأضاف أن شهيد الإسلام والإنسانية لم يكن زعيم حزب الله فحسب بل كان زعيماً للإنسانية بتجاوزه المذهبية والعرقية، مشدداً على أن الكلام عن فضائل الشهيد لا يكفيه وصف ولا خطب، ومجدداً العهد بالسير على درب الشهداء وسيرتهم الجهادية.
فيما اعتبر عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن العلامة فؤاد ناجي الشهيد حسن نصر الله رجلاً بحجم أمة، مبيناً أنه ورفيقه استشهدا في أقدس معركة وأشرف موقف وأعظم مظلومية تستدعي الوقوف عندها.
وأشار إلى أن الشهيد كان عالماً مجاهداً وقائداً استثنائياً ناصر المستضعفين في البوسنة وفلسطين، وساهم في تحرير لبنان ونصرة اليمن، واصفاً إياه بأنه رجل المرحلة ومفتتح زمن الانتصارات للأمة العربية والإسلامية.
ونوّه بأن اليمن يحيي ذكرى من رفع راية الجهاد في زمن التخاذل، وأن موقف الشهيد وتضحياته سيظل شاهداً على أن الإسلام لا يقبل الهزيمة، مؤكداً أن دماء الشهداء ستظل قوة طوفانية لاقتلاع أنظمة الظلم وقلب موازين القوى لصالح المستضعفين.
وأضاف أن خسارة القادة تبقى نكبة للأمة لكنهم ينالون مقام الشهادة، وأن خلف القائد من الرجال الأوفياء من سيكمل الطريق ويحمل الراية ولن يفرطوا في الدماء أو السلاح، محذراً العدو من أن لا يستهين فالمفاجآت قادمة في معركة الفتح الموعود.
وخاطب أمين عام حزب الله نعيم قاسم وقيادات الحزب قائلاً: “لستم وحدكم ولن تكونوا وحدكم، فكل فرد في اليمن معكم، والله معكم وقائدنا معكم ولن تذهب الدماء هدراً بل تبقى أمانة في أعناقنا حتى نكمل المشوار”.
تخللت الفعالية التي حضرها عدد من المسؤولين والعلماء والشخصيات الاجتماعية فقرات إنشادية لفرقتي أنصار الله والرسالة عبرت عن عظمة تضحيات الشهيد حسن نصر الله.