عام مضى على استشهاد السيد حسن نصر الله، القائد الذي لم يكن مجرد شخصية سياسية أو عسكرية، بل كان عنواناً للأمة في مواجهة الاستكبار الأمريكي والصهيوني، هيبته، خطاباته، وحضوره الشعبي كان لها وقع استراتيجي عميق على خصوم المقاومة.
وعندما أقدمت آلة الاغتيال على محاولة تصفية هذا القائد العظيم، ظن الأعداء أنهم قادرون على إطفاء شعلة المقاومة، لكن الدم الطاهر للقائد لم يهدأ، بل صار وقوداً لمسيرة الأمة نحو التحرير.
القائد الذي أرعب الأعداء
لم يكن السيد حسن نصر الله مجرد أمين عام لحزب الله، بل كان مدرسة متكاملة في قيادة العمل المقاوم، خصومه وصفوه بأنه “الخطر الأول على وجود الكيان الصهيوني”، وكان وجوده وحده كفيلاً بإرباك غرف القرار في تل أبيب وواشنطن.
كانت هيبته الميدانية والسياسية تضاعف قوة المقاومة، وخطابه الإعلامي يرسخ ثقة الشعب والمجتمع الإقليمي بأن الأمة قادرة على النهوض وتحقيق الانتصارات.
القائد لم يكن مجرد شخصية، بل كان منظومة متكاملة من الإرادة والقدرة والاستراتيجية.
اغتيال جبان… ودم لا ينطفئ
عندما أقدم العدو الصهيوني على اغتياله، ظن أنه سيضعف المقاومة ويهدم إرادة الشعوب، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً، الدم الطاهر للسيد تحول إلى نداء خالد يلهب الأمة، ويعيد تنظيم صفوف المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق واليمن.
استشهاد القائد لم يكن نهاية، بل كان بداية فصل جديد من الصمود، حيث اكتسبت المقاومة قوة إضافية وإرادة أكبر للاستمرار في المسار الذي رسمه السيد.
لبنان.. الأرض التي لم تركع
بعد اغتيال السيد، حاول العدو الصهيوني إعادة اجتياح الجنوب اللبناني، ظاناً أن المقاومة ستنهار، لكن المقاومة اللبنانية كانت على قدر التحدي، وأفشلت جميع الخطط الاحتلالية، وواصلت الدفاع عن الأرض والشعب.
نجاح حزب الله في إعادة ترتيب صفوفه بعد الاستشهاد أظهر أن المقاومة أكبر من شخص واحد، وأن دماء القادة تصنع قوة مستمرة، وتثبت أن الأرض التي حُررت لن تُستباح مرة أخرى.
سوريا في حضن التطبيع
بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، شهدت سوريا تحولات جذرية، حيث بدأت بعض القوى الإقليمية والدولية تعزز خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني، مستغلة الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه رحيل الشهيد.
ورغم هذه الظروف، يظل النهج المقاوم الذي أسسه السيد حاضرًا في وجدان الأمة، مؤكداً على أن المسار لم ينقطع وأن التضامن مع محور المقاومة مستمر رغم التحديات.
إيران.. من قلب العاصفة تخرج أقوى
العدو استغل الفراغ لمحاولة شن عدوان مباشر على إيران، معتقداً أن اغتيال السيد سيخلق ثغرة استراتيجية، لكن إيران، بصمودها وعمقها الاستراتيجي، كسرت مخططاته وخرجت أقوى وأكثر تماسكا، هذا يوضح أن دم القادة العظام لا يختصر دوره في شخصية واحدة، بل يتحول إلى قوة جماعية تردع الأعداء وتثبت قواعد المقاومة.
اليمن.. امتداد حي لمسيرة المقاومة
اليمن اليوم هو امتداد طبيعي لمسيرة السيد نصر الله، القيادة والشعب هناك يسيرون على درب المقاومة نفسه، حاملين راية القدس ومواجهة التطبيع والخيانة، العمليات العسكرية اليمنية، سواء في البر أو البحر أو الطائرات المسيّرة، أربكت العدو وأظهرت أن الأمة قادرة على إنتاج رجال جدد يكملون مسيرة التحرير.
اليمن أصبح اليوم صمام أمان للمقاومة، وهو الحامل للرسالة نفسها التي أراد السيد أن تنبثق في كل ساحات الصراع في المنطقة.
معادلة لا تنكسر.. الدم والوفاء
من الضاحية إلى صنعاء، ومن غزة إلى طهران، تتشكل اليوم معادلة ذهبية: الدم يورث القوة، والشهداء يورثون الانتصارات.
لقد أثبتت التجارب أن استشهاد القادة لا يُضعف المقاومة، بل يجعلها أشد صلابة وأكثر إيماناً بوعد الله.
مشروع العدو.. وهم الاستكبار
العدو الصهيوني ظن أن غياب القائد سيفتح الطريق أمام مشروع “إسرائيل الكبرى”، صعّد عدوانه في غزة، وسعى للسيطرةعلى الجنوب اللبناني، لكنه اصطدم بمعادلة صعبة: دماء القادة العظام والوعي الشعبي يصنعان جبهة ردع لا يمكن كسرها.
كل خطوة عدوانية، وكل محاولة للسيطرة، كانت وقوداً للمقاومة وإعادة ترتيب صفوفها، مما يثبت أن المشروع الصهيوني محكوم بالفشل طالما الأمة واعية وقادرة على الصمود.
المسيرة مستمرة
عام على رحيل السيد حسن نصر الله، وما زال اسمه عنواناً للرعب في وجدان الأعداء، ورايته رمزاً للأمل والصمود، دماؤه لم تُضع، بل صارت وقوداً لمسيرة الأمة.
واليمن اليوم هو امتداد حي لهذا النهج، يقود مسار المقاومة على كل الجبهات، حاملاً رسالة واحدة: لا مساومة، لا استسلام، ولا توقف حتى تحرير كل شبر من فلسطين والأرض العربية.