hajjahnews

غزة تنزف بين القصف والتجويع.. أكثر من 65 ألف شهيد وأزمة إنسانية غير مسبوقة

تتواصل الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث لا يمر يوم إلا ويتضاعف فيه عدد الشهداء والجرحى، وتتعمق فيه مآسي الجوع والحرمان في ظل حصار خانق يقطع شرايين الحياة.. ومع كل مجزرة جديدة، يثبت العدو أن حربه ليست فقط بالصواريخ والقنابل، بل أيضًا بسياسة التجويع الممنهج التي حوّلت لقمة العيش إلى ساحة دماء.

حصيلة الإبادة الجماعية

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الجمعة، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 65,174 شهيدًا و166,071 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023، بعد أن استقبلت مستشفيات القطاع 33 شهيدًا و146 إصابة خلال الساعات الماضية.

وتشير الأرقام إلى أن أكثر من 12,600 فلسطيني استشهدوا منذ منتصف مارس الماضي وحده، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات.

مجازر لقمة العيش

لم يسلم منتظرو المساعدات الإنسانية من رصاص وغارات العدو الصهيوني، إذ أكدت وزارة الصحة أن ضحايا ما يُعرف بـ”لقمة العيش” ارتفعوا إلى 2,514 شهيدًا و18,431 مصابًا.

ففي كل يوم تقريبًا، يتحول مشهد الطوابير أمام مراكز توزيع الإغاثة إلى مجازر دموية، تُشرف عليها آلية “إسرائيلية–أمريكية” تزعم التنظيم بينما تشرعن القتل.

المجاعة.. سلاح آخر للإبادة

سجّلت وزارة الصحة 4 وفيات جديدة بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الماضية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 440 شهيدًا بينهم 147 طفلًا.

ومنذ إعلان الأمم المتحدة رسميًا وقوع المجاعة في غزة في أغسطس الماضي، تزايدت حالات الوفيات بشكل يومي، وسط تحذيرات من توسع الكارثة إلى دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر.

غارات الموت اليومي

منذ فجر الجمعة وحتى ساعات النهار، استشهد 21 فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء، في قصف جوي ومدفعي طال خان يونس وغزة ودير البلح.

وشملت الاستهدافات منازل مدنيين وخيام نازحين ومناطق لتوزيع المساعدات، إضافة إلى استخدام المجنزرات المفخخة في تفجير أحياء سكنية كاملة.

كارثة صحية غير مسبوقة

أعلنت وزارة الصحة أن مستشفيات مدينة غزة تعمل بطاقة تفوق 250% من قدرتها الاستيعابية، حيث يتكدس الجرحى والمرضى في الممرات وتُجرى العمليات الجراحية في ظروف بالغة السوء.

وأكدت أن ما تبقى من مرافق طبية في المدينة عاجزة عن تلبية أبسط الاحتياجات الإنسانية، في وقت يستمر نزوح مئات الآلاف نحو الجنوب المثقل أصلًا بالنازحين.

الأمم المتحدة: نازحون بلا مأوى

كشف تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن 11 منشأة للأونروا تعرضت لأضرار مباشرة جراء الغارات الإسرائيلية خلال الأيام الخمسة الماضية، وكانت هذه المراكز تؤوي أكثر من 11 ألف نازح.

ووفق التقرير، تجاوز عدد النازحين داخليًا في القطاع المليون شخص منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في مارس، ما يجعل المشهد الإنساني كارثيًا بكل المقاييس.

جرائم ممنهجة وإبادة موثقة

المعطيات الميدانية، إلى جانب تصريحات المسؤولين الأمميين، تؤكد أن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري بل إبادة جماعية ممنهجة، تستهدف المدنيين بالقتل المباشر، والحصار، والتجويع.

وبينما تتعاظم أرقام الشهداء وتتعالى نداءات المنظمات الدولية، يواصل العدو الصهيوني عدوانه تحت غطاء أمريكي وأوروبي، في أكبر جريمة إنسانية يشهدها العالم المعاصر.