hajjahnews

الإبادة الصهيونية في غزة تتصاعد.. أكثر من 62 ألف شهيد وإعلان رسمي للمجاعة وسط مجازر يومية ونزيف مستمر

متابعات

يدخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة شهره الثالث والعشرين على التوالي، حاصدًا الأرواح بلا توقف، ومكرّسًا واحدة من أفظع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث.. فبينما تواصل آلة القتل الصهيوني قصفها للمنازل والمدارس وخيام النازحين، ترتفع أعداد الشهداء والجرحى إلى مستويات غير مسبوقة، وسط دعم أمريكي وغربي مطلق، وتواطؤ أممي لم ينجح في إيقاف شلال الدم.

وباتت غزة اليوم محاصَرة بالموت من كل جانب: قصف مباشر، تجويع ممنهج، حصار خانق، وانهيار تام للبنية الصحية والإغاثية، في وقتٍ أعلنت فيه الأمم المتحدة رسميًا وقوع المجاعة في القطاع، لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.

حصيلة دامية متصاعدة: 62,622 شهيدًا وأكثر من 157 ألف جريح

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 62,622 شهيدًا و157,673 إصابة، بينهم آلاف الأطفال والنساء.

وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، وصل إلى مستشفيات القطاع 61 شهيدًا و308 إصابات.. كما أُضيف 298 شهيدًا إلى الحصيلة بعد اعتماد بياناتهم من اللجنة القضائية المختصة بالمفقودين.

وأكدت الوزارة أن عددًا كبيرًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف.

مجازر بحق المدنيين والنازحين

لم تتوقف المجازر اليومية، إذ استشهد تسعة مواطنين اليوم السبت في قصف استهدف منزلًا بحي الصبرة وسط غزة وخيمة نازحين في خان يونس، إضافة إلى ستة من منتظري المساعدات شمال القطاع.

وقالت مصادر طبية إن حصيلة شهداء اليوم وحده بلغت 34 شهيدًا، لترتفع الأرقام بشكل متسارع في ظل العدوان الوحشي الذي يطال حتى تجمعات المدنيين الهاربين من نيران الحرب.

ضحايا “لقمة العيش”: أكثر من 2,076 شهيدًا و15 ألف جريح

تحولت “لقمة العيش” في غزة إلى فخ موت قاتل، فقد أعلنت وزارة الصحة أن إجمالي ضحايا استهداف منتظري المساعدات الإنسانية ارتفع إلى 2,076 شهيدًا وأكثر من 15,308 إصابات منذ بدء تنفيذ ما يسمى “الآلية الأميركية-الإسرائيلية” في مايو الماضي.

وخلال يوم واحد فقط، سجلت المستشفيات وصول 16 شهيدًا و111 إصابة من منتظري المساعدات.. وأكدت الوزارة أن هذه الجريمة الممنهجة تشكّل استمرارًا لهندسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال لفرض الاستسلام عبر الموت جوعًا.

المجاعة.. الوجه الأكثر فتكًا للإبادة

وزارة الصحة في غزة وأعلنت أن المجاعة وسوء التغذية أودت بحياة 281 شهيدًا، بينهم 114 طفلًا، مع تسجيل ثماني وفيات جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأكدت أن ما وصفته بـ”هندسة التجويع” ليس سوى بند واحد من فصول الإبادة الصهيوني بحق أبناء غزة، التي تشمل أيضًا التدمير الممنهج للقطاع الصحي، القتل الجماعي، وسياسة “إبادة الأجيال”.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت رسميًا، أمس الجمعة، حالة المجاعة في محافظة غزة، محذرة من امتدادها إلى دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر المقبل، في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.

مسؤول أممي: “لحظة تاريخية مأساوية”

وصف مدير الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي، جان مارتن باور، إعلان المجاعة في غزة بأنه “لحظة تاريخية مأساوية”، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُؤكّد فيها وجود مجاعة بالشرق الأوسط.

وقال باور إن المجاعة تمثل “حرمانًا غذائيًا شديدًا، وسوء تغذية حادًا واسع الانتشار، ووفيات بسبب الجوع”، داعيًا إلى إجراءات عاجلة لحماية المدنيين ووقف الانهيار الإنساني.

الدفاع المدني: مهمات إنقاذ وسط النار والركام

رغم المخاطر، يواصل الدفاع المدني في غزة عمله الإنساني، حيث نفذ خلال الساعات الماضية 39 مهمة إنقاذ وإسعاف في مختلف المحافظات.

وتنوعت المهمات بين نقل شهداء وجرحى جراء القصف، إخماد حرائق اندلعت بفعل الغارات الصهيونية، وإسعاف حالات مرضية عالقة.. وأكد الدفاع المدني أن استمرار استهداف منازل المدنيين وخيام النازحين يفاقم من حجم الكارثة، في ظل نقص المعدات والإمكانات اللازمة.

مأساة إنسانية كبرى

بين المجازر اليومية، وأرقام الضحايا المتزايدة، والمجاعة المعلنة، يقف قطاع غزة اليوم في قلب مأساة إنسانية كبرى، تُسجَّل كإحدى أبشع صفحات الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.

ومع استمرار الدعم الأميركي للعدو الصهيوني، والتواطؤ الدولي، تبقى دماء الشهداء وصيحات الجوعى والنازحين وصمة عار على جبين العالم، فيما يواصل أهل غزة مقاومتهم وصمودهم في وجه آلة القتل الصهيونية التي لم تترك للإنسان الفلسطيني سوى خيار الموت تحت القصف أو الجوع.