hajjahnews

مكرمات صنعاء ضد أحلام حجة.

بقلم /فارس العليّ
فارس العليّ
ليست مناطقية ، إنما لماذا دائما يتم التعيين للمناصب في الوظيفة العامة اشخاص ليسوا من نفس المحافظة؟ لنتفق ان كل شخص ساكن في حجة نعتبره واحدا من ابنائها حتى ولو كان من محافظة أخرى، ﻻ اعتراضات على تعيينه طالما ساكن هناك ، الاستياء هو من هذا القدر الكبير من عدم اعتبار ابنائها محط الثقة لتولي مسؤوليات هذا أو ذاك المنصب ، لكم غُيب ابناء محافظة حجة واستبعدوا من مناصب الدولة سواء في هرمها أو في المستويات الأدنى من ذلك ، وعادكم تزيدوا تزاحموهم على تولي مناصب وظيفية داخل محافظتهم..!! قليلا من الخجل يا هؤلاء المنتفعين على حساب حقوق الآخرين.
النظر بهذه الدونية لمحافظة تعدادها السكاني أكثر من مليونين شخص وهي التي تزخر بالطاقات والقدرات والكفاءات أمر لم يعد يحتمل ، وفيه قصد كبير من الإلغاء والإستبعاد والظلم والتعسف والتحقير أيضا والإستهزاء ، لطالما مورس منذ عقود وتعاقبت السلطات على إطلاق هذا العنان الساخر والمتسيد على ابنائها، واذا اردنا أن نفهم ما يحدث فعلينا إدراك أن هذه التعسفات ﻻ تحدث الا لإن مسؤليها وقياداتها المحلية، وأعضاء نوابها على امتداد السهل والجبل ﻻ يهتمون لهذه الأمور التي تفصلنا عنها ايضا سكوتنا المتشارك لنفس الهزء بذاتنا.
نعم، الجميع يشارك هذا القبيل المصاحب لكل تعيينات داخل مؤسسات الدولة على مستوى المحافظة، وانعكس فيما بعد ﻹستبعادهم من اي تعيين لتولي ارفع المناصب في أعلى وظائف الدولة، ثم انعكس أكثر لحرمان متضخم يبعث بالوجع عندما نتذكر أن محافظة كحجة، بكل ثقلها وتفاعلاتها وطاقاتها المبدعة ﻻ يوجد فيها فروع للنقابات والاتحادات والمؤسسات الوطنية، في كل المجالات بدء بالإعلام والثقافة والفنون والآداب، وتلك المهنية والحقوقية و التأهيلية والتعليمية والتنموية عموما ، يتفاقم الإحساس بهذه النذالة وتنطوي قراءات أخرى في سطح الإشكال و عمقه لنستخرج عوارض مصاحبة لحدة هذا التغييب، وهدف الإبقاء على ابنائها فقط كتابعين يساقون الى المعسكرات ويتسربون من صفوف مدارسهم الأساسية والثانوية، وحتى ما بعد جامعية على قلتهم بفعل هذا الفضاء الضيق والمتضايق الجامع للمخذولين و الممنوح لهم بترحاب ، بينما البقية الباقية يمارسون في سوق الحراج العطالة و إطالة النظر بين شموس ربي ببال بائس ويائس ، و بقلة حيلة يعود منهم ابناء الريف إلى قراهم، لممارسة ما يشبه الإنزراع العنفي في حقول ما عادت تنتج محاصيل كافية لستر حال فصل من فصول السنة.
كل هذا رهين بسلطة تتداول حجة كفناء لتوزيع مخرجات تقسيم حصص مناصب الدولة بين محتسبيها ، وليتهم يفعلون خيرا بقدر الإمتنان ويقدموا لها لمسة خدمية وتنموية وتطويرية تأهيلية يذكرهم  الناس بخيرها المعطاء .
آخر تحديث لهذا السوق الإستهزائي و الإستبعادي جاء يوم أمس بتعيين مديرا لبريد منطقة حجة بشخص ﻻ علاقة لحجة به ، وبها ﻻ علاقة له سوى أنه ممنوح منصبا إكراما لعلاقته الواسعة بالمركز في صنعاء، حيث نستذكر هنا للمرة فوق الألف أن كل مكرماتهم دوما على حساب ابناء محافظة مغتلبه ، ترزح تحت وطأة الخذلان بدأ بمسؤوليها وشخصياتها وتجارها الغائبين عن أي ردود فعل ملموسة وانتهاء بذلك المركز الذي يطور علاقاته على حساب اثنين مليون يسكنون محافظة منكوبة اسمها حجة .