مقالات – عبدالمنان السنبلي
حين يُقْدِمُ حاكمٌ عربي على التماهي مع المشروع الصـهيوني والتفاني في خدمة كيانه المجرم الغاصب والمحتلّ على حساب مصالح الأُمَّــة ووَحدتها وأمنها واستقرارها، برأيـــــــكم، ماذا يكون..؟
هل هو بذلك يكون فارسًا عربيًّا شجاعًا..؟ أَو قائدًا فذًّا هُمامًا..؟ أَو ملكًا معظمًا أَو زعيمًا ملهمًا؟! هل يكون (مانديلا) مثلًا؟! بصراحة، إن كان يعتقد شيئًا من ذلك، فهو وكل من يؤمن أَو يعتقد مثله واهمٌ جِـدًّا..!
(فمانديلا) لم يطعن قومه وأمته من الخلف..! (مانديلا) لم يتاجر يومًا بقضية قومه السود لصالح (البريتوريا) العنصرية، أَو يساوم عليها أَو يخنها بأي حالٍ من الأحوال، وتحت أي ظرف من الظروف..! (مانديلا)لم يُدر ظهره لمعاناة بني جلدته، ويذهب وحيدًا ليوقِّعَ مع (البريتوريا) العُنصرية اتّفاقًا “إبراهيميًّا” أَو معاهدة سلام أَو اتّفاق تطبيع، أَو أي شيء من هذا القبيل..
لقد كان بإمْكَانه فقط أن يقولَ عن المقاومين السود أنهم إرهابيون مثلًا، أَو أن يصفَهم بالانتهازيين أَو المتمردين والمخربين؛ ليسكنَ وحدَه القصورَ ويحيا حياةَ الملوك المترفين، لكنه لم يفعل أَو يساوم..
بل آثر على ذلك السجن والعذاب.
نعم، آثر أن ينفقَ من عُمره سَبْعًا وعشرين عامًا سجينًا على أن يفرِّطَ بمبادئه وقيمه وحقوق شعبه من بني جِلدته..
فكم، برأيــــكم، أنفق (محمد بن زايد) من عمره وجهده في سبيل أمته وبني جلدته حتى الآن..؟ فقط سمّوا لي دقيقةً أَو ثانيةً واحدة أنفقها من عمره في سبيل الأُمَّــة، وسأُبايعه الآن قائدًا ورمزًا للأُمَّـة..
سمُّوا لي لحظةً واحدةً فقط أنفقها من عمره وجهده؛ مِن أجلِ فلسـطين، وسأدعوه (مانديلا) العرب..
أتحداكم..
أما أن يأتي ويضع نفسَه موضعَ المقارنة مع (مانديلا)، لا لشيء فقط سوى أنه قد بالغ في انبطاحه وانحطاطه وتماهيه مع المشروع الصـهيوني، فهذا ضرب من الجنون..
إنه، بصراحة، يذكرني بالأخت (توكل كرمان) التي حصلت على جائزة (نوبل) للسلام دون أن يعلم لها العالم شيئًا قدمته للسلام أَو ضحت به مِن أجلِ السلام..!
على أية حال، ستتحرّر فلسـطين يومًا..
وستسقط الأقنعة وتتكشف كُـلّ الأوراق والوجوه..
وسيُكتب التاريخ..
آه.. لو يدري حاكم (أبوظبي) وحكام (الإمارات) السبع ماذا سيكتب التاريخ عنهم؟ وكيف سيذكرهم العرب؟ كيف سيذكرهم (الإماراتيون) أنفسهم إن بقي لهم هنالك (إمارات) أَو (مشيخات) أصلًا..؟
فطوبى لمن لم يُطَبِّع أَو ينبطِحَ للأجنبي..! طوبى لفلسـطين، بوابة الحق وأيقونة النصر والسلام..!
قللك (مانديلا) العرب.. قال.
