نُظِّم في محافظة المحويت اليوم الأربعاء ، لقاء موسع للعلماء والخطباء والمرشدين تحت شعار “نفير واستنفار.. نصرةً للقرآن وفلسطين”، استنكارًا للإساءة الأمريكية للقرآن الكريم، وتأكيدًا على الدور المحوري للعلماء والمرشدين في توعية الأمة بمخاطر أعدائها، وإحياءً لجمعة رجب.
وأكد المشاركون في اللقاء أن نصرة القرآن الكريم وفلسطين واجب ديني وأخلاقي لا يقبل المساومة، وأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم ومجازر بدعم أمريكي يستدعي موقفًا موحدًا من الأمة، وتحمل العلماء لمسؤوليتهم في إحياء روح الجهاد والرفض الشعبي لكل أشكال التطبيع والخنوع.
وشددوا على أهمية تعزيز دور المساجد والمنابر والأنشطة الإرشادية في ترسيخ القيم القرآنية، وبناء جيل واعٍ بقضايا أمته، ومؤمن بعدالة قضيته، وقادر على مواجهة التحديات والمؤامرات التي تستهدف الأمة.
وفي اللقاء الذي حضره وكيل المحافظة علي شرف الدين، ورئيس محكمة الاستئناف القاضي أكرم العلفي، ورئيس محكمة المحويت الابتدائية القاضي محمد الفقيه ومدير الاوقاف عبدالحكيم الشامي، أكد أمين عام رابطة علماء اليمن طة الحاضري، وعضو رابطة علماء اليمن فواد ناجي، ومسؤول وحدة العلماء العلامة موسى القاضي، أن الإساءة للقرآن الكريم تمثل عدوانًا سافرًا على مقدسات الأمة الإسلامية ومشاعر المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وتكشف مجددًا حقيقة العداء الأمريكي الممنهج للإسلام، ومحاولاته المستمرة للنيل من ثوابت الأمة وهويتها الدينية.
وأشاروا إلى أهمية اضطلاع العلماء والمرشدين بمسؤولياتهم في هذه المرحلة الحساسة، من خلال تكثيف الخطاب التوعوي والإرشادي، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بمخططات الأعداء التي تستهدف العقيدة والهوية، والعمل على تحصين المجتمع فكريًا وثقافيًا في مواجهة الحرب الناعمة.
وأكدوا أن إحياء جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام طواعية، مناسبة لتجديد التمسك بالهوية الإيمانية، والوفاء لنهج الإيمان والجهاد، والسير على خطى الأجداد في نصرة الدين ومواجهة قوى الطغيان والاستكبار.
فيما أكد مسؤول الإرشاد بالمحافظة عبدالغني الدرب، أهمية الاستعداد لنصرة الدين والمقدسات، والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة أعداء الأمة.. مشيدا بمواقف الشعب اليمني المشرفة في نصرة القرآن وفلسطين.
وأدان بيان صادر عن لقاء علماء وخطباء ومرشدي محافظة المحويت، بأشد العبارات الإساءة الأمريكية الصهيونية للقرآن الكريم، أقدس المقدسات الإسلامية.. معتبرا ذلك جريمة خطيرة واستفزازاً سافراً لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم.
وأكد أن من يقدم على الإساءة للقرآن الكريم مهدور الدم شرعاً، باعتبار ذلك جزاءً لكل من يعتدي على المقدسات الإسلامية.. محملا الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن تداعيات هذه الجريمة وما قد يترتب عليها من ردود أفعال.
وأوضح علماء وخطباء المحويت أن هذه الإساءة تمثل دليلاً إضافياً على صوابية موقف أحرار الأمة في معاداة أمريكا وإسرائيل ومواجهتهما، كما تشكل حجة دامغة على القاعدين والمتفرجين الذين لم يتخذوا مواقف عملية تجاه هذه الجرائم.. معتبرين الصمت والتواطؤ وصمة عار في جبين كل من تماهى مع العدو الأمريكي والإسرائيلي.
ودعا البيان الأمة الإسلامية إلى العودة الصادقة والجادة إلى القرآن الكريم، اعتزازاً واهتداءً به، وتدبراً وترتيلاً، واستجابةً كاملة لأحكامه وأوامره، وتجسيداً لقيمه الإيمانية والتربوية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية والجهادية في واقع الحياة.
وحمل زعماء الأنظمة العربية والإسلامية جزءاً كبيراً من مسؤولية تكرار الإساءات للمقدسات الإسلامية، نتيجة تماهيهم مع أمريكا وسكوتهم عن الجرائم السابقة، وعدم اتخاذ مواقف جادة ورادعة.. داعيا إياهم إلى تحمل مسؤولياتهم في نصرة كتاب الله والدفاع عن المقدسات إن بقي لديهم ذرة انتماء للإسلام وتقديس للقرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كما دعا البيان علماء الأمة والهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية إلى القيام بواجبهم الديني والأخلاقي تجاه ما تتعرض له المقدسات الإسلامية من انتهاكات جسيمة، وفي مقدمتها القرآن الكريم ورسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسائر الأنبياء والمرسلين.
وشدد على ضرورة إذكاء روح الجهاد، وإعلان التعبئة العامة لمواجهة قوى الطاغوت وحلفائهم أمريكا وإسرائيل.. داعيا الأنظمة العربية والإسلامية وشعوب الأمة إلى مقاطعة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا سياسياً واقتصادياً، وقطع كافة أشكال العلاقات معها، تعبيراً عن السخط وتجسيداً لمبدأ الولاء والبراءة.
كما شدد علماء وخطباء ومرشدو المحافظة على جدوى الصرخة في وجه المستكبرين ورفع الشعار كسلاح وموقف، لاسيما بعد معركة “طوفان الأقصى”.. معتبرين ما يسمى بصفقة الغاز التي أبرمها النظام المصري مع الكيان الصهيوني محرمة شرعاً، كون الغاز ملكاً للشعب الفلسطيني، ولا شرعية للكيان الصهيوني في الوجود على أرض فلسطين أو التصرف في ثرواتها، مؤكدين أن الواجب كان نصرة غزة وإغاثتها لا دعم الكيان الغاصب.
وبارك البيان الموقف الإيماني للشعب اليمني وخروجه التاريخي في ميدان السبعين وكافة الساحات في المحافظات الحرة، غضباً وانتصاراً لكتاب الله، في مشهد يعكس أصالة الهوية الإيمانية.. مشيدا بالوقفات والفعاليات القبلية التاريخية المناصرة لغزة وفلسطين.
ودعا إلى رفع مستوى الجهوزية والاستعداد للجولات القادمة من الصراع مع أمريكا وإسرائيل وأدواتهما، كما دعا الشعب اليمني ونخبه العلمية والفكرية والأكاديمية والثقافية إلى إحياء واسع لجمعة رجب، وترسيخ الهوية الإيمانية وقيمها العظيمة، باعتبارها حصانة ووقاية من الحرب الناعمة التي تستهدف وعي الأمة وتُضعف روحها الجهادية.
كما أكد البيان على وجوب الاستمرار في نصرة غزة وإغاثتها، ونصرة المستضعفين في الضفة، والوقوف الصادق والعملي مع قوى المقاومة، حتى تحقيق النصر وزوال الاحتلال.
