وافقت حكومة كيان العدو الصهيوني، اليوم الأحد، على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة توسّع من خلالها وتيرة الاستيطان، وصفها وزير “المالية” الصهيوني مجرم الحرب، بتسلئيل سموتريتش بأنها “تاريخية”، لترفع عدد المستوطنات التي صودق عليها خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى 69 مستوطنة.
وقال مكتب المجرم سموتريتش، في بيان، إن “المجلس الوزاري” المصغّر صادق على اقتراح قدّمه سموتريتش ووزير “جيش” العدو مجرم الحرب، يسرائيل كاتس، يقضي بـ”إقرار وتنظيم” 19 مستوطنة جديدة، معتبراً أن هذه المواقع تتمتع بـ”أهمية استراتيجية عالية”، ولا سيما في شمال الضفة الغربية، حيث تقرر إعادة إقامة مستوطنتي “غانيم” و”كاديم” اللتين أُزيلتا في وقت سابق.
ويأتي هذا القرار بعد أيام من مصادقة المجرم سموتريتش، الخميس الماضي، على مخطط لإقامة مدينة استيطانية جديدة شرقي القدس المحتلة، تضم نحو 3380 وحدة سكنية. وذكرت القناة السابعة العبرية أن المدينة الجديدة ستحمل اسم “مشمار يهودا”، في إطار ما وصفه سموتريتش، في تدوينة عبر منصة “إكس”، بـ”تعزيز السيطرة على المنطقة وحماية القدس من الجهة الشرقية”.
وتندرج هذه الخطوات ضمن سياسة حكومة الكيان الصهيوني الغاصب، التي تمضي قدماً في توسيع رقعة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، متجاهلة القرارات الدولية التي تعتبر المستوطنات المقامة على أراضٍ احتلت عام 1967 غير شرعية. وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا مراراً الكيان الغاصب إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية.
وأدى التوسع الاستيطاني المتسارع إلى تفتيت الجغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية، وعزل المدن والبلدات الفلسطينية عن بعضها البعض، فضلاً عن إقامة عدد من المستوطنات من دون ترخيص رسمي في مراحل سابقة. وتقطن الضفة الغربية نحو 2.7 مليون فلسطيني، وتُعد المنطقة محوراً أساسياً في الخطط الفلسطينية لإقامة دولة مستقلة.
ومنذ تنفيذ خطة “فك الارتباط”، أُقيمت عشرات البؤر الاستيطانية في شمال الضفة، كما في مناطق أخرى، وتسارع هذا المسار بشكل لافت من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحت غطاء حرب الإبادة على قطاع غزة.
ورغم القيود التي فرضها قانون “فك الارتباط”، شكّلت هذه البؤر ما يشبه “كماشة” تطوّق شمال الضفة من عدة جهات. وفي أيار/ مايو 2023، أُدخل تعديل على قانون “فك الارتباط”، وصدر أمر عسكري يلغي تطبيق القانون شمالي الضفة.
وفي أيار/ مايو 2024، وبناءً على توجيهات وزير “الأمن” الصهيوني حينها مجرم الحرب يوآف غالانت، جرى إلغاء تطبيق قانون “فك الارتباط” على ما تبقى من مناطق شمال الضفة. ولاحقًا أعلن “جيش” العدو الصهيوني المنطقة “عسكرية مغلقة”.
ورغم أن “التسوية القانونية الكاملة” لهذه المستوطنات قد تمتد لسنوات، فإن القرار السياسي الأخير وضع الأساس لعودة تدريجية للمستوطنين، تحت حماية العدو الصهيوني، على أن تُستكمل إجراءات “الشرعنة” لاحقًا، كما جرت العادة في الضفة الغربية المحتلة.
وتُظهر المعطيات أن “الكابينيت” الصهيوني صادق منذ تشكيل الحكومة الحالية ثلاث مرات على تسوية بؤر استيطانية: في شباط/ فبراير 2023 جرى تنظيم تسع بؤر، وفي حزيران/ يونيو 2024 خمس بؤر إضافية، ثم في أيار/ مايو 2025 صودق على تسوية 22 بؤرة.
