hajjahnews

الإساءَات للقرآن ليست وليدة اليوم

خالد المنصوب

إن الإساءَات للقرآن الكريم منذ نزوله على الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله؛ لقد حاول الكفار والمشركون الإساءة للقرآن بعدة طرق على عدة مراحل ذُكرت في القرآن الكريم، قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ}.

وقالوا كما تحدث عنهم الله في القرآن: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا القرآن وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ}.

المشركون والكفار هكذا حالهم دائمًا في عناد وكفر بالقرآن، وكلها طرق للإساءة للقرآن ولعدم تقبلهم له؛ لأنه أتى بطريقة لا تلبي رغباتهم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا القرآن}، وهذه طريقة أُخرى “لا تسمعوا لهذا القرآن”.

ثم لم يتوقفوا عن الإساءة، بل بدأوا بالتشكيك بالقرآن وتحدث عنهم الله في القرآن: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً}، وقولهم: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا القرآن عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}.

ولو تأملنا في القرآن الكريم كيف كان عداؤهم لكتاب الله ولرسوله صلوات الله عليه وعلى آله؛ في البداية قالوا لن نؤمن بهذا القرآن، ثم لا تسمعوا له، ثم لو أُنزل على رجل له مواصفات كما يريدون هم لا كما يريد الله، ثم قالوا لو أنزل دفعة واحدة؛ وهنا القرآن الكريم يفضح نفسياتهم وعداءهم الواضح للقرآن الكريم دائمًا.

وفي هذا الزمان هم مضوا على نفس النهج العدائي، ولكن تأتي الإساءةُ بأساليبَ أُخرى؛ إما بالرمي بالقرآن، أَو بحرقه، أَو وضعه في أماكن نجسة كما عمل المرشح الأمريكي.

وكل هذا أمام مرأى ومسمع من أبناء الأُمَّــة الإسلامية واستفزازًا لمشاعر المسلمين الذين لا تزال لديهم مشاعر؛ أما المطبِّعون والذين تولوا أمريكا واليهود فقد أحبط اللهُ أعمالَهم؛ فهم لا يرون الحق ولا يستبصرون بهدى القرآن.

فعلى أبناء الأُمَّــة الإسلامية الرجوع إلى القرآن الكريم هنا في الدنيا قبل فوات الأوان، يوم لا ينفع الندم فيقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا}.

من جهة أُخرى، إن تكرار تلك الإساءَات من قبل الغرب الكافر تؤكّـد يقينًا لأبناء الأُمَّــة الإسلامية والعربية العداء الحقيقي، وتبين من هم الأعداء الحقيقيون للإسلام والمسلمين؛ وليقف جميع أبناء الأُمَّــة الإسلامية صفًا واحدًا للرد على كُـلّ الإساءَات بكل الوسائل المتاحة:

أولًا: بالرجوع إلى القرآن والعمل به.

ثانيًا: بالتنديد والاستنكار والاستنفار في جميع المواقع والمؤسّسات، والمساجد، والمدارس، والأماكن العامة.

وعلى أبناء العالم الإسلامي أن يأخذوا درسًا من أبناء الشعب اليمني العظيم الذي خرج بمظاهرات في كُـلّ الساحات والميادين، وكان خروجًا مشرِّفًا ونموذجًا راقيًا، بفضل الله وتوفيقه وببركة القرآن العظيم والتمسك به، وبفضل القيادة القرآنية بقيادة السيد العَلَم حفظه الله.