تتواصل التداعيات الاقتصادية والأمنية لحصار القوات المسلحة اليمنية على ميناء إيلات الإسرائيلي، في وقت تشير فيه معطيات ميدانية وتقارير دولية إلى اتساع تأثير الحصار اليمني المستمر في البحر الأحمر على حركة الملاحة الإسرائيلية .
شلل جزئي في إيلات وتحوّل مسارات الملاحة
منذ تصاعد عمليات قوات صنعاء ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، واجه ميناء إيلات انخفاضاً كبيراً في حركة الحاويات والواردات، ما دفع شركات شحن إلى تحويل مساراتها نحو موانئ بديلة في البحر المتوسط. وتُعدّ هذه التحويلات مكلفة للعدو الإسرائيلي، إذ تزيد من زمن الشحن وتكاليف النقل، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية على مدينة إيلات التي تعتمد بشكل أساسي على نشاط الميناء.
تداعيات على البحرية الأميركية
بالتوازي مع ذلك، كشفت وكالة أسوشيتد برس الأميركية أن العمليات ضد اليمنيين كانت “عاملاً رئيسياً في سلسلة حوادث مكلفة للبحرية الأميركية”، في سياق ما وصفته الوكالة بـ أطول وأشد معركة بحرية تخوضها القوات الأميركية منذ عقود و أن الهجمات اليمنية كانت مرهقة للقادة و كان هناك هلع شديد بين الطواقم البحرية.
وأشارت التقارير إلى أن إحدى المقاتلات الأميركية سقطت نتيجة حالة “هلع شديد” في ظروف تشغيلية صعبة، في حين واجهت حاملة الطائرات ترومان أضراراً خلال العمليات، ضمن سلسلة من الحوادث التي اعتبرتها تقارير استقصائية “الأعنف للبحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية”.
ضغط استراتيجي مستمر في البحر الأحمر
يرى محللون أن حصار قوات صنعاء لميناء إيلات والعمليات البحرية المرتبطة به يشكّل جزءاً من تحوّل أوسع في موازين القوة في البحر الأحمر لصالح القوات المسلحة اليمنية ، حيث أصبحت خطوط التجارة التابعة لكيان العدو الإسرائيلي مغلقة في البحر الأحمر بفعل العمليات اليمنية التي تزامنت مع معركة طوفان الأفصى و في إطار العمليات اليمنية المساندة لغزة و للشعب الفلسطيني المظلوم الذي ارتكب العدو الإسرائيلي بحقه أبشع المجازر و فرض حصار خانق على قطاع غزة ما أسفر عن 70,365 شهيدًا 171,058 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م حسبما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة في أحدث إحصائية لها.
وبينما تتواصل تداعيات الحصار اليمني واتساع تأثيره على خطوط الملاحة المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، تبرز المؤشرات على أن هذا التحوّل سيظل عامل ضغط مستمر ضد كيان العدو الإسرائيلي و كل من تحالف معه و خيارا متاحا أكدت صنعاء مرار أنها لن تألوا جهدا في استخدامه لمناصرة الشعب الفلسطيني .
