hajjahnews

30 نوفمبر.. اليمنيون يُجدّدون ثورة الاستقلال ويُعلنون معركة التحرير الشامل ضد الاحتلال الجديد

تقرير – أحمد قحيم

لم يكن مشهد الأمس مجرد احتشاد جماهيري عابر، بل كان إعادة إنتاج لروح 30 نوفمبر الأولى، حين قرّر اليمنيون أن زمن السيطرة الأجنبية قد انتهى.. ففي الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال، خرجت الجماهير في العاصمة صنعاء وسائر المحافظات في مشاهد مليونية هادرة، لتعلن من جديد أن الإرادة التي هزمت الإمبراطورية البريطانية قادرة اليوم على كسر أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي وكل أشكال الوصاية الأجنبية.

هذه الموجة الشعبية الواسعة لم تكن ممكنة لولا التحول التاريخي الذي صنعته ثورة 21 سبتمبر، التي أعادت القرار اليمني إلى أصحابه، وأسقطت عباءة التبعية للخارج، وحررت الإرادة الوطنية من قبضة الهيمنة الأمريكية الخليجية.. ومن هذا الفضاء الحر، وجد اليمنيون أنفسهم قادرين على صناعة موقف جماعي صلب يتجاوز جغرافيا العدوان، وصولاً إلى فلسطين ولبنان، باعتبار أن معركة الأمة واحدة، وأن اليمن بات جزءاً صريحاً من محور المقاومة.

مشهد مليوني يجدد الذاكرة الثورية ويعلن معركة جديدة
تدفقت الحشود إلى ساحات صنعاء والمحافظات في مشهد يجمع بين الذاكرة والتاريخ والمستقبل. الأعلام الوطنية، شعارات التحرر، الهتافات المنددة بالمحتل السعودي الإماراتي… كلها رسائل واضحة بأن الشعب الذي كسر أسطورة “الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس” قادر اليوم على كسر أدوات الهيمنة المعاصرة مهما بدت عتية.

وفي قلب الساحات، ارتفعت الأصوات لتعيد التأكيد على أن الاستقلال ليس ذكرى عابرة، بل مشروع نضالي مستمر. وأن الشعب الذي واجه بريطانيا بالأمس، وانتصر على العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي خلال تسع سنوات، سيواجه بقوة أي محاولة لعودة الاحتلال تحت مسميات جديدة.

اليمن في موقعه الطبيعي: جزء من محور المقاومة
الهتافات التي عمّت الساحات لم تقتصر على رفض الاحتلال الجديد، بل أكدت ارتباط اليمن بمعركة الأمة في فلسطين ولبنان.
فاليمنيون، الذين دعموا غزة لعامين رغم الحرب والحصار، أعلنوا أن المعركة ضد الكيان الصهيوني ومعركة تحرير اليمن من المحتلين الجدد هي خطان في جبهة واحدة.

الرسالة كانت واضحة:
من يقف مع فلسطين لا يمكن أن يقبل ببقاء جنديٍ واحدٍ لأمريكا أو السعودية أو الإمارات على أرض اليمن.
ومعادلة الشعب باتت محسومة: الدفاع عن القدس يبدأ من تحرير شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى من الاحتلال الجديد.

رسائل مباشرة وقاسية للغزاة
في ميدان السبعين وغيره، احتشدت الجماهير لتطلق تحذيرات حاسمة، مضمونها أن اليمن ليس دولة منكسرة ولا شعباً خانعاً، وأن أي محاولة لشن عدوان جديد ستُجابه بإرادة تقاتل بلا تردد.

فمن بين الهتافات رسائل صريحة:

من يواجه أمريكا لن يخاف “أحذيتها”.

مشروع التحرير ماضٍ حتى تحرير كل شبر من اليمن.

لا مكان للاحتلال السعودي الإماراتي مهما تنوعت الأدوات والمسميات.

زمن استباحة الثروات انتهى، واليمن لم يعد ساحة مفتوحة لنهب النفط والغاز والموانئ.

وترافقت الهتافات مع قسم شعبي واضح:
لن نخون فلسطين… ولن نخون اليمن… ولن يعود المحتل مهما فعل.

مشغل الفيديو

00:00
00:00

1. هتافات حرية واستقلال والمحتل إلى زوال
1:06
المحافظات المحتلة تكشف زيف الوعود
التقارير الواردة من المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة رسمت صورة مريرة:
انعدام للخدمات، تدهور للعملة، فوضى أمنية شاملة، غياب الرواتب، وعودة أساليب المحتل القديم في تفتيت المجتمع وإشعال الصراعات.
وهو ما جعل المواطنين في تلك المناطق وقوداً لصراعات القوى الغازية، ومصدراً رخيصاً لنهب الثروات.

إن الوعود التي روّج لها الاحتلال الجديد تحت شعارات “الإعمار” و“التمكين” تحولت إلى سراب.. فقد عاش الناس عقداً كاملاً دون كهرباء مستقرة، أو خدمات، أو أمن، فيما تحولت عدن والمكلا وسقطرى إلى قواعد للاحتلال ومخازن للثروات المنهوبة.

كما أكد القيادي الجنوبي سمير المسني أن ما يجري هو سياسة ممنهجة لطمس الهوية والانتماء الوطني عبر الإفقار والفوضى، في محاولة لقطع أهل الجنوب عن عمقهم اليمني.

الثورة تتجدد.. والجبهة الوطنية تتوحد
الحشود المليونية لم تكن مجرد جمع بشري، بل كانت إعادة اصطفاف وطني شامل، دفع القوى الوطنية نحو مسار موحد لمواجهة الاحتلال الجديد.
فالرسائل الجماهيرية كانت حادة وحاسمة:

على القوى الوطنية أن تعيد ترتيب صفوفها.

لا مكان للولاءات الفصائلية التي زرعها المحتل.

لا بد من التحام شمالي–جنوبي كامل لطرد الغزاة.

سقطرى، حضرموت، شبوة، المهرة.. كلها أرض يمنية محرمة على الطامعين.

وأوضحت مليونية 30 نوفمبر أن زمن خوف الناس من الفوضى أو الانقسام قد انتهى، وأن الإرادة الجمعية باتت أقوى من مشاريع تمزيق الهوية.

مشغل الفيديو

00:00
00:00

1. مليونية التحرير خيارنا.. والمحتل إلى زوال
1:20
21 سبتمبر.. الثورة التي حررت القرار وأعادت الشعب إلى الميدان
وسط كل ذلك، برزت حقيقة لا يمكن تجاهلها:
لولا ثورة 21 سبتمبر لما كان لهذا الصوت الشعبي أن يخرج بهذا الحجم والحرية.
فالقرار المستقل الذي أنتجته الثورة هو الذي جعل اليمن قادراً على قول “لا” لأمريكا والسعودية والإمارات، وقادراً على دعم غزة بلا حسابات، وقادراً على مواجهة أي عدوان.

لقد ألغت ثورة 21 سبتمبر وصاية السفير، وأسقطت أدوات الهيمنة، وردّت تعريف اليمن إلى مكانه الطبيعي:
دولة حرة، مستقلة، سيّدة، تقرر وترفض وتواجه.

ولهذا خرجت الجماهير مطمئنة بأن إرادتها اليوم مُنفّذة، وأن صوتها له أثر مباشر في القرار السياسي والعسكري.

استقلال الأمس يؤسس لمعركة الغد
اليمن، عبر مليونيات الأمس، أعلن معادلة واضحة:
كما طرد المحتل البريطاني عام 1967، وكما أسقط مشروع الوصاية عام 2014، فإن تحرير المناطق المحتلة اليوم بات استحقاقاً مقبلاً لا مفر منه.

أثبتت الجماهير أن الكلمة الأخيرة لم ولن تكون في يد المحتل، وأن إرادة اليمنيين –المسنودة بإيمان وثقافة قرآنية ونهج ثوري– قادرة على حماية الأرض، ونصرة فلسطين، وتغيير ميزان القوى في المنطقة.

إن 30 نوفمبر لم يعد مجرد ذكرى..
بل عاد ليكون يوم إعلان معركة التحرير الشامل، وإشعال جذوة الثورة حتى آخر شبر من اليمن.