في لحظة تتصاعد فيها التحديات ويشتد فيها العدوان الإسرائيلي الأمريكي على شعوب المنطقة ومحور المقاومة، وجّه الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، رسالة تعبويّة عميقة المضمون للمجاهدين في يوم التعبئة السنوي، رافعًا منسوب الوعي والبصيرة، ومؤكدًا أنّ صمود الثابتين في مواقع الرباط هو الذي سيحسم المعركة ويُسقط جولة الباطل مهما صعّد العدو وتمادى.. وفي خطابه هذا، أعاد الشيخ قاسم تثبيت معادلة المقاومة الراسخة: طريق المجاهدين هو الإسلام، وسلاحهم التقوى، ورايتهم راية الإمام المهدي، ونصرهم وعدٌ إلهيّ لا ريب فيه.
في رسالته الموجّهة إلى التعبويين المجاهدين بمناسبة يوم التعبئة السنوي، دعا الشيخ نعيم قاسم أبناء المقاومة إلى مواصلة المثابرة والصبر والثبات، معتبرًا أنّ ما يقدّمونه من جهاد وتضحية هو شرف العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين. وشدّد على أنّ الأزمات، مهما اشتدت وكبُر حجم العدوان الإسرائيلي الأمريكي، فإنّ جولة الباطل ستنتهي، وأنّ نهاية طغيان الأعداء حتمية بنصّ الوعد الإلهي وسنن التاريخ.
وأوضح الشيخ قاسم أنّ طريق المجاهدين هو طريق الإسلام الأصيل، وأنّ الرفعة الحقيقية في التقوى، وأنّ النجاح متحقق لمن يصدق في إيمانه. وربط بين صلابة المجاهدين وبين تمسّكهم بالولاية قائلاً إنّ حبل النجاة هو الارتباط بخط الإمام الخميني (قده)، وإنّ طريق الفرج هو السير على نهج سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله (رض)، بما يمثله هذا النهج من مدرسة جهادية واعية وحاضرة في كل ميادين الصراع.
وأكد الشيخ قاسم أنّ حياة المجاهدين تُبنى في اتجاهين متلازمين: المادي والمعنوي، حيث تصنع المقاومة إنسانها المقاوم القادر على الجمع بين العمل والتقوى، بين السلاح والبصيرة، وبين الانضباط والتنمية الروحية. وأشار في مخاطبته للمجاهدين إلى أنّ هذه الطريق مفتوحة دومًا على الزيادة، مستشهدًا بالآية الكريمة: “والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم”، وأنّ نهايات هذه الطريق هي إحدى الحسنيين في كل موقع من مواقع الحضور المقاوم.
وفي جزء آخر من الرسالة، أعاد الشيخ نعيم قاسم تثبيت الهوية العقائدية والسياسية لحزب الله ومقاومته الإسلامية، مؤكدًا أنّها تحمل راية الإمام المهدي (عج) في مسيرة التحرر والعدل والتمكين، وأنّ التعبئة بجميع كوادرها جزء أصيل من هذه الراية المباركة التي لا تنكسر مهما تآمر العدو أو اشتدت الضغوط.
واستشهد بقول أمير المؤمنين علي عليه السلام في توجيهٍ تعبويّ بالغ الدقة والصلابة:
“تزول الجبال ولا تزُل، عضَّ على ناجذك، أعرِ الله جمجمتك، تِدْ في الأرض قدمك، أرمِ ببصرك أقصى القوم، وغضَّ بصرك، واعلم أنّ النصر من عند الله سبحانه.”
مؤكدًا أنّ هذا النهج العلويّ هو ما يصنع ثبات المجاهدين، ويهديهم إلى الصبر، ويجعلهم قادرين على مواجهة حرب طويلة الأمد مع عدوٍّ لا يتوقف عن العدوان.
وتأتي هذه الرسالة التعبوية في وقت بالغ الحساسية، حيث يحشد العدو الإسرائيلي – بدعم أمريكي مباشر – لإبقاء المنطقة تحت ضغط العدوان والاستنزاف، فيما يؤكد حزب الله ومعه محور المقاومة أنّ المعادلة الإيمانية القائمة على الوعي والصبر والولاية هي السلاح الأقدر على كسر جولة الباطل، واستكمال معركة التحرير التي يقودها المجاهدون بثبات وطمأنينة وثقة بوعد الله.
