hajjahnews

خطورة القبول بمعادلة الاستباحة

طالما حذر السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، من خطورة القبول بمعادلة الاستباحة، التي سعى العدو الإسرائيلي – بدعم أمريكي أوروبي – إلى تكريسها وفرضها على دول المنطقة، وخاصة الشعوب العربية والإسلامية، بهدف تعزيز سلطة وهيمنة العدو الإسرائيلي، وفرض سيطرته المطلقة، على جميع شعوب المنطقة، وتمكين ما تسمى “يد إسرائيل الطولى”، من قصف وقتل وتدمير الأرض والإنسان والمقدسات، وأن يفعل ذلك العدو المجرم المتغطرس المحتل، ما يشاء من قتل ومجازر وتدمير وإبادة، وانتهاك للدماء والأعراض والدين، في أي مكان يريد وأي زمان يشاء، وبالقدر الذي يريد، دون أي رد فعل، أو أدنى مظاهر المقاومة والرفض، وأن يمارس العربدة المطلقة، في طول البلاد وعرضها، قتلا واغتصابا ونهبا وتدميرا شاملا، في إطار دوره الوظيفي الاجرامي الارتزاقي، خدمة لمشروع الغرب الاستعماري، القائم على تثبيت معادلة الاستباحة المطلقة، وفرض الهيمنة والسطوة والجبروت والسيطرة الكاملة، بمنطق القوة والإجرام والتوحش، على جميع شعوب الأمة دون استثناء.

وهو ما يكشف حقيقة وطبيعة العدو الإسرائيلي، وشركائه وداعميه في الغرب، وما هم عليه من خبث النفوس، والعداء المسبق للإسلام والمسلمين، والحقد والكراهية والعدوانية، ونزعة الإجرام والقتل والتوحش، واستباحة الآخر مطلقا، استنادا على مرجعية عقائدية باطلة، ومقولات فكرية وثقافية عنصرية فاسدة، تسقط مزاعم وشعارات الغرب الحضاري، المنافية لدوره الداعم والمشارك، لعصابات وقطعان ذلك الكيان الوظيفي الإجرامي القذر، كونه يمثل الامتداد الحقيقي لمسار الغرب الاستعماري، اعتقادا ومنهجا وسلوكا، بذات المنطق الاستعلائي والغطرسة والأطماع التوسعية، واحتلال الأرض ونهب الثروات والخيرات والمقدرات، وعدم الاكتفاء بحرمان الشعوب منها، بل بالسعي إلى قتلها وإبادتها بالمجازر الجماعية، وتدمير كل مقومات الحياة، بالاضافة إلى استباحة المقدسات وانتهاكها، في سياق الاستباحة الشاملة.
لم تتوقف معادلة الاستباحة الإسرائيلية (الأورو أمريكية)، عند استهداف الأنظمة والشعوب الداعمه لغزة، الذين سماهم المجرم الصهيوني نتنياهو “محور الشر”، بل تجاوزت ذلك إلى حلفاء إسرائيل، الذين وصفهم أنهم “محور الخير”، من دول الإقليم، سواء تلك التي سارعت إلى التطبيع أو تلك المتأهبة على قائمة الانتظار، أو تلك التي تصهينت هوى وهوية، وتفوقت على الصهيونية نفسها، وخدمت مشروع الاحتلال الإسرائيلي، أكثر مما كان يحلم، وتماهت مع سردياته وخطابه ومقولاته، إلى حد التطابق التام، حتى أنه يمكن القول، إن تلك الكيانات والأنظمة، لم تتجاوز كونها إقطاعيات صهيونية، جميع ما ومن فيها، مسخر لخدمة مشاريع “شعب ودولة إسرائيل”، وهو ما تجلى على أرض الواقع، في صورة ودور الكيانات الوظيفية المطبعة خاصة، والأنظمة المتصهينة عامة، وخلافا للمعتاد في العرف الاستعماري، لم يستثنِ العدو الإسرائيلي، عملاءه ومرتزقته، من الاستهداف والقصف والاستباحة، وعمليات القتل والتدمير، على الأقل بالقدر الذي يمكنهم من إثبات صوابية خيار الاستسلام والخضوع، الذي انتهجوه بوصفه درب النجاة وخيار السلامة، وبما يمكنهم من القدرة والاستمرار، في تشويه وتجريم خيار الجهاد والمواجهه، بوصفه انتحار عبثيا، وتضحيه مجانية لا طائل تحتها