hajjahnews

في حضرة الشهادة.. لمياء ومرام تستحضران سيرة والدهما الشهيد هاشم ..الذي كان يرى في سيد الشهداء حسن نصر الله قدوةً ومُلهماً

بقلم الكاتب والإعلامي/ عبدالرزاق الباشا

-بمناسبة يوم الشهيد كان هناك لقاء خاص مع لمياء ومرام، ابنتي الشهيد الإعلامي والوزير القدير هاشم شرف الدين، الذي كانت قدوته وملهمه سيد الشهداء السيد حسن نصر الله، رضوان الله عليهما.

غادرت مقر عملي في إذاعة صنعاء مساء أمس الخميس الساعة 8:48 بعد انتهائي من إعداد وتقديم حلقة خاصة من برنامج “قراءة في خطاب المرحلة”، والتي خُصصت لتحليل خطاب الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، بمناسبة يوم الشهيد، وكان ضيفي المحلل السياسي الأستاذ طالب الحسني، سلام الله عليه.

خرجت من استوديو زميلي الشهيد معمر حسين الحاضري، الذي كان يومًا مخرجًا لبرنامج “سرى الليل” الذي كنت أعده وأقدمه قبل العدوان على اليمن. وبعد منتصف الليل، وبينما كنت أستمع إلى إذاعة سام، فوجئت ببث لقاء خاص أهدته إذاعة صنعاء لإذاعة سام، مع لمياء ومرام، ابنتي الشهيد الإعلامي الإنسان الخلوق هاشم شرف الدين، ابن الشهيد البرفيسور أحمد شرف الدين.

لم أتمالك نفسي من ذرف الدموع، ولامياء ومرام تتحدثان عن والدهما الشهيد، الذي لم يكن بالنسبة لي مجرد زميل، بل كان الأخ والصديق والمبدع والقدوة في كل الفضائل. أمسكت هاتفي فورًا، وكتبت رسالة إلى زميلي الأستاذ نيازي الرازحي، مدير عام برامج إذاعة صنعاء، أستسمحه أن يرسل لي هذا اللقاء لأكتب محتواه، ليقرأه من لم يسمع ما قالته لمياء ومرام عن أبيهما الشهيد هاشم شرف الدين ..

-اللقاء الحميمي.. بصوت مها موسى

أدارت الزميلة المذيعة مها موسى الحوار بأسلوب رائع، وكان الإخراج مميزًا وذو شجون. هناك رجال لا تغيبهم الشهادة، بل تخلدهم في ذاكرة الوطن والوجدان. من أولئك العظماء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يأتي اسم الشهيد العزيز وزير الإعلام هاشم شرف الدين، رضوان الله عليه، الرجل الذي جعل من الكلمة موقفًا، ومن الإعلام جبهة توازي الميدان في الصدق والبذل والثبات.

بدأ مشواره في إذاعة صنعاء، بصوته الذي حمل وعي الأمة وأوجاعها، وبقلمه الذي كتب للوطن لا لنفسه، ومن موقعه كوزير للإعلام، ظل وصيًا للرسالة، صادقًا في مواقفه، مخلصًا في خدمته، حتى ختم الله حياته بالشهادة وهو يؤدي واجبه بشجاعة وإيمان.. هكذا كانت إفتتاحية اللقاء على لسان المحاورة ..

-لمياء.. سردية عطرة في عين العائلة

بدأت لمياء اللقاء بسردية عطرة عن والدها، الأب الحنون، السند، والأمان، والداعم لكل تفاصيل الحياة. كان كل شيء…واليوم، تسير لمياء على نفس مسار والدها، وتخصصت في الصحافة، وهو اختيار لم يكن من فراغ، فقد أحبت الإعلام منذ سن العاشرة، وكانت تحضر كل التغطيات الصحفية والإعلامية التي كان والدها يشارك فيها.

كان الشهيد هاشم يحدثها دوماً عن أهمية الجبهة الإعلامية في مواجهة العدوان، وكان يؤمن أن الإعلام يجب أن يكون مواكبًا لكل الأحداث، وأن يرتقي إلى أعلى مستوى، إعلامًا نزيهًا مؤثرًا يصيغ الوعي ويعبر عن صوت الناس. ورغم أن حلمه لم يكتمل ما كان يتمناه في فترته..
، إلا أن فكرته بقيت حيّة في وجدان لمياء ، تلهمها لتواصل ما بدأه وتحمل رسالته التي آمن بها بكل إخلاص.

-مرام.. دروس في الحياة والعلم.

أما مرام، فقد زودت المستمعين بسيرة والدها الذي كان بمثابة الأستاذ والمعلم البارع، يعطي دروسًا في الحياة والعلم والأدب واللغة العربية. كونه بدأ مشواره مذيعًا شاملاً في الإذاعة، وصحفيًا لا يُضاهى في الصحف المحلية والعربية والدولية.

وأثناء السردية .. ذكرت مرام أن والدها الشهيد كان يحرص على حضور أفراد أسرته للاستماع إلى خطابات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، وتلخيص مضامينها، والالتزام بتنفيذها، مؤمنًا بالتسليم المطلق للسيد القائد. ومن خلال هذه المجالس الأسرية الحميمية، كان يؤسس لنشء أسري سليم، لبناء مجتمع قوي يقاوم الأعداء مهما كانت قوتهم وجبروتهم حاضراً ومستقبلاً ..

-ثقافة الاستشهاد.. وتأثره بسيد الشهداء

بمناسبة يوم الشهيد، تطرقت مرام إلى ثقافة الاستشهاد عند والدها، وعلاقته بسيد الشهداء حسن نصر الله، وتأثره باستشهاده. وكان يؤكد لأفراد عائلته أن الشهداء استثمروا موتهم بالشهادة ففازوا بالحياة الأبدية.

وعندما استشهد السيد حسن نصر الله، فقد الشهيد هاشم تلك الهامة الكبيرة التي أحبها كثيرًا، وكان يحرص على متابعة كل خطاباته، إلا أنه كان مؤمنًا أن مثل هذه الشخصيات النادرة لا يليق بها إلا الشهادة والخاتمة العظيمة. وكان يدعو دائمًا أن يرزقه الله مثل تلك الخاتمة، ويلحقه بوالده الشهيد أحمد شرف الدين، وقد نال ما تمنى.

-كلمات خالدة.. وإعلام مقاوم

وقبل الختام اختار مخرج اللقاء مقتطفات من كلمات الشهيد هاشم شرف الدين الخالدة عن استشهاد سيد الشهداء السيد حسن نصر الله، حين حضر تشييع جثمانه الطاهر في لبنان:

“أحببناه لأنه كان لنا فخرًا وعزًا، ونورًا وهدًى، وكان الملهم والقائد والأب في زمن اليُتم، والأخ في زمن الفرقة، وكان المناصر أو الملجأ أو الملاذ.”

-وعن الجبهة الإعلامية، استُحضر ت عباراته:
“بفضل الله كشفنا عبر إعلامنا جرائم العدوان وشبهات التشويه، وقدمنا نموذجًا إعلاميًا منضبطًا، عملًا بتعليمات السيد القائد: (شكلوا جبهة إعلامية توضح الحقائق). وبفضل الله وقفنا مع قضية فلسطين، فدعمنا غزة بكافة الوسائل الممكنة، مؤكدين أن موقفنا ثابت كالجبال، استنادًا إلى ثوابتنا الإيمانية ومبادئنا الأخلاقية والإنسانية.”

وخُتم اللقاء بكلمات السيد القائد عن الشهداء:
“عندما نستذكر الشهداء، نستذكر ما حكاه الله عنهم أنهم أحياء، هم أحياء في وجداننا، أحياء في قلوبنا، في مشاعرنا. لن ننساهم، ولن ننسَ مآثرهم، لن ننسَ مواقفهم، لن ننسَ صبرهم ومصابرتهم، لن ننسَ ما كانوا عليه من الروحية العالية والبذل والتضحية والإيثار والفداء للإسلام والمستضعفين.”

اختتمت لمياء ومرام هاشم شرف الدين اللقاء بالقول:
(جعل والدنا من أيام حياته داخل أسرته الكريمة أيامًا لا تُنسى)

-ونحن على دربكم ايها الزميل الوزير الشهيد ماضون يا أيقونة التغيير والبناء.. إما النصر أو الشهادة.