تشهد الضفة الغربية موجة غير مسبوقة من التوسع الاستيطاني والتهجير القسري ضمن مخطط صهيوني يستهدف إعادة رسم الخريطة السكانية وطرد الفلسطينيين من أراضيهم.
وبحسب الباحث في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا، فقد سُجل أكثر من 38 ألف اعتداء استيطاني منذ السابع من أكتوبر، مع إقامة 114 بؤرة رعوية جديدة تغطي نحو 14% من أراضي الضفة، وهو ما يعادل ضعف المساحات التي استُغلت منذ عام 1967 وحتى 2022.
وأضاف أن قوات الاحتلال نفذت أكثر من ألف عملية هدم طالت نحو 38 ألف منشأة، بينها عمارات سكنية تضم عشرات العائلات، ما أدى إلى تشريد المئات من السكان.
من جانبه، أوضح مدير العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة أن الاحتلال يسعى إلى تقسيم الضفة إلى كانتونات معزولة عبر إنشاء أكثر من 119 حاجزًا ترابيًا وعسكريًا، ومحاولة تفريغ المخيمات الشمالية من سكانها.
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي رباح فاعتبر أن الاستيطان هو “قلب المشروع الصهيوني” الرامي إلى تهجير السكان الأصليين وإحلال مستوطنين جدد، في سياق مخطط أوسع لإحياء أفكار “صفقة القرن” وتحقيق ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى”.
ويؤكد الخبراء أن الهدف الصهيوني لا يقتصر على السيطرة على الأرض، بل يشمل تغيير البنية الديموغرافية والاجتماعية، وفرض واقع يصعب مقاومته إلا بتوحيد الصف الفلسطيني سياسيًا وميدانيًا.
الفلسطينيون اليوم أمام معركة وجود، تتجاوز الدفاع عن الأرض إلى حماية الهوية والتاريخ، في مواجهة مشروع استيطاني يسعى لطمس جذورهم الممتدة في هذه الأرض منذ قرون.
