hajjahnews

حصيلة العدوان تتصاعد رغم الهدنة.. انتهاكات صهيونية متواصلة وارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 69 ألفاً

في مشهدٍ يختزل فصول الإبادة الممتدة، تتواصل جرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة رغم مضي أكثر من شهر على اتفاق وقف إطلاق النار، في وقتٍ تؤكد فيه الإحصاءات الرسمية والمنظمات الإنسانية أن ما يجري على الأرض لا يمتّ للتهدئة بصلة، بل يمثل استمراراً لمحرقةٍ جماعية تُنفَّذ بأدوات الحصار والتجويع والدمار.

69 ألف شهيد و170 ألف جريح.. والمأساة مستمرة
كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني إلى 69,185 شهيداً و170,698 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023م، مؤكدة أن الأرقام ما تزال غير نهائية بسبب وجود عددٍ كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات التي يتعذر الوصول إليها.

وأوضح التقرير الصحي اليومي أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الماضية 3 شهداء تم انتشالهم من تحت الركام و4 إصابات جديدة، بينما بلغت حصيلة الشهداء بعد وقف إطلاق النار 245 شهيداً و627 جريحاً، وهو ما يثبت استمرار العدوان رغم كل الادعاءات الصهيونية بوقف العمليات العسكرية.

غارات ونسف للمنازل وخروقات يومية للاتفاق
في خرقٍ جديد للاتفاق، نفذ طيران العدو الصهيوني عملية نسف شرق خان يونس جنوبي القطاع، مستهدفاً مناطق محاذية للخط الفاصل، ما أدى إلى دوي انفجارات عنيفة وتحليق مكثف للطائرات الحربية والاستطلاعية في سماء الجنوب.

كما شنت مقاتلات العدو ثلاث غارات جوية على بيت لاهيا شمالي القطاع، واستهدفت مناطق قريبة من الخط الأصفر ومحيط التعليم شمال غزة، فيما أطلقت الزوارق الحربية الصهيونية نيرانها بكثافة في عرض البحر جنوب القطاع، في تكرار لانتهاكات وقف إطلاق النار الذي بدا هشاً منذ لحظاته الأولى.

الدمار يبتلع الأحياء.. أكثر من 1500 مبنى سوّي بالأرض
وكشفت شبكة BBC البريطانية، استناداً إلى صور أقمار صناعية، أن جيش العدو دمر أكثر من 1500 مبنى داخل المنطقة الخاضعة لسيطرته شرق الخط الأصفر منذ وقف إطلاق النار، مؤكدة أن أحياءً كاملة تُسوّى بالأرض يومياً تحت ذرائع “أمنية” واهية.

وأظهرت تقارير الأمم المتحدة أن حجم الدمار في مدينة غزة تجاوز 83% من مبانيها حتى أواخر سبتمبر الماضي، فيما قُدّر عدد المباني المدمرة كلياً بـ 17,734 مبنى، والمتضررة بشدة بـ 4,345، ما تسبب في نزوح نحو نصف مليون فلسطيني داخل القطاع، أغلبهم بلا مأوى أو خدمات أساسية.

الدفاع المدني.. بطولات وسط الركام والمعاناة
رغم الدمار الشامل، واصل الدفاع المدني في غزة أداء مهامه الإنسانية، منفذاً 35 مهمة خلال 24 ساعة شملت عمليات إنقاذ وإسعاف وإزالة أخطار في مناطق عدة من القطاع.
وأفادت المديرية العامة للدفاع المدني أنها نقلت جثامين 35 شهيداً من داخل عيادة الشيخ رضوان إلى مشفى الشفاء لدفنهم في المقابر الرسمية، وأنقذت طفلة سقطت في بئر بالوسطى، إضافة إلى نقل عشرات الحالات المرضية والجرحى من مناطق المواجهة إلى المستشفيات.

“أطباء بلا حدود”: الوضع الإنساني مروّع والاحتلال يعرقل المساعدات
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن الأوضاع الإنسانية في غزة ما تزال “مروّعة”، مشيرة إلى استمرار سقوط الضحايا يومياً برصاص العدو خصوصاً قرب الخط الأصفر، وسط قيود مشددة على إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.

وقالت منسقة الطوارئ في المنظمة كارولين سيغوين إن آلاف الفلسطينيين يخاطرون بحياتهم للعودة إلى منازلهم المدمرة، بينما المستشفيات الرئيسية تقع ضمن مناطق سيطرة العدو، ما يصعّب الوصول إلى الرعاية الصحية، مضيفة أن المعاناة الحالية “يمكن تجنبها تماماً لو التزم الاحتلال بالقانون الإنساني الدولي”.

كما حذرت المنظمة من تفشي الأمراض الجلدية والتنفسية والهضمية في مخيمات النزوح، بسبب انعدام المياه النظيفة وتكدس النفايات وغياب الكهرباء مع اقتراب فصل الشتاء، مطالبةً بالسماح الفوري بدخول المساعدات دون عوائق.

“أونروا” تواصل خدماتها رغم الكارثة
من جانبها، أكدت وكالة الأونروا أن نحو 12 ألف موظف من طواقمها ما زالوا يقدمون الخدمات الأساسية في غزة، تشمل الإيواء والرعاية الصحية والتعليم وجمع النفايات، رغم المخاطر الكبيرة ونقص التمويل والدعم الدولي.

وشددت الوكالة على أن استمرار الدعم الإنساني لغزة بات “مسألة حياة أو موت”، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين من كارثة متفاقمة، في ظل تواطؤ أمريكي وأوروبي مكشوف يغطي جرائم الإبادة التي ارتكبها العدو الصهيوني منذ أكثر من عام.