hajjahnews

محرقة القرن تتجدّد في غزة.. تصعيد دموي يرفع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 68 ألفاً وترامب يبرّر الإبادة

في مشهد يعيد مشاهد الأيام الأولى للعدوان الصهيوني، تجددت المجازر الصهيونية على قطاع غزة خلال الساعات الماضية، لترتفع حصيلة الشهداء والجرحى إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023م، وسط صمت دولي وتواطؤ أمريكي مكشوف، يؤكد أن الإبادة الجماعية ما تزال مستمرة رغم كل النداءات الإنسانية.

تصعيد دموي جديد ومجازر جماعية خلال 12 ساعة
أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأربعاء، أن 104 شهداء بينهم 46 طفلاً و20 امرأة وصلوا إلى مستشفيات القطاع منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم، فيما بلغ عدد الجرحى 253 إصابة، بينهم 78 طفلاً و84 امرأة.
وارتفعت بذلك الحصيلة الإجمالية للشهداء إلى 68,643، فيما بلغ عدد المصابين 170,655 منذ اندلاع العدوان في السابع من أكتوبر 2023م.
وأكدت الوزارة أن طواقم الإسعاف لا تزال تعاني صعوبات هائلة في الوصول إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض، نتيجة استمرار القصف ونقص المعدات والوقود.

الدفاع المدني: أكثر من مئة شهيد خلال 12 ساعة
من جهته، كشف الدفاع المدني الفلسطيني عن ارتكاب العدو الصهيوني مجازر مروعة خلال أقل من 12 ساعة، أسفرت عن استشهاد أكثر من مئة مواطن، بينهم نحو 35 طفلاً، في جرائم موثقة تعكس طبيعة العدوان المستمر على المدنيين.
وأكد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن ما يحدث يمثل “عارًا على الإنسانية وسقوطًا أخلاقيًا للعالم الذي يصمت على جرائم الاحتلال”، مشيرًا إلى أن طواقم الدفاع المدني تواصل مهامها الإنسانية رغم النقص الحاد في الإمكانيات والمخاطر المستمرة.
وطالب بصل بوقف شامل وفوري للعدوان، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال الوقود والمعدات الطبية، مؤكدًا أن استمرار الصمت الدولي يُعد تواطؤًا مكشوفًا في جريمة الإبادة الجماعية.

إبادة متواصلة واغتيال الكلمة الحرة
في سياق الجرائم الممنهجة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 256 صحفياً منذ بدء حرب الإبادة، بعد استشهاد الصحفي محمد المنيراوي.
وأكد المكتب أن العدو الصهيوني يتعمد استهداف الإعلاميين في محاولة لإخفاء جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، محملاً الولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة للعدوان المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم، وداعيًا المنظمات الدولية والاتحادات الصحفية إلى التحرك العاجل لمحاسبة القتلة وحماية الصحفيين.

كارثة إنسانية وصحية خانقة
وفي تطور مأساوي آخر، أكدت مصادر طبية أن 983 مريضاً توفوا منذ بداية العدوان نتيجة منع السفر للعلاج خارج القطاع.
وقالت المصادر إن مئات المرضى المصابين بأمراض خطيرة كالقلب والسرطان والكلى يموتون تباعًا بسبب منع الاحتلال تنقلهم للعلاج في الخارج، في انتهاك صارخ لحق الإنسان في الحياة والرعاية الطبية.
كما يشهد القطاع انهيارًا شبه كامل في المنظومة الصحية، مع استمرار نقص الأدوية والمستلزمات، وانقطاع الكهرباء والوقود عن المستشفيات.

مركز غزة الحقوقي: ما يجري استكمال للإبادة
بدوره، أكد مركز غزة لحقوق الإنسان أن ما جرى خلال الساعات الماضية من مجازر جماعية يمثل “استكمالًا ممنهجًا لجريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين”، واصفًا مبررات العدو بأنها “مشينة ومخالفة لكل القوانين الإنسانية”.
وأوضح المركز أن طائرات العدو الصهيوني شنت عشرات الغارات التي ركزت على استهداف المدنيين بشكل مباشر، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 مواطن بينهم 35 طفلاً خلال 12 ساعة، معتبرًا أن هذه الجرائم تمثل خرقًا سافرًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه أطراف دولية.
وشدد المركز على ضرورة وقف العدوان فورًا، وتفعيل آليات العدالة الدولية لمحاسبة قادة الكيان على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.

تواطؤ أمريكي مكشوف
في موقف يعكس حجم الانحياز الأمريكي للكيان الصهيوني، برر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المجازر الأخيرة في غزة، مدعيًا أن “القصف الإسرائيلي ليس خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار”، وأن “للجيش الإسرائيلي الحق في الدفاع عن نفسه”، على حد زعمه.
وتعكس تصريحات ترامب استمرار الغطاء الأمريكي الكامل لجرائم الإبادة، في وقت تتصاعد فيه المطالبات الدولية بفرض عقوبات على الكيان ووقف تزويده بالسلاح.

محرقة القرن مستمرة.. وصمت العالم شريك في الجريمة
هكذا تتواصل محرقة القرن في غزة دون توقف، لتسجل أكثر من 68 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين، في واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ الحديث.
في المقابل، يظل الصمت الدولي والتواطؤ الأمريكي والغربي عنواناً مشيناً لحقبةٍ سوداء من النفاق السياسي، بينما يواجه الفلسطينيون الموت بالكرامة والإيمان والصمود.
ورغم حجم المأساة، فإنّ مشهد غزة يثبت من جديد أن دماء الأبرياء لن تذهب سدى، وأن زمن الإفلات من العقاب قد ولّى، وأن محكمة الشعوب الحرة هي التي ستكتب الحكم النهائي في سجل هذا العصر المظلم.