hajjahnews

الشهيد الغماري .. قائد فرض معادلات جديدة وحاصر أم الرشراش حتى أرهق العدو الإسرائيلي وجرّه للوساطة

في زمن الحصار والتآمر العالمي على اليمن، صعد من بين ركام الحرب قائدٌ بصمتِه الجهادي أعاد تشكيل المشهد العسكري والسيادي اليمني، ودوّن اسمه في سجلّات المجد: الشهيد محمد عبدالكريم الغماري، الرجل الذي ارتقى شهيدًا لكنه ترك خلفه حصارًا بحريًا خانقًا على ميناء أم الرشراش المحتل، جعل العدو الإسرائيلي يركض مذعورًا نحو وساطات عربية وإقليمية لفك الطوق البحري اليمني، بعد أن وجدت تل أبيب نفسها محاصرة على بعد آلاف الأميال من صنعاء.

تقرير

القائد الذي أعاد تشكيل موازين الردع

يؤكد العميد مجيب شمسان، الخبير العسكري، أن الغماري كان أحد أعمدة البناء العسكري النوعي للمؤسسة الدفاعية اليمنية، لا سيما في ظروف الحصار الخانق. يقول شمسان: من الصفر إلى مواجهة 17 دولة .. هذه ليست مبالغة، بل واقع خطّه الغماري بدمه وعقيدته، لقد أعاد بناء جيش يمتلك الإرادة والتكتيك والسلاح رغم العدوان والحصار

وما بين معركة الوعي والتخطيط العملياتي، كان الغماري يرسم مسارات الرد الاستراتيجي التي تجلت أخيرًا في فرض حصار بحري محكم على ميناء أم الرشراش (إيلات)، ما أحدث شللًا فعليًا في واحدة من أهم بوابات الكيان الصهيوني على البحر الأحمر.

أم الرشراش في مرمى الحصار اليمني .. والعدو الإسرائيلي يستنجد

تؤكد تقارير اقتصادية صهيونية، منها صحيفة كالكاليست، أن ميناء إيلات لا يزال مغلقًا، وأن شركات الشحن الدولية ترفض العبور عبر البحر الأحمر باتجاهه، وأن الإدارة الصهيونية في الميناء تواصلت مع السفارة الأمريكية وطالبت بإدراج قضية الحصار ضمن ملفات اتفاق شرم الشيخ، حسب الصحيفة ذاتها.

ويعلق الخبير في شؤون العدو د. نزار نزال قائلًا: الحصار البحري اليمني قرار سيادي، وفشلت كل الضربات الأمريكية والصهيونية في كسره، هذا ما دفع الكيان للجوء إلى وساطات عربية في المنطقة، ويضيف نزال: تل أبيب باتت تدرك أنها تواجه مشروع تحرر إقليمي قائم على إرادة صلبة وحسابات دقيقة.

الغماري شهيدًا .. وخلفه أجيال من القادة

يرى د. عبدالرحيم الحمران، رئيس جامعة صعدة، أن استشهاد الغماري كان بداية لمرحلة جديدة لا نهاية لمسيرتها الجهادية، إذ يقول: مدرسة الغماري لا تموت، وخريجو مدرسة القرآن التي أنجبته هم اليوم من يحاصرون الموانئ الصهيونية، ويذيقون أمريكا مرارة الهزيمة، ويؤكد أن خلفه الكثير من القادة الذين سيرفعون راية الردع الجهادي عاليًا، ويضيف أن استهداف القادة لا يوقف المسيرة، بل يولّد قادة أشد بأسًا وعزمًا.

البعد الاقتصادي للحصار وأثره على العدو

يرى الخبير الاقتصادي رشيد الحداد أن نجاح القوات اليمنية في فرض الحصار البحري يعكس صلابة القرار السياسي والعسكري اليمني، ويقول: قرار حصار العدو الإسرائيلي قرار سيادي، وفشل مؤتمر الرياض الأخير في تقديم مخرج لهذا الحصار دليل على عجز العالم عن كسر الإرادة اليمنية، ويشير إلى أن اليمن نجحت لأول مرة في تاريخها المعاصر في فرض قرار بحري له تبعات اقتصادية مباشرة على كيان العدو والعواصم الغربية، ويقول الحداد: أم الرشراش باتت في عزلة بحرية كاملة، والعدو يخشى من توسع هذا النموذج إلى باقي الموانئ الحيوية،

رسائل يمنية إلى العدو .. انتظروا ما بعد الغماري

وفي حديثه عن الأثر المعنوي الكبير لاستشهاد الغماري، يقول د. نزيه منصور، عضو سابق في كتلة الوفاء للمقاومة: الحشود اليمنية التي خرجت لتشييع الغماري ليست مجرد مظاهر حزن، بل هي إعلان استمرارية في مشروع المقاومة، كل شهيد هو وقود لمسيرة أكثر اشتعالًا.

أخيراً

الشهيد محمد عبدالكريم الغماري لم يكن مجرد قائد عسكري؛ كان أيقونة في زمن المواقف، وبوصلة في مرحلة ضبابية، برحيله، ظن العدو أن العاصفة هدأت، لكنه فوجئ بحصار أشد وأنكى.

اليوم، ومع تواصل العزلة البحرية على أم الرشراش، وطرق العدو أبواب الوساطة الإقليمية، تبرز ملامح نصر يمني لم تعد تحجبه المسافات ولا البحار.

نقلا عن يمانيون