نبيل الجمل
انتصار غزة هو انتصارٌ لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية في القطاع؛ إذ يُعدّ نجاحُهم في مفاوضات شرم الشيخ إنجازًا كَبيرًا يعزّز موقفهم، ويمكن اعتبارُه انتصارًا عظيمًا لغزة وهزيمةً نفسيةً لقادة الاحتلال الإسرائيلي.
فعودة مئات الآلاف من الغزيين جماعيًّا إلى غزة تجسّد هذا النجاح، وكذلك إدخَال المساعدات، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين -وخُصُوصًا المحكومين بالإعدام في السجون الإسرائيلية- وإعادة إعمار غزة.
كل هذا يُعدّ ضربةً قاسيةً في معنويات قيادة الاحتلال الصهيوني، الذين كانوا يخططون لمستقبل “إسرائيل الكبرى”، لكنهم عجزوا حتى عن فرض الحد الأدنى من مخطّطاتهم في غزة أمام مقاومة حركة حماس.
فالمقاومة في غزة أفشلت المخطّط الصهيوني، وكسرت المخطّطات الغربية، وكل هذا مؤشرٌ كبيرٌ على نجاح المقاومة وانتصارها في غزة وفلسطين.
ويُعدّ هذا انتصارا عسكريًّا وسياسيًّا للمقاومة الفلسطينية.
فنجاح المقاومة في غزة، بعد عامين من العدوان والحصار الخانق، يُعدّ علامةً فارقةً في تاريخ المقاومة.
كما أن نجاح المفاوضات في شرم الشيخ يُعدّ خطوةً مهمةً، ويعتبر هزيمةً واضحةً للاحتلال الإسرائيلي.
فقد ظهرت خلال الحوار بين الأطراف قوةُ الموقف الفلسطيني، ما يعني أن هذا الانتصار لغزة وفلسطين لا يستهان به.
ويمكن القول إن الهزيمة النفسية التي أصابت قيادة الاحتلال تعود إلى تحقيق المقاومة لما يُعدّ “انتصارا”، وهو ما يُضعف معنويات قيادة الاحتلال بشكلٍ عام.
فالاتّفاق الذي انتهى بتنازلات من الاحتلال يعكس ضعف موقفه.
إن هذا الانتصار العسكري والسياسي يعزز الشعورَ بالهوية الفلسطينية الوطنية، ويُولّد الفخر لدى الفلسطينيين.
أما عودة مئات الآلاف من الغزيين إلى غزة، فهي تعني إعادة بناء المجتمع وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية التي تأثّرت؛ بسَببِ العدوان والحصار الصهيوني الذي استمر عامين.
وهذه العودة قد تساعد على استقرار الأوضاع بشكل أكبر.
كما أن إدخَال المساعدات يُعدّ خطوةً إيجابيةً نحو إعادة إعمار غزة وتحسين الظروف المعيشية، ويساهم في التخفيف من آثار الحرب الصهيونية التي خلّفتها.
إن عودة الغزيين واللاجئين إلى مدينة غزة دليلٌ على صمود الشعب الفلسطيني وعزيمته، فقد تحمل عامين من المشقة والمعاناة على يد الاحتلال الإسرائيلي الغاصب.
ورغم كُـلّ العدوان والحصار والعقبات والتحديات التي واجهها، ظلّ شعب غزة صامدًا في مقاومته، وأثمر صبرُه -بفضل الله- نصرًا.
وتحرير الأسرى، والإفراج عنهم -وخَاصَّة المحكومين بالإعدام- يُعدّ انتصارا كَبيرًا لقيادة المقاومة والقيادة الفلسطينية، وخطوةً نحو تحقيق الحرية.
وسيكون لهذا الأثر الكبير على الأسر التي فقدت أبناءها في الاعتقال.
إن نجاح المفاوضات، وإخضاع القيادة الإسرائيلية لبنودٍ اتفق عليها الطرفان، يثبت نجاحَ عملية “طوفان الأقصى” المباركة، ويؤكّـد أن المقاومة الفلسطينية أقوى من أي وقت مضى، وأن شعب غزة وفلسطين مُستمرّون حتى تحقيق أهدافهم في الحرية والاستقلال.
قد يمتلك الاحتلال الإسرائيلي الظالم سلطةً مؤقتة، لكنه لا يستطيع سحق روح الشعب الفلسطيني، الذي أثبت مرارًا وتكرارًا أنه لن يسكت ولن يُقهَر.
ويمكن اعتبار نجاح المقاومة الفلسطينية في تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية خطوةً نحو بناء مستقبل أفضل لغزة.
ومع ذلك، فإن استمرار هذا النجاح يعتمد على استمرار المقاومة في مواجهة الظروف المستقبلية والتهديدات الإسرائيلية المحتملة بعد الاتّفاق.
إن نجاح مفاوضات شرم الشيخ نصرٌ كبيرٌ لشعب غزة والقضية الفلسطينية.
فعودة مئات الآلاف من سكان غزة إلى وطنهم، وإدخَال المساعدات، وفتح المعابر، وإطلاق سراح السجناء والأسرى الفلسطينيين، كلها علاماتٌ على التقدم والأمل في مستقبل أفضل.
لقد أثبت الشعب الفلسطيني أنه لن يسكت ولن يُهزم، وأنه سيواصل المقاومة؛ مِن أجلِ حقوقه ووطنه حتى تحقيق النصر وتحرير فلسطين والقدس.