دعت “منظمة الصحة العالمية”، إلى استئناف عمليات الإجلاء الطبي العاجلة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وذلك في ظل الأوضاع الصحية الكارثية التي يعيشها القطاع بعد عامين من الحرب الإسرائيلية المدمّرة.
وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندماير في تصريح صحفي أمس الجمعة، إن استئناف عمليات الإجلاء الطبي بات ضرورة عاجلة لإنقاذ أرواح المرضى والمصابين الذين لا يتلقون الرعاية الكافية داخل غزة، مشددًا على أهمية توفير تمويل مرن لدعم جهود التعافي وإعادة بناء النظام الصحي. كما طالب ليندماير بفتح جميع المعابر الممكنة دون عوائق أمام دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في القطاع يتطلب استجابة دولية عاجلة ومنسقة.
وتأتي دعوة “الصحة العالمية” في وقتٍ خلفت فيه حرب الإبادة الصهيونية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 67,211 شهيدًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 169,961 جريحًا، بينما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض أو في الطرقات.
من جهته، قال مدير عام مستشفيات قطاع غزة محمد زقوت إن القطاع الصحي يواجه “تحديات كارثية” بعد عامين من الإبادة الجماعية التي استهدفت البنية الصحية بالكامل، موضحًا أن السعة السريرية في المستشفيات العاملة تجاوزت 250%، وسط تكدّس آلاف المرضى والمصابين في مرافق شبه مدمّرة.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة بعد التوصل إلى اتفاق شامل بين حركة حماس والكيان الصهيوني الغاصب برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقضي بإنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة من الهدوء وإعادة الإعمار.
ويتضمن الاتفاق ملحقًا إنسانيًا يقضي بإدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا تحمل الغذاء والدواء والوقود ومستلزمات الإيواء، وفتح معبر رفح في الاتجاهين أمام حركة المسافرين وفق الآلية المتفق عليها في يناير/كانون الثاني 2025، بإشراف بعثة الاتحاد الأوروبي.
وأعلن “جيش” العدو الصهيوني، ظهر أمس الجمعة، دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وبدء تموضع قواته عند خطوط الانسحاب المتفق عليها، فيما انسحبت وحدات صهيونية فجر اليوم من عدة مناطق في قطاع غزة في إطار تطبيق خطة ترامب لإنهاء الحرب.