انتصار الإرادة الفلسطينية.. حماس تعلن التوصل إلى اتفاق ينهي العدوان على غزة وينتزع الانسحاب الكامل للاحتلال
بعد عامين من أعتى الحروب العدوانية وأكثرها دموية في تاريخ الصراع والتي شنها العدو الصهيوني على غزة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فجر اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان على قطاع غزة، يتضمن انسحاب جيش الاحتلال بالكامل، ودخول المساعدات، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى، في إنجازٍ وطنيٍّ يُعد تتويجًا لصمود شعبٍ لم يُهزم رغم الحصار والإبادة والتجويع.
مفاوضات مسؤولة انتهت بوقف الحرب وانسحاب الاحتلال
وجاء في بيان صادر عن حركة حماس أنّ الاتفاق تمّ بعد مفاوضات مسؤولة وجادة خاضتها الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية بشأن المقترح الذي طُرح في قمة شرم الشيخ برعاية أمريكية، موضحةً أن الهدف من تلك المفاوضات كان إنهاء حرب الإبادة المفروضة على الشعب الفلسطيني وضمان انسحاب قوات الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة.
وأعربت الحركة عن تقديرها لجهود الوسطاء من قطر ومصر وتركيا، مشيدةً بما وصفته بـ”المساعي الإيجابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب” في الدفع نحو إنهاء الحرب، مطالبةً في الوقت ذاته بضمان تنفيذ الاتفاق حرفيًا وعدم السماح للاحتلال بالمماطلة أو التنصل من التزاماته.
ودعت حماس الأطراف الضامنة والدول العربية والإسلامية إلى التحرك الجاد لضمان التطبيق الفوري لبنود الاتفاق، مؤكدة أن شعب غزة الذي واجه آلة القتل والحصار بصبرٍ أسطوريٍّ لن يقبل بأي التفافٍ على استحقاقات نصره وصموده.
الرشق: هذا الاتفاق إنجاز وطنيٌّ ومحصّلة تضحيات عظيمة
من جانبه، وصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق اتفاق وقف إطلاق النار بأنه إنجاز وطنيٌّ بامتياز، وقال في تصريح صحفي فجر الخميس:
“وقف العدوان هو ثمرة تضحيات شعبنا وصموده الأسطوري، وهو تتويج لإنجاز المقاومة في السابع من أكتوبر، التي أثبتت أن إرادة الشعوب أقوى من كل ترسانة العدو”.
وأضاف الرشق: “في كل مراحل المفاوضات كانت عيوننا وقلوبنا مع شعبنا في غزة، فدماء الشهداء وتضحيات الأسرى وعذابات المحاصرين كانت حاضرة في وجداننا، وهي التي منحتنا القوة للثبات أمام كل الضغوط السياسية والإعلامية”.
وأكد أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه رغم عامين من القتل والتجويع، قائلاً: “ما لم يستطع العدو تحقيقه بالنار والدمار، لن يناله على طاولة المفاوضات”، مشددًا على أن المقاومة خرجت من هذه الحرب أكثر قوةً وتنظيمًا ووحدة.
الأسرى أولوية المقاومة
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس مكتب الشهداء والأسرى في حركة حماس زاهر جبارين، أن الحركة سلّمت قوائم الأسرى الفلسطينيين وفق المعايير المتفق عليها في إطار الاتفاق، موضحًا أن المفاوضات بشأن التفاصيل النهائية للأسماء ما تزال جارية، وسيتم الإعلان عنها رسميًا فور اكتمال الإجراءات.
وأكد جبارين أن قضية الأسرى كانت ولا تزال في صميم أولويات حماس، قائلاً: “لن يهدأ لنا بال حتى ينعم آخر أسير فلسطيني بالحرية”، في إشارة إلى أن صفقة التبادل المرتقبة ستشمل إفراجًا واسعًا عن الأسرى القدامى والنساء والأطفال الذين يقبعون في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة.
نصر سياسي ومعنوي في وجه العدوان الأمريكي الصهيوني
يرى مراقبون أن هذا الاتفاق يمثّل تحولًا استراتيجيًا في مسار الحرب على غزة، إذ أجبر الاحتلال – ولأول مرة منذ عام 1948 – على الانسحاب الكامل دون تحقيق أي من أهدافه العسكرية أو السياسية، بعد أن فشلت واشنطن وتل أبيب في فرض الاستسلام على المقاومة الفلسطينية رغم كل أدوات الحرب والتجويع والحصار.
ويؤكد محللون أن الإعلان عن الاتفاق في هذه المرحلة يحمل دلالات سياسية عميقة، إذ يأتي بعد أن تآكلت صورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وظهرت هشاشة المنظومة الصهيونية أمام صمود شعب محاصر لم يمتلك سوى الإيمان والكرامة.
دماء النصر وراية التحرير
بهذا الاتفاق، تُثبت المقاومة الفلسطينية مجددًا أن الدم لا يُهزم أمام السيف، وأن شعبًا قدّم عشرات الآلاف من الشهداء في غزة لن يسمح بإجهاض تضحياته.
وتؤكد حماس في بيانها الختامي أن المعركة لم تنتهِ بانتهاء الحرب، بل بدأت مرحلة جديدة من العمل السياسي والميداني لاستكمال التحرير الكامل لفلسطين من النهر إلى البحر.