يُسجَّل السابع من أكتوبر في الذاكرة اليمنية كيومٍ متجدّدٍ من الألم والدم، حيث تتكرّر فيه منذ ثمانية أعوام مشاهد القتل والتدمير التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بحق أبناء الشعب اليمني. من صعدة إلى الحديدة، ومن صنعاء إلى مأرب والجوف، امتدّت جرائم الغزو والمرتزقة لتطال المدنيين وممتلكاتهم، في تأكيدٍ مستمرّ على أن يد العدوان لا تزال ملوّثة بدماء الأبرياء، وأن ذاكرة اليمنيين تحفظ تفاصيل كل جريمة في سجلٍّ لن يُمحى.
جرائم عام 2015: غارات عشوائية ومجازر بحق المدنيين
في مثل هذا اليوم من عام 2015، صبّ طيران العدوان نيرانه على مختلف المحافظات اليمنية، فاستشهد سائق شاحنة محمّلة بالدجاج إثر غارة غادرة في طريق الوازعية بمحافظة تعز.
واستهدف الطيران منازل المواطنين في منطقة الحرير ومناطق متفرقة بمديريتي المخا وذباب، مخلّفًا أضرارًا واسعة في الممتلكات العامة والخاصة.
وفي محافظة حجة، أصيب أربعة مواطنين جراء غارة استهدفت منطقة الحراملة بمديرية ميدي، كما شن العدو غارة أخرى على مزارع شرق مدينة حرض.
وفي محافظة الجوف، شن العدوان غارات على محطة وقود وسوق شعبي بمديرية المتون، ما أدى إلى نفوق أعداد من المواشي وإلحاق خسائر كبيرة بممتلكات المواطنين، بالإضافة إلى غارات أخرى على مدينة الحزم ومديرية الزاهر.
أما في صنعاء، فقد استهدف الطيران المعادي مناطق عمد وجبل الجمايم وريمة حميد والشرزة وقاع القيضي بمديرية سنحان، وتسبب بأضرار جسيمة في مزارع المواطنين، كما شن ست غارات على منطقة الصمع بمديرية أرحب.
وفي صعدة، نُفّذت عشر غارات على مناطق آل صلاح في سحار أدت إلى تدمير منازل وتشريد الأسر، فيما قصف الجيش السعودي مناطق آل الشيخ ومنبه ورازح وغمر وشدا الحدودية.
وفي مأرب، استخدم العدوان قنابل فسفورية في أكثر من ستين غارة على مناطق كوفل وسوق صرواح وجبل هيلان، ودمّر جسر عين في حريب، ما شلّ حركة الطريق بين شبوة ومأرب.
جرائم عام 2016: تصعيد شامل واستهداف القرى والمزارع
في 7 أكتوبر 2016، استشهدت امرأة وجرح مواطنان إثر غارتين على مزارع المواطنين في نهم بصنعاء، بينما شن الطيران سلسلة غارات على حرف سفيان بعمران، والغيل والمتون في الجوف، وحرض وعبس في حجة.
كما طالت الغارات مدينة يريم بمحافظة إب، وألحقت أضرارًا بالمنازل والمنشآت العامة، فيما استُهدفت مأرب بغارات على الزغن ووادي نوع.
وفي صنعاء، استهدفت تسع غارات مزرعة في منطقة ضلاع بمديرية همدان، كما قصفت مزارع إخوان ثابت في باجل بأربع غارات، والكلية البحرية في الحديدة بست غارات.
وفي تعز، شن الطيران غارات على الحوبان والمخا، مستهدفًا الميناء بثلاث غارات مدمّرة.
وفي صعدة، طالت الغارات شبكة الاتصالات بالعطفين ووادي السياني في كتاف والملاحيظ والظاهر، فيما استهدفت قذائف الجيش السعودي مناطق آل الشيخ في منبه، وامتدت الغارات إلى نجران وعسير وجيزان.
جرائم عام 2017: استهداف الأسر وارتكاب المجازر
في هذا اليوم من عام 2017، ارتكب طيران العدوان مجزرة جديدة بحق المدنيين في المخا بتعز، راح ضحيتها 12 شهيدًا وجريحًا من النساء والأطفال. كما قصف المطمة في الجوف وهجر كحلان في شبوة ومشعر في حجة.
وشهدت صعدة قصفًا مكثفًا على الحصامة والظاهر وباقم، حيث أُلقيت عشر قنابل عنقودية على المزارع، وشن الطيران 15 غارة على حرض، و8 على الشرفة في نجران، إلى جانب غارات على مواقع متعددة في جيزان.
جرائم عام 2018: قصف الأسواق والمزارع والمنازل
في 7 أكتوبر 2018، ارتكبت بوارج ومدفعية العدوان جريمة بحق سوق الدريهمي في الحديدة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين.
كما شن الطيران سبع غارات على التحيتا، وأخرى على مقطع للحجارة في الجيرف بسنحان أدت إلى استشهاد ثلاثة عمال واحتراق شاحنة.
وفي تعز، طال القصف المدفعي منازل المواطنين بخدير، فيما امتدت الجرائم إلى صعدة، حيث قُصف المهاجرون الأفارقة وسكان المناطق الحدودية بالمدفعية والصواريخ، وسقط شهداء وجرحى بينهم نساء وأطفال.
جرائم عام 2020: تصعيد بالمدفعية والصواريخ
في هذا اليوم من عام 2020، استُشهد مواطن وأصيب أربعة آخرون بقصف سعودي على الرقو بمنبه، واستشهدت امرأة وأصيبت امرأتان أخريان في قصف على حي الشهداء في الحديدة.
كما استهدف المرتزقة سوق عزلة السويق بالتحيتا وأطلقوا 743 قذيفة صاروخية ومدفعية على مناطق عدة بالمحافظة، فيما شن الطيران 20 غارة على الجوف ومأرب.
جرائم عام 2021: تكرار العدوان وتوسّع الاستهداف
في 7 أكتوبر 2021، استشهد مواطنان في غارة على منزل بمنطقة اللجبة في صعدة، وتوالت الغارات على الظاهر وكتاف.
وفي الحديدة، أصيب شاب وفتى بقذيفة هاون أطلقها المرتزقة على وادي نخلة شرق حيس، واستُهدفت مناطق واسعة بـ266 قذيفة، فيما قصف الطيران الصليف والجوبة وصرواح ومدغل في مأرب والحزم في الجوف.
جرائم عام 2023: استمرار العدوان رغم الهدن المزعومة
في هذا اليوم من عام 2023، استحدث المرتزقة تحصينات قتالية في الجبلية والتحيتا وحيس بمحافظة الحديدة، وشنّوا قصفًا مدفعيًا على المناطق المأهولة بالأعيرة المختلفة، في خرقٍ واضح لكل الهدن المزعومة التي لم توقف آلة العدوان عن استهداف اليمنيين.
سجل أسود للعدوان
ثمانية أعوامٍ من الإجرام المتواصل، وجرائمُ متكرّرة تُضاف يومًا بعد يوم إلى سجلٍّ أسود للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
يوم السابع من أكتوبر ليس سوى صفحة من مئات الصفحات الدامية التي سطرها المعتدون بدماء اليمنيين، فيما تبقى ذاكرة الشعب حية لا تنسى، وعدالة الله آتية لا محالة، فالجرائم لا تسقط بالتقادم، واليمن باقٍ شامخًا يكتب بدماء شهدائه فجر الانتصار والسيادة.