hajjahnews

إيران تتحدّى “آلية الزناد”.. رؤية حكومية جديدة لمواجهة الحرب الاقتصادية

في مواجهة محاولات واشنطن وأدواتها في الغرب لإعادة فرض الضغوط القصوى على طهران عبر ما يسمى بـ”آلية الزناد”، أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رؤية حكومية شاملة تقوم على التحصين الداخلي، وتعميق العلاقات مع دول الجوار، وتوسيع الدبلوماسية الإقليمية، في خطوة تعكس ثقة متزايدة بقدرة إيران على كسر الطوق الاقتصادي والسياسي المفروض عليها منذ سنوات.

وأوضحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في مؤتمر صحفي اليوم، أن الرؤية الجديدة ترتكز على تعزيز العلاقات مع القوى الصاعدة والمستقلة، مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومجموعة بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، معتبرةً أن تلك الشراكات تمثل مساراً استراتيجياً لكسر هيمنة الدولار ومواجهة نظام العقوبات الأمريكي.

التوجّه شرقًا.. وارتكاز على الداخل

وأكدت مهاجراني أن الحكومة الإيرانية ماضية في تفعيل آليات المقايضة التجارية وتوسيع نطاق المناطق الاقتصادية الحدودية، بالتوازي مع دعم القطاعات الإنتاجية المحلية وتوفير السيولة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بما يعزز من قدرة الاقتصاد الإيراني على الصمود الذاتي في وجه الضغوط الخارجية.

وشدّدت على أن طهران تتابع عن كثب التطورات الاقتصادية وتقلّبات السوق، وتعمل ضمن هيكل جديد ورؤية واضحة لمواجهة المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن المجلس الاقتصادي للحكومة اتخذ في الأيام الماضية قرارات مهمة تخصّ مجالات البنية التحتية والطاقة والصناعة، بما يرسّخ مفهوم “الاقتصاد المقاوم” الذي دعا إليه قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي.

مواجهة الحرب الاقتصادية بأسلوب الثورة

وفي إشارة واضحة إلى أبعاد المواجهة الراهنة، قالت مهاجراني إن العدو الأمريكي بعدما فشل في تحقيق أهدافه عبر العدوان العسكري، انتقل إلى ساحة الحرب الاقتصادية ومحاولات زعزعة الاستقرار الداخلي، إلا أن الشعب الإيراني ـ كما أكدت ـ بات أكثر وعياً وصلابة في إفشال تلك المخططات عبر تعزيز الإنتاج الوطني والاعتماد على الذات.

وأضافت أن الحكومة الإيرانية تراهن على طاقات الداخل ومقدّراته البشرية والعلمية، مشددة على أن دعم المصانع والمنشآت المحلية يمثل اليوم “جبهة المقاومة الاقتصادية” في وجه العدوان المالي الغربي، تماماً كما مثّل الحرس الثوري جبهة الصمود في الميدان العسكري.

اكتشاف غازي جديد يعزّز الثقة بالاقتصاد الوطني

وفي سياق متصل، تطرقت المتحدثة إلى الاكتشاف الغازي الجديد في حقل “بازند” الذي أعلن عنه وزير النفط الإيراني مؤخراً، مؤكدة أن هذا الإنجاز سيُسهم في رفع الطاقة الإنتاجية للبلاد وتعزيز صادراتها من الغاز الطبيعي، دون أن يعني ذلك التخلّي عن سياسة الترشيد، بل مضاعفة الجهود في إدارة الموارد الوطنية بحكمة واقتدار.

رسالة طهران للعالم: لا عودة إلى الوراء

تؤكد طهران من خلال هذه المواقف أن ما يسمى بـ”آلية الزناد” لن تكون سوى محاولة يائسة لإحياء أدوات العقوبات القديمة، بينما تتحرك الجمهورية الإسلامية بثقة نحو نظام اقتصادي عالمي جديد يقوم على التعاون الإقليمي والتكامل بين الشعوب الحرة، بعيداً عن الهيمنة الأمريكية والنظام المالي الغربي المتهاوي.