hajjahnews

أمين عام حزب الله: كيان العدو بلغ ذروة التوحش.. والمقاومة قدر الأمة في مواجهة الإبادة

في ذكرى استشهاد القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل، قائد قوة الرضوان، ألقى الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، خطابًا استثنائيًا كشف فيه حجم المخاطر التي تتهدد المنطقة، محدّدًا بوضوح معالم المشروع الصهيوأمريكي الذي يسعى إلى ابتلاع الأمة وتحويلها إلى ملحق للغرب.

الخطاب حمل رسائل واضحة للداخل اللبناني وللأمة جمعاء، مؤكّدًا أن خيار المقاومة بات الخيار الوحيد أمام شعوب المنطقة لمواجهة الخطر الوجودي القادم.

منعطف استثنائي وخطر شامل

أكد الشيخ قاسم أن المنطقة بأسرها أمام منعطف سياسي استثنائي وخطير، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني بلغ ذروة الإجرام والتوحش، ولم يعد يقيم أي وزن للقوانين الإنسانية أو الدولية، بدعم كامل من الإدارة الأمريكية.

وأوضح أن هذا الكيان ليس سوى أداة غربية استعمارية، فُرضت على المنطقة لتمنع استقلالها وتخنق خيارات أبنائها، مؤكّدًا أن مشروع “إسرائيل الكبرى” لم يعد مخفيًا، بل أعلنه نتنياهو صراحة، واضعًا نصب عينيه تصفية القضية الفلسطينية وإبادة حركة حماس وتهجير شعب غزة، تمهيدًا لاحتلال الضفة الغربية والسيطرة على المنطقة بأكملها.

استهداف الأمة من فلسطين إلى اليمن

شدّد الأمين العام لحزب الله على أن الضربة الصهيونية في قطر كشفت المستور، وأظهرت أن المشروع التوسعي يستهدف المقاومة والأنظمة والشعوب وكل عائق يقف في وجه “إسرائيل الكبرى”.

موضحًا أن دائرة الاستهداف تشمل فلسطين ولبنان ومصر والأردن وسوريا والعراق والسعودية واليمن وإيران، وصولًا إلى تركيا وبقية المنطقة، في محاولة لإقامة “إسرائيل العظمى” التي تتحكم بمصير الأمة اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا.

دعوة لتوحيد الصفوف ومواجهة العدو

دعا الشيخ قاسم الجميع، دولًا وشعوبًا وأنظمة ومقاومة، إلى توحيد الجهود لمواجهة العدو المشترك، مؤكدًا أن العدو الحقيقي هو “إسرائيل” وأمريكا وليس المقاومة.

ولفت إلى أن غياب المقاومة يعني بالضرورة أن الدور سيأتي على الدول واحدة تلو الأخرى، وأن المقاومة في فلسطين اليوم تمثل سدًا منيعًا أمام التوسع الصهيوني.

رسالة إلى السعودية والداخل اللبناني

وجّه الشيخ قاسم دعوة صريحة للنظام السعودي بفتح صفحة جديدة مع المقاومة، عبر حوار يجيب عن المخاوف ويؤمن المصالح المشتركة، مع شرط أساس هو اعتبار أن “إسرائيل” هي العدو وليس المقاومة.

وأكد أن الضغط على المقاومة يمثل مكسبًا صافياً للعدو، وأن سلاح المقاومة موجه فقط ضد الكيان الصهيوني، لا ضد لبنان ولا ضد السعودية ولا ضد أي طرف آخر.

وفي الداخل اللبناني، دعا الشيخ قاسم مختلف القوى، حتى التي وصلت خلافاتها مع المقاومة إلى مستوى العداء، إلى تحكيم العقل ونبذ الخلافات، وعدم تقديم أي خدمات مجانية للعدو، مشددًا على أن المقاومة حاضرة لتقديم أقصى التضحيات لحماية لبنان وكرامته.

ثبات المقاومة ورسالتها للأمة

جدّد أمين عام حزب الله التأكيد أن المقاومة لن تُهزم ولن تنكسر، فهي مستمرة بإيمان قادتها وشعبها الذي تجرّع مرارة العدوان ورأى ثمرة المقاومة في التحرير والردع.

وأكد أن جمهور المقاومة متمسك بالسلاح لأنه السلاح الذي حمى لبنان ويواصل حمايته، وأن أي مواجهة مع المشروع الصهيوني هي مواجهة وجودية، لا يمكن التراجع عنها مهما بلغت التضحيات.

واشنطن شريك في العدوان

توقف الشيخ قاسم عند الدور الأمريكي في لبنان والمنطقة، مؤكدًا أن واشنطن لا تقدّم للجيش اللبناني سوى ما يضمن إدارة الوضع الداخلي، وتمنع عنه أي سلاح يمكن أن يشكل تهديدًا على العدو، في محاولة لخنق المقاومة وبيئتها.

وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس العداء للبنان وتمنع عنه الإعمار، تمامًا كما ترعى حرب الإبادة الصهيونية ضد غزة.

ختام بموقف حاسم

في ختام خطابه، شدّد الشيخ قاسم على أن المقاومة حاضرة إلى جانب الجيش اللبناني في أي مواجهة مع العدو، وأن اللبنانيين لن يكونوا عبيدًا لواشنطن و”تل أبيب”، بل سيبقون أحرارًا بفضل تضحيات الشهداء وصمود المقاومين.

مؤكّدًا أن الظلم إلى زوال، وأن “إسرائيل” وأمريكا مهما بلغ بطشهما، فإنهما لن تنجحا في كسر إرادة الأمة، وأن زمن الاستسلام قد ولّى إلى غير رجعة.