طال العدوان الإسرائيلي مؤخرًا دولة قطر، في استهداف وصفه رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “رسالة” بسبب احتضان الدوحة للوفد التفاوضي لحركة حماس، هذا العدوان لم يكن فقط هجومًا على المقاومة، بل أيضًا انتهاكًا مباشرًا لسيادة قطر، التي سقط أحد مواطنيها شهيدًا في القصف، في تحدٍ واضح للقوانين الدولية ولمنطق العلاقات بين الدول.
نتنياهو وجّه تهديدًا علنيًا إلى قطر، وسائر الدول التي تستضيف قيادات المقاومة الفلسطينية، حين قال: “إما أن تطردوهم أو نحاكمهم نحن بطريقتنا”، هذا التصريح يكشف نية العدو الإسرائيلي التوسّع في استهدافه لأي دولة عربية تتجرأ على مخالفة مشروعه، حتى ولو بالكلمة أو الاحتضان السياسي.
يعتمد العدو الإسرائيلي بشكل مباشر على الدعم الأمريكي، سياسيًا وعسكريًا، في فرض هذه المعادلة العدوانية، القواعد الأمريكية المنتشرة في الخليج، وعلى رأسها قاعدة العديد في قطر، لم تقف عائقًا أمام العدوان، ما يثير الشكوك حول دور هذه القواعد، وإن كانت تخدم أمن الدول المضيفة أو تؤمّن مصالح العدو الإسرائيلي.
الأخطر، ما تم كشفه عن تورّط الإدارة الأمريكية في تسهيل العدوان على قطر، عبر تقديم معلومات مضلّلة عن اجتماعات الوفد التفاوضي الفلسطيني، لاستهدافهم خلال وجودهم على الأراضي القطرية.
رغم هذا التصعيد الواضح، لا تزال المواقف العربية تراوح مكانها، وتكتفي ببيانات مخزية لا ترتقي إلى مستوى الرد على العدوان. بل إن بعض الأنظمة، من باب “التوازن” المزعوم، تتجنّب حتى الإدانة العلنية، وتستمر في تقديم خدمات غير مباشرة للعدو الإسرائيلي، من خلال فتح الأجواء، أو توفير إمدادات لوجستية، أو السكوت عن الجرائم المستمرة في غزة.
هذا التخاذل أتاح للعدو التجرؤ على دول أخرى، بعد أن تأكدت أن الموقف العربي الرسمي لا يتجاوز الورق والتصريحات الإعلامية.
التحذيرات التي أطلقها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، منذ بداية العدوان على غزة، لم تجد آذانًا صاغية في العواصم العربية، حيث أشار السيد القائد بوضوح إلى أن العدو الإسرائيلي يسعى لتعميم “معادلة الاستباحة” على الأمة كلها، وأن كل الدول بما فيها تلك التي تعتقد أنها في مأمن، ستكون مستهدفة عاجلًا أم آجلًا.
ورغم أن بعض الدول تظن أن علاقاتها الخاصة مع أمريكا وإسرائيل توفر لها الأمان، فإن ما حدث مع قطر، وما سبقه في اليمن وسوريا ولبنان، يؤكد أن هذه الأوهام لا تصمد أمام الواقع.
في ظل التراخي الرسمي العربي، كانت اليمن الدولة الوحيدة التي بادرت إلى موقف عملي، دفاعًا عن الشعب الفلسطيني، ورفضًا لهيمنة المشروع الصهيوني، ولم تنتظر صنعاء بيانات الإدانة، بل تحركت انطلاقًا من موقف مبدئي واضح، يرى في العدوان على غزة عدوانًا على الأمة كلها.
ختاماً .. العدوان الإسرائيلي لم يعد مقتصرًا على فلسطين، بل أصبح مشروعًا معلنًا لاستباحة سيادة الدول العربية، تحت حماية أمريكية وصمت عربي، وكل دولة تظن أنها خارج دائرة الاستهداف، تعيش في وهم مؤقت، فالعدو الإسرائيلي لا يفرّق بين من يطبّع ومن يقاوم، الكل في مرمى نيرانه