بقلم ـ عبد الإله عبد القادر الجنيد
في زمن أضحى فيه المحتل الغاصب الصهيوني أكثر نَفِيرًا وعلى في الأرض علوًّا كبيرًا، وازداد بغيه وطغيانه وإفساده عتوًّا ونُفورًا، فلم يزده صمت الأمة على بغيه وطغيانه وخذلانها لأهل غزة وتواطؤها معه إلا غرورًا وتجبرًا في الأرض وطغيانًا وظلمًا وجورًا.
هنالك تفلَّت من كل المواثيق والمعاهدات الدولية، ومقررات المؤسسات الدولية، والقيم والمبادئ الإنسانية، ضاربًا لها عرض الحائط دون وازع ولا رادع لوحشيته الطغيانية، فأوغل في جرائم الإبادة الجماعية والمذابح الوحشية، وحصار التجويع القاتل؛ لتنفيذ مخططاته الشيطانية الرامية إلى التهجير القسري لأصحاب الأرض، وتصفية القضية الفلسطينية.
ثم تمادى في غيّه وطغيانه واستكباره، فاستهدف عاصمة دولة من دول التطبيع بضربة عدوانية؛ للقضاء على وفد حماس المفاوض في العاصمة القطرية.
وهكذا هو شأن اليهود ناقضي العهود، كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنهم في آيات الكتاب الحكيم عن حقيقة الغدة السرطانية.
بيد أن اليمن بقيادته الربانية ومسيرته القرآنية، نهض بمسؤوليته الدينية والأخلاقية والإنسانية، دعماً وإسناداً لإخوانه في غزة، مُترجماً لمعاني الأخوة الإيمانية.
وبينما المسلمون في سبات، والعرب على قيد الحياة ولكنهم في حقيقة الأمر أموات، وزعماؤهم يحيكون على إخوانهم في غزة وفلسطين المؤامرات، كان اليمن في مقدمة الصفوف، يواصل عملياته الجهادية، ويطلق الصواريخ إلى عمق كيان العدو والمسيرات، ويحاصر العدو الصهيوني في البحر؛ فأغلق المضائق والممرات، فضلاً عن الحشود الشعبية في كل الساحات، بكل صمود وعزم وإباء وثبات.
ولقد قدَّم في سبيل الله ونصرة المستضعفين في غزة أغلى التضحيات.
وفي معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود، وعلى درب الشهادة، امتزجت الدماء الطاهرة الزكية في اليمن وضفة غزة وفلسطين ولبنان والعراق وإيران، فهانت في أعين المجاهدين الثابتين المرابطين المؤمنين كل التضحيات.
وكذلك شأن يمن الإيمان والحكمة، الذي لا تخيفه القاصفات، ولا ترهبه الغارات، ولا يخشى الممات، فالقتل له عادة، وكرامته من الله الشهادة التي هي أسمى أمانيه وأعظم الكرامات.
إنه شعب لا يعرف الضعف والهوان والمذلة والتراجع عن الخيارات، مهما كان حجم التحديات.
وهيهات ليمن الإيمان والحكمة أن ينحني أمام العواصف، أو ينكسر في المدلهمات.
فثار اليمن لا يبات، والقوات المسلحة اليمنية حاضرة، ترد الصاع صاعين لكيان العدو الغاصب، ومواجهة عدوانه الآثم، ولجم عنجهيته وكسر إرادته.
فلينتظر الرد اليماني المزلزل لكيانه، والمعجل بزواله.
وإن نصر الله لآتٍ، ولله عاقبة الأمور، والعاقبة للمتقين.