تقرير / طارق الحمامي
مناسبة عظيمة تلتقي فيها معاني الإيمان والجهاد والنصرة للمستضعفين
هذا العام، يتزامن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مع تصاعد العدوان الصهيوني الوحشي على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، واستمرار الجرائم اليومية التي يرتكبها العدو في ظل صمت دولي وتواطؤ عربي، وفي مقابل هذا المشهد، يواصل الشعب اليمني وقواته المسلحة أداء واجبهم الديني والأخلاقي في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، من خلال العمليات العسكرية المتصاعدة في البحر الأحمر وباب المندب، في إطار الرد المشروع على جرائم الكيان الصهيوني، ورفضًا للحصار المفروض على غزة.
الاحتفال بالمولد النبوي .. روح الثورة ومعاني الفداء
لم يكن مولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلم ، مناسبة للاحتفال الشكلي أو الطقوسي لدى اليمنيين، بل هو محطة سنوية تُستحضر فيها القيم العظيمة التي بُعث بها الرسول الأعظم، وعلى رأسها الجهاد في سبيل الله، ونصرة المستضعفين، ومواجهة قوى الطغيان والهيمنة.
وفي ظل ما يتعرض له أبناء غزة من مذابح متواصلة، يجد اليمنيون في هذه المناسبة العظيمة فرصة لتجديد العهد مع رسول الله، واستلهام معاني التضحية والفداء، والاقتداء بمواقفه في مقارعة الظلم والانتصار للحق.
رسائل اليمنيين من قلب الاحتفال
نصرة غزة واجب ديني لا مساومة فيه .. حيث سيعبّر اليمنيون من خلال مشاركتهم في فعاليات المولد النبوي عن موقفهم الثابت مع الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أن دعم المقاومة الفلسطينية ومواصلة العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني هو أقل ما يمكن تقديمه وفاءً لدماء الشهداء في غزة.
حب النبي عبادة وموقف .. حيث يرى اليمنيون أن محبة رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم لا تكتمل إلا باتباعه، والسير على نهجه، والوقوف في وجه أعداء الإسلام، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب.
ولا تنفصل أجواء الاحتفال بالمولد في اليمن عن سياق الصمود والمواجهة، بل تنبع منها، حيث يُحوِّل اليمنيون المناسبة إلى ساحة تعبئة روحية، وشحذ للهمم، وتعزيز لحالة الوعي الشعبي والرسالي.
القوات المسلحة اليمنية .. حضور فاعل في الميدان
على الجانب العسكري، تواصل القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليات نوعية ضد العدو الصهيوني والأمريكي في البحر الأحمر ومحيطه، وذلك ضمن معادلة الردع والنصرة التي أُعلنت منذ بداية العدوان على غزة، وتؤكد القوات المسلحة اليمنية أن هذه العمليات ستستمر حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وهو الموقف الذي يترجم توجيهات السيد القائد صادق القول والفعل ، الذي يؤكد على ثبات الموقف مهما كانت التضحيات ، ومهما كانت التحديات
وتأتي هذه العمليات في سياق موقف جهادي مشرّف، يجعل من اليمن اليوم في طليعة من يقفون مع فلسطين قولًا وفعلاً، متجاوزًا الشعارات إلى مواقف عملية تُربك حسابات العدو وتعيد الاعتبار لثقافة الجهاد والنصرة.
ختامًا
يأتي الاحتفال بمولد سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذا العام في اليمن، وهو محمّل بأكثر من دلالة، فهو إعلان للنصر الروحي والثبات الإيماني، وتأكيد على أن اليمنيين ماضون في طريق العزة والكرامة، مستلهمين من هذه الذكرى النبوية معاني البذل والتضحية، في سبيل الله، ومن أجل نصرة دينه، والدفاع عن المستضعفين في الأرض، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني البطل.