hajjahnews

(( القبيلة اليمنية لن تعود إلى ما قبل 21 سبتمبر أيها الحالمون ))

د.يوسف الحاضري

منذ ثورة ال21من سبتمبر 2014 والقبيلة اليمنية بدأت في التعافي من جديد وإستعادة مكانتها وتموضعها السليم بعد عقود من الزمن وهي متقلبة ما بين الحروب والثارات والعمالة للسعودية والإرتباط تارة بهذا الشخص وتارة بهذا المسئول حتى وصلت في لحظة من اللحظات انه يضرب بها المثل في السرقة وقطع الطرق وإفزاع المسافرين وأصبح شكل القبيلي وملبسه ذلك الذي يوحي للآخرين بهمجيته ودمويته وأنه لا يملك إنسانية وكل هدفه كيف ينهب المسافرين او يقتل لأن شيخه قال أقتل او يفجر أنابيب النفط وأبراج الكهرباء لأن السفير السعودي او الأمريكي قال له ذلك ، وكان يتم التعامل مع القبيلي والقبيلة كأداة لتنفيذ كل جهة اهدافها ، فقد كان لرئيس الجمهورية وحزب المؤتمر أذرع في القبيلة يستفيد منهم وكان ايضا لحزب الإصلاح الإخواني كذلك أذرع وكانا هذين الحزبين ينفذان أجندات خاصة للخارج حسب الطلب والكل يشترك في تضليل المواطن اليمني وتخويفه وإرعابه ، فلا تمضي أيام إلا ونسمع عن حادثة قتل او تقطاع أو أو ، فأرتبطت أكثر المناطق بهذه الرؤية المجحفة المصطنعة من قبل النظام السابق ومن خلفه بعدد من المحافظات أهمها (الجوف ومأرب والبيضاء وأبين وشبوة والضالع وبعض مديريات محافظة صنعاء كمديرية خولان وأرحب وغيرهما ) ، عوضا عن سعي النظام السابق لربط كل قيادات القبائل اليمنية الذي يطلق عليهم مشائخ بالمملكة السعودية عبر ما يسمى اللجنة المشتركة ورواتب المشايخ اليمنيين حيث كان يصرف لهم بالريال السعودي مبالغ كبيرة فأصبح الولاء الأكبر لهم ليس لليمن أرضا وإنسانا بل للسعودية ملكا وأمراء ، فترسخت في قلوب ونفوس اليمنيين ضرورة إجتثاث القبيلة اليمنية لما فيها من سلبيات طغت بشكل كبير على إيجابياتها فلا عاد هناك إغاثة للملهوف ولا نصرة للمظلوم ولا كرم للمسافر ولا حماية للأرض ولا خدمة لابناء القبيلة ولا حمية وطنية ولا عزة يمنية ولا شهامة ولا شيء من ذلك إلا فيما ندر هنا او هناك .

جاءت ثورة ال21 من سبتمبر 2014م بقيادة قائد المسيرة القرآنية مرتكزة على ثقافة قرآنية سليمة حقيقية فأحيت القبيلة في نفوس القبائل خاصة واليمنيين عامة ونفخت فيها روح الحياة من جديد وأعادتها إلى مكانتها الأساسية في تصدر المشهد اليمني سياسيا وعسكريا وإقتصاديا وإجتماعيا وثوريا بعد أن كانت مجرد منفذ لما يريده أمراء آل سعود الذين هم منفذون لما يريده قيادات البيت الأبيض الأمريكي ، فتلاشت كثير من الخلافات سواء بين ابناء القبيلة الواحدة او بين القبائل بعضها البعض لأنهم وجدوا منهجية عظيمة وأعظم من البقاء في صراعات وأحقاد وثارات تقضي على الجهد والانفس والمال .

بعد أن ظهر عظمة القبيلة اليمنية وحقيقتها السليمة في ثورة ال21 من سبتمبر 2014م ايضا برزت أكثر وضوحا وعنفوانا في التصدي لعدوان ال26 من مارس 2015م الذي تآمر على اليمن أولئك الذين وجدوا ان القبيلة اليمنية خرجت من عبوديتهم لها وعادت لمكانها السليم عزيزة شامخة كريمة عظيمة ذا بأس شديد وعادت معها كل تلك الصفات والعادات اليمنية المنبثقة من روح القرآن الكريم ، فأنزعج السعودي والأمريكي والإماراتي وادواتها في اليمن من هذا الوضع الجديد الذي قضى على تواجدهم وسيطرتهم على اليمن لعقود من الزمن في أيام بسيطة يعرفها الجميع ، لذا كان العدوان الهمجي خلال 950 يوما يستهدف بدرجة رئيسية مشائخ وأعيان القبيلة اليمنية والذين رفضوا البقاء عبيدا لهم وأدوات بأيديهم مفضلين المسيرة القرآنية على أي مسيرة شيطانية اخرى ، ومع ذلك لم يؤثر فيها شيئا بل جعلها أقوى وأعز وأشمخ وأكثر تفاني فأنطلقت قوافل الرجال من كل القبائل اليمنية لتعزيز الجبهات وكلما سقط منها شهيدا عوض بعشرة وعشرين مجاهدا ، عوضا عن تلك الأموال والمواد الغذائية والزراعية من فواكة ومحاصيل تنطلق يوميا من القبيلة اليمنية إلى مواطن العزة والشرف ، وأيضا تصدرت القبيلة المواقف الأقتصادية بقوة عندما نفذ العدوان تهديده بنقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى عدن ليحاصر الشعب إقتصاديا فيمنعهم من الراتب فأستجابوا بقوة وأندفاع لداعي الله الذي اطلقه قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي للتبرع للبنك اليمني ولو بخمسين ريالا فتسابقوا دون تباطوء في ذلك ، وهاهم اليوم مدعوون بدعوة السيد عبدالملك ايضا ليتصدروا المشهد السياسي والرقابي لإيقاف المتلاعبين والمرتزقة في الداخل من الطابور الخامس والذين يسعون جاهدين لخلخلة الموقف الداخلي الصامد القوي وهم أهل لذلك خاصة بعد ان اظهرت كل هذه المحطات السابقة بأسهم ونجاعتهم ونجاحهم وسينجحون.

هكذا وبكل مظاهر ومعالم العزة والكرامة والبأس اليماني العظيم والإستشعار العظيم بالمسئولية تعود القبيلة اليمنية لواجهتها الحقيقية بعد ان أرتكزت بقوة على مرتكزات قرآنية سليمة وستستمر حتى تسود ثقافتها الجزيرة العربية وما بعد بعد الجزيرة .

محاولات البعض في هذه الفترة إرجاع القبيلة اليمنية إلى تلك الوضعية التي كانت عليها قبيل إرتباطها بالمسيرة القرآنية وتصوريها على أنها مجرد قطاع طرق وهمج وقتلة ومختطفين ، ويثيرهم قيام الدولة بملاحقة سارق ينتمي إليها أكثر من قيام العدوان السعودي الأمريكي بقتل المرأة والطفل اليمنيين ستبوء بالفشل وسترتد عليهم وسينقلبوا خائبين ، فكما خابت محاولاتهم في إستخدام قبائل عنس وآنس للوقوف مع المرتزق العنسي الذي كان يشغل منصبا في وزارة الدفاع ويتعامل مع العدوان وفشلوا ايضا في إستثارة قبائل يريم وإب العظيمة للتحرك دفاعا عن مرتزق إعلامي يدعى الخوداني وفشلهم في استثارة قبائل همدان العلوية العظيمة المشهود لها على لسان الإمام علي عليه السلام في قضية المندسين المشوهين للقبيلة سيفشلون اليوم في محاولتهم إستثارة قبائل البيضاء كآل عواض وغيرهم في قضية سارق وقاتل أصبحت القضية بين يدي الدولة وسيحاولون وستكون القبيلة لهم بالمرصاد فمتى ما أنطلقت مسيرة القبيلة اليمنية على مسيرة الثقافة القرآنية السليمة فلن يستطيع أن يقف في وجهها احد وإن إجتمعت عشرين دولة مع أمريكا والكيان الصهيوني وآل سعود والإماراتيين وغيرهم .
فنحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد وجعلنا الله نفسا له على للعالمين وحامية لهم من الفتن بالحكمة واللين المحاط بالقوة والبأس .

والله غالب على أمره ولو كره المنافقون والمرتزقة والمرجفون .

#د_يوسف_الحاضري