hajjahnews

جمال عامر لـ “صدى المسيرة”: هادي مسؤول عن إهاة البلد ودعوة السيد للجنوبيين تمثل حلاً.. واتفاق السلم والشراكة سقف لأي حوار قادم

تحدث الكاتب السياسي جمال عامر عن حلم السعودية في أن يكون اليمن بلا جيش، وقال رأيه في القبول بمؤتمر حوار في الرياض، في حين اعتبر مواقف التنظيم الناصري المؤيدة للعدوان لا تمثل التنظيم، وإنما تعبر عن رأي بعض قياداته الذي باع مواقفه بثمن بخس، وأشار إلى الأهمية الكبيرة التي يمثلها اتفاق السلم والشراكة وأنه يعتبر السقف لأي حوار قادم.

وكشف عامر أن تسليم المكلا لمجلس أهل السنة التابع لتنظيم القاعدة يعتبر انتقال مبدئي لانتقال المحافظة إلى الولاية السعودية تفاصيل كثيرة تجدونها في الحوار..

حوار/ صبري الدرواني

ما هي الأهدافُ الحقيقية للعدوان السعودي الأمريكي بمسمياته “عَاصفَة الحَـزْم” أولاً ثم “إعادة الأمل” ثانياً؟.

عندما بدأت “عَاصفَة الحَـزْم” باعتقاد النظام السعودي أنه سيتم تأديبُ الـيَـمَـنيين وتحقيق أمل كان يطالب به منذ فترة طويلة جداً، وهو أن يكون الـيَـمَـن بلا جيش، وهذا مقترحٌ كان طُرح أمام الشهيد إبراهيم الحمدي، طُرح عليه أن يكون الـيَـمَـنُ بلا جيش ويتم بدلاً عنه عمل الشرطة، ويكون الـيَـمَـن يمناً سياحياً، وحينما لم يتحقق، وبُنِيَ جيشٌ خلال الثلاثة والثلاثين السنة الماضية بدأ القلق السعودي، إلا أن النظامَ السعودي في تلك الفترة لم يكن يجد المبرر لضرب بنية الجيش، وبعد ثورة 21 سبتمبر والذي قادها أَنْصَـار الله وبدؤوا يحققون تواجداً وسيطرةً على الأرض في معظم المحافظات بدأ النظامُ السعودي يشعُـرُ بالقلق الوجودي بعد سيطرة أَنْصَـار الله؛ لأنه لأول مرة ربما تواجه السعودية مسألة جيش فقط، عدم وجود قبضة سعودية على الـيَـمَـن، ولكن أكثر من ذلك أنها بدأت تفقد السيطرة والتوجيه على الـيَـمَـن بشكل واضح.

فجاءت المناورة الأخيرة في صعدة كسبب، ثم وجدوا الحامل المشروع ضرب الـيَـمَـن وضرب الجيش الذي يمثل عبدربه منصور هادي، فكان اتّخَاذ قرار “عَاصفَة الحَـزْم” وحين فشلت “عَاصفَة الحَـزْم” كان لا بد من اتّخَاذ قرار يؤدي إلى نفس الهدف الذي فشلت فيه.

فشلت “عَاصفَة الحَـزْم” في تحقيقه فتحدثوا عن عاصفة “إعَادَة الأَمَل”، وكانت القصة تبدأ بما له علاقة بـ “إعَادَة الأَمَل” أنه كيف يتم التدخل البري وإشعال حرب داخل المحافظات، والأدوات أصبحت موجودةً ممثلةً في حزب الإصْـلَاح وفي أتباع علي محسن والآخرين، والقاعدة الموجودة في أكثر من محافظة، ولكن مع ذلك مثّلَ رفض الجيش المصري، أَوْ عدم قُدرة النظام المصري على استصدار قرار في الجيش بسبب الممانعة التي أبداها كثير من المثقفين حتى ممن وقفوا في فريق عبدالفتاح السيسي، ما أدى إلى إفشال موضوع تدخل الجيش في عملية برية.

وأيضاً كان قرار البرلمان الباكستاني في هذا الاتجاه أيضاً مثّل مشكلة بالنسبة للسعودية، فكان الاتّفَـاق أن يتم تجنيد 100 ألف جندي من الـيَـمَـن وبالذات في محافظات إب وتعز والحديدة، للايحاء بأن الحرب طائفية، وأيضاُ فشلوا، وكان هناك ممانعة يمنية قوية جداً، ليس في المحافظات الجنوبية فقط، أقصد بها إب وتعز وشبوة والضالع، ولكن أيضاً لدى القبائل في المحافظات الشمالية، كانت هناك ممانعة من مشاركة كهذه، وبالتالي أيضاً فقدوا مشروعاً آخر كانوا يجهّزون له، وبالتالي “إعَادَة الأَمَل” هي تراهن فقط على مسألة كيف تنشئوا أَوْ كيف يجهزوا الآن لحرب أهلية في تعز للأسف الشديد، وهي مقدمة لا زالت الأَطْـرَافُ لم تتحول إلى حرب أهلية بالمفهوم الذي يريده المملكة العربية السعودية أن يتم، أَوْ من خلال أدواتهم مثل علي محسن وبعض قياداتِ الإصْـلَاح، ما يجري الآن اعتقد أنه مثّل إحباطاً كبيراً للنظام السعودي، وبالتالي أي تجاه ستختاره المملكة العربية السعودية لتمشي فيه بعد ذلك هذا الفشل أنا اعتقد أنه الخيارُ الاستراتيجي الأخير المتمثل في جبهة مأرب، والذي كانت تراهن عليه كَثيراً بحسب الحشد الذي حصل من القاعدة ومن أكثر من محافظة ومن الإصْـلَاح وقيادات علي محسن أيضاً، أنا أعتقد في حالة ما حُسمت مسألة مأرب أعتقد أن كثيراً جداً من الأمور داخل البلد ستتغير.

 

ـ نحن في اليوم السابع والثلاثين من بدء العُـدْوَان على الـيَـمَـن.. ماذا تحب أن تقول بهذا الخصوص من رسالة؟.

خلال هذه الأسابيع الطويلة ضُربت الـيَـمَـن بمختلف الأسلحة وبكل ما تقدر عليه المملكة وقوى التحالف، وأنا أعتقد أنه إذا هناك رسالة فهي رسالة هذا الشعب الـيَـمَـني العظيم الكبير، الذي أظهر صلابةً وأظهر ذلك القدرَ من التماسُك وذلك القدر من الإباء وذلك القدر من التحدي للمملكة السعودية، أذهلهم جميعاً، وأنت تلاحظ رجلاً ربما قطعت رجله، ورجلاً داخل المستشفى وهو على سرير الموت ربما وهو يهدد آل سعود ويقول: لن نركع. بمعنى الكبير لهذه الرسالة هي رسالة ربما هزيمة معنوية للمملكة العربية السعودية، ولذلك إذا في رسالة فهي رسالة لهذا الشعب الـيَـمَـني العظيم الذي صبر وصمد وقاوم وثبت رغم ما يجري من حصار، رغم كُلّ ما يجري من ضرب، رغم كُلّ ما يجري وربما شلل كامل لكل ما يمت للحياة داخلَ الـيَـمَـن ومع ذلك يظل الـيَـمَـن هو ذلك الـيَـمَـن الذي ننحني له ونحترمه.

 

ـ قدَّم بن عمر مؤخراً إحاطة بن عمر لمجلس الأمن التي أكَّدَ فيها أن العملياتِ العسكرية السعودية كانت سبباً لفشل الحوار السياسي والذي كان قارب على الانتهاء، كيف يقيِّمُ هذه الإحاطة؟.
هذا ليسَ جديداً، وأنا كنت متوقعاً، وكنا دائماً نتابعُ مجريات الحوارات، وأنا منذ أن بدأت الحوارات وأنا أقول: لا يمكن أن تصل هذه الحوارات إلى حل وأدوات النظام السعودي داخل الحوار، ستفشل أي اتّفَـاقات.. وربما قبل الضربة أَوْ قبل أن يتكلم بن عمر كان الناس قد وصلوا إلى حكايات حقيقية وإلى اتّفَـاقات واضحة، من ضمنها الاتّفَـاقات التي تمت بين المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصْـلَاح وأَنْصَـار الله، وتم إرسالُ هذا الاتّفَـاق، وهو اتّفَـاق كان يمثّل حلاً جذرياً، بما فيها الضمانات، إلى حد أن ذهَبَ أحمد بن دغر ورئيس فرع المؤتمر إلى صعدة والتقوا بالسيد عبدالملك الحوثي ووافق عليه، وكان من المفترض أن يتم الاتّفَـاق عليه في موفمبيك إلا أنه في الأخير للأسف الشديد طلب الإصْـلَاح أَوْ محمد قحطان أفشل الاتّفَـاق، هذا طبعاً قبل الإعْـلَان الدستوري بيوم أو ليلة الإعْـلَان الدستوري.

والمملكة العربية السعودية كانت واضحةً في مسألة عدم وصول الأَطْـرَاف السياسية إلى اتّفَـاق؛ لأنها تعتقد أن أي اتّفَـاق سيصب في الأخير لصالح أَنْصَـار الله، وبالتالي السعودية لا يمكن أن تسمحَ باتّفَـاق سياسي في الـيَـمَـن لا سابقاُ ولا الآن ولا مستقبلاً، هي دخلت حرباً لتصفية أَنْصَـار الله، وأعتقد أنها ستمشي في هذا الموضوع لو قدرت.

 

ـ أكدت أمس دولُ الخليج أن أية مفاوضات بين القوى السياسية في الـيَـمَـن يجب أن تُعقد في الرياض وتحت إشراف المجلس ما مدى نجاح مثل هذه الدعوات وهل ستستجيب القوى السياسية لذلك؟..

هذا يصب كما في قلت لك في منْع أي اتّفَـاق سياسي ومنع الناس من أن يصلوا إلى حل.

وهذا الشرط التعجيزي وضعته أيضاً ضمن قرار مجلس الأمن وأيضاً الآن تركيز عليه هو فقط والمغزى الأساسي منه هو منع أي توصل لاتّفَـاق سياسي، وبالتالي ما يجري الآن هو أحد الأهداف عملية ما يسمونها عملية “إعَادَة الأَمَل” وكيف يصنعون اصطفافاً داخلياً ضد أَنْصَـار الله، ما وضعته وَربما لو تمت الموافقة عليه هو بمرتبة إعْـلَان استسلام للـيَـمَـن، وبالتالي هم يعتقدون أنه سيذلون الناس، ويعرفون يقيناً أنه لا يمكن لأَنْصَـار الله أن يوافقوا على هذا، وهو غير طبيعي وغير منطقي، ولا يمكن أن تذهب إلى أن توقع مع من أيديهم ملطخة بدماء الـيَـمَـنيين، أمر لا يبدوا منطقي ولا طبيعي، ولذلك هذا الشرط التعجيزي فقط لمنع أي توصل لاتّفَـاق ضمن حوار سياسي، هذا هو المغزى وهذا هو المطلوب الآن والذي تمثله للأسف الشديد أدوات من ضمنها قيادات في التنظيم الناصري والمعروف أن موقفه ونشأته كانت ضد المملكة العربية السعودية كقوىً رجعية، وأنا لا أحمل التنظيم الناصري ككل، ولكن كان هناك قيادات كالعتواني الذي الآن هو طبعاُ يمثل كونه مستشاراً لهادي أكثر من كونه ممثلاً للتنظيم الوحدوي الناصري الذي أعلن موقفاً ضد العُـدْوَان.

 

ـ طيب هناك أَطْـرَاف داخلية أعلنت تأييدَها للعُـدْوَان السعودي الأمريكي على الـيَـمَـن وتتحرك في الميدان لمساندة العُـدْوَان.. كيف يمكن التعامل مع تلك الأَطْـرَاف خَاصَّـة وأنهم يتلقون مساعدات عسكرية من ناحية ومالية من ناحية أخرى؟.

في مثل هذه الأشياء أنا أعتقد أن فيه مواداً في القانون تنظم هذه المسألة، قوانين لها علاقة في مسألة الخيانة الوطنية، وأنا أؤكد وأكرر على هذا، يجب أن يمر كُلّ شيء عبر القانون، يجب أن يحال هؤلاء على النيابة وتُرفع ضدهم قضايا، يعني أن يُحاكموا بحسب ما هو موجود في القانون والدستور.

 

ـ قبل أيام قدّم النائب العام قائمة يمكن قرأت عنها بأسماء 37 أَوْ 39 شخصاً إلى النيابة؟.

هذا تبنَّته أَوْ قدمته إحدى المنظمات وأنا ضد هذا، بالمعنى عندما قدمت الـ 37 أو 39 هؤلاء ليسوا كلهم، مثلاً هناك من أغفلوا ومنهم مَن هو أسوأ من المذكورين ومنهم المحركون والفاعلون، ومنهم وزير خارجية هادي، أغفلوا الكثير من الناس وأدخلوا أناساً أيضاً هم ضد الضربة أيضاً، صحيحٌ أنه كان لهم موقف من أَنْصَـار الله في البداية ولكنهم الآن ضد العُـدْوَان ومن ضمنهم عباس المساوى وآخرون، وبالتالي أنا هنا أركّز وأنبه إلى مسألة عدم الفعل العشوائي في قضايا كبيرة وخطيرة مثل هذه، وأنا أرى أنه يجب أن تتولى الهيئة القانونية للثورة الآن مسألة جمع مِثل هذه القضايا وأن تخرج من مصب واحد حتى لا تبدو الأمور وكأنها عمل عشوائي أَوْ كأنه لمكون أَنْصَـار الله لضرب فلان أَوْ علان، وبالتالي يجب أن تتم هذه المسألة من خلال قناة واحدة يصب إليها مثل هذه القضايا على أن ترفع بكل ما له علاقة في هذا الموضوع إلى القضاء وأن تتم هذه القضايا في النيابة والمحاكم.

 

ـ تكلم العسيري في مؤتمر صحفي بأن القاعدة وداعش ليسوا هدفاً لعمليات قوات التحالف كيف تقرأ هذا التصريح؟، وكيف يمكننا أن نسقطه على الواقع الـيَـمَـني؟.

أقرأه على الواقع، في اليوم الأول الذي صرّح فيه العسيري عندما أدلى بهذا التصريح في اليوم الثاني تمت السيطرة على المكلا، وبعدَها مباشرةً استكمال السيطرة على المكلا، وتم تشكيل مجلس أهل السنة هذه المسألة، وهذا المجلسُ هو إحدى أدوات السعودية التي تدير من خلالها القاعدة، والآن تتم إدارة المكلا والإدارات الداخلية داخل المكلا من داخله، وأنت تعرف أنه ربما لأول مرة في الـيَـمَـن القاعدة تقيم مهرجاناً علنياً في المكلا وتظهر قيادات قاعدية وَخالد باطرف يسكن القصر الجمهوري ثم لا يُضرب هذا القصر، ثم هذا الاجتماع للقاعدة لا يُتناول ولا حتى يشار إليه، أنت تتحدث الآن عن كلام عن التحالف وهو يتكلم عن سقوط محافظة أَوْ محافظتين ولا يتحدث مع ذلك عن سقوط محافظة كحضرموت رغم أهميتها وقُربها من البحر العربي، ومع ذلك لا يتحدث أحد عن مثل هذه السيطرة وكأنها شرعنة لمثل هذا، أَوْ عملية انتقال مرحلي بحيث تتحول من القاعدة إلى المملكة العربية السعودية وإلى أدواتها الأُخْـرَى.

 

ـ كيف تقرأون التغيرات السعودية الأخيرة، قرارات سلمان وانعكاسها على الواقع الـيَـمَـني؟.

عملية الحكم في السعودية من بعد ما توفي الملك عبدالله، رحمة الله عليه، تعيش في حال تخبط، الملك عبدالله كان ينظر إلى الـيَـمَـن ربما بعيداً عن التدخل الأحمق في الشأن الداخلي الـيَـمَـني.

ولذلك منذ 2011 م رفع يده ورفعت اللجنة الخَاصَّـة يدها عن التدخل في الشأن الـيَـمَـني من خلال إيقاف اللجنة الخَاصَّـة وإيقاف مرتبات المَشَايخ بكل أَطْـيافهم داخل الـيَـمَـن، وأيضاً بعد موت الملك عبدالله تحول الموقف جذرياً، لدى الملك سلمان باعتبَار أن علاقته بالإخوان المسلمين قديمة وباعتبَاره رئيسَ جمعية البر التابعة للإخوان المسلمين في السابق.

وأيضاً من خلال محمد بن سلمان وهو رجل سلفي يتبع المؤسسة السلفية وهو من مؤسسي جمعية بن باز لتيسير الزواج، وبالتالي كلها داخلة في صراع كبير قائم على صراع مذهبي، بما يمثله سلمان خاصة، بالذات بعد أن عيَّن ولياً للعهد وأنت تعرف الآن حجم الخلافات داخل الأسرة الحاكمة بعد إقالة ولي العهد، وما حصل اليوم من تكريس وجمع كُلّ مقومات القوة داخل المملكة الدفاعية والعسكرية والاقتصادية ة في يد محمد بن سلمان رغم أنه أصغر أبناء الملك سلمان وليس أكبرهم، وبالتالي حتى تعرف أن آخر قرار تم وضع يده من قبل المجلس الاقتصادي على شركة أرامكو، رغم أهميتها حيث تعتبر هي المحرك أَوْ الدينمو الاقتصادية للملكة السعودية وَما يجري الآن في إطار التحركات التي تجري داخل الـيَـمَـن هو استيعابٌ لِدور اللجنة الخَاصَّـة وللمَشَايخ ومحاولة استقطابهم، هذا أولاً، والشيءُ الثاني سيمثل إعَادَة الدور للقوى العسكرية، ليس في منطقة الـيَـمَـن فقط، ولكن منطقة الصراع ستشمل الشرق الأوسط كله فيما لو سنحت الفرصةُ للنظام السعودي الجديد والمراهق أن يمضيَ في أهدافه وخططه القائمة.

 

ـ كيف تقيم دور الإعلام المحلي والعربي تجاه العُـدْوَان على الـيَـمَـن؟.

أنا أنظر له من شقين، هناك طبعاً انقسامٌ داخل الـيَـمَـن، ثمة من هو مع العُـدْوَان ومن هو ضده.

بالنسبة للدور الإعلامي الخارجي هناك نظرتان.. النظرة الأولى: هناك تقصير من الداخل وربما تواصله ضعيف مع القنوات والوسائل الإعلامية التي تمثل استقلالاً نوعياً بعدم التعامل معها وعدم السماح لها بأن تأتيَ لتغطي الأحداث.. وهناك أيضاً إعلام معادٍ، وَالإعلام السعودي واضح، ولذلك الآن لو ترى مع ذلك المكنة السعودية رغم قوتها رغم أهميتها على كثير من الأنظمة إلا أن في مصر الآن صوتاً عالياً وَكبيراً، ولذلك لو رأيت آخر لقاء للسفير السعودي هناك ربما صار يمثل هيمنة للأسف على صناع القرار في مصر كما كانت تمثل نفس الهيمنة على الـيَـمَـن في العقود الماضية، إلى حد أنهم أبلغوا الرئاسة وليس الأعلام قلقهم من الإعلام الذي يعارض “عَاصفَة الحَـزْم”، وصل الأمر إلى هذا الحد، وبالتالي هناك أصوات ترتفع وهناك أصوات تهتم، ولكن على المهتمين في الجانب الـيَـمَـني أن يتعاونوا مع هذا الإعلام وأن يمدوه بكل ما له علاقة بآثار ومظاهر العُـدْوَان.

وعلينا أن لا ننتظر للإعلام أن يأتي إلينا ويبحث عن مشاكلنا، المفروض أن تكون هناك جبهة إعلامية واضحة وتكون بشكل كبير صادقة لإيصال ما يحصل على حقيقته إلى الإعلام المعتدل أَوْ المهني.

 

ـ الآن تمر الـيَـمَـن بحالة إنسانية حرجة جداً، بخصوص الحصار المفروض على الـيَـمَـن جواً وبراً وبحراً، والمستشفيات أعلنت احتمال توقفها لعدم وجود ديزل.. كيف تقيّم هذه الحالة؟ وهل ستستمر؟.

ما يحصل هو جزء من حقد تمثله السعودية، وهو جزء من محاولة تركيع الـيَـمَـنيين، وإيصالهم إلى حالة من العجز وبالتالي الاستسلام لكن لن يستمر هذا الأمر وهناك كثير من القوى حتى المجتمع الدولي ومن ضمنها أمريكا والاتحاد الأوروبي بدأ يضيق بالعمل اللاقانوني من قبل السعودية في مسألة الحصار على الـيَـمَـن.

وأنا أبلغتُ أن هناك رفضاً قاطعاً لما يتم، وتم إبلاغُ السعودية في مسألة الحصار الجائر على الـيَـمَـن بعد أن يحصل تفتيشٌ لبعض السفن ويتم الإفراجُ عنها من قبل سفن أمريكية وبريطانية أخرى ثم تقوم السفن المصرية والسعودية باحتجازها ومنعها، هذا أعتقد لن يستمر وإنما هذا يحتاج إلى شغل داخلي على المستوى الرسمي وشغل إعلامي أيضاً.

للأسف الشديد الشغل الرسمي ضعيف جداً، وأنا أدعو اللجنة الثورية أن تكثفَ أعمالها في هذا الجانب وأن تبدأ تشتغل كعمل رسمي على الأقل أَوْ تجعل المؤسسات والوزارات تشتغل في مسألة التعامل مع الخارج وفي مسألة فتح قنوات مع الخارج، ومع كُلّ المنظمات الدولية، ومع كُلّ المجتمع الدولي، المشكلة أن حربنا مع السعودية ومن يحارب الـيَـمَـن ولكن كجانب سياسي يجب أن يكثّفوا مثل هذه الجهود، لا أن ينتظروا فقط أو يشكوا، ويجب أن ينتقلوا من مرحلة الشكوى إلى مرحلة العمل لمنع مثل هذا الكلام وإبرازه وإظهاره للرأي العام.

ـ قُدِّمت مبادرات للحل في الـيَـمَـن لكننا نرى أغلبها كانت تتجاهل اتّفَـاق السلم والشراكة الوطنية، وكأن الإرَادَة الدولية قررت تجاهلَ هذا الاتّفَـاق.. كيف تنظر إلى هذه المبادرات بدون اتّفَـاق السلم والشراكة؟ وماذا يمثل؟.

بالأخير العالم لن يتعامل إلا ما هو أمر واقع بعد أن ثبت فشل قوات التحالف، سواء على المستوى البري أَوْ على مستوى الجو أَوْ على مستوى الضرب البحري، بالعكس ما ظهر هو أنه حدث تقدم موازٍ مع الضربات في أكثر المحافظات سواءٌ في عدن أَوْ في مأرب أَوْ في مناطقَ أخرى.

ولم يستطيعوا أن يثيروا المرحلة التي يريدونه إثارتها وهي حرب أهلية في أكثر من محافظة، وبالتالي لا يمكن أن يتم تجاوز اتّفَـاق السلم والشراكة كأمر واقع.

الآن كُلّ واحد يقدم السقف الأعلى لديه، حتى الناس يلتقون على ما هو موجود في اتّفَـاق السلم والشراكة وَلا يمكن تجاوزه، وإذا كان في المجتمع الدولي من رأي حقيقي وواقعي يريد أن يحصل السلام في الـيَـمَـن فليعمل على أن يعود الناس بواقعية إلى اتّفَـاق السلم والشراكة، ويبحث الناس فقط عن الضمانات لتنفيذ اتّفَـاق السلم والشراكة، على الجميع أن يقبل بهذه الحيثية ولا يمكن تجاوزها، وبالتالي المجتمع الدولي يجب أن يتعامل عبر بوابة اتّفَـاق السلم والشراكة التي وقّع عليها الناس ووافق عليها مجلس الأمن والمجتمع الدولي كاملاً والسعودية نفسها، وبالتالي يجب على أَنْصَـار الله وحلفائهم سواء بالمؤتمر الشعبي العام أَوْ من هم ضد العُـدْوَان أَن يشتغلوا في هذا الجانب وأن يبدأوا بالحديث عن مسألة السلم والشراكة، ويمكن أن يحققوه لوقْف هذا العُـدْوَان أولاً ثم عودة الأمور إلى نصابها، الحياة ليست حرباً فقط ولكنها أيضاً عمل سياسي أيضاً وعمل اقتصادي أيضاً وعمل إعلامي، وتتوافر كُلّ هذه المقومات لعمل شي، أما أن يجلس الناس يتفرجون فقط وينقلون إعلامياً أنا أعتقد أن هذا قصور كبير ، يجب أن يفهم المجتمع الدولي ما معنى اتّفَـاق السلم والشراكة؛ لأنه مغيب أنه إلى الآن لم نجد ولو بياناً يوضح ما هو اتّفَـاق السلم والشراكة وكيف توافق الناس عليه وكيف رحب به المجتمع الدولي ، يجب أن يتم التركيز على هذه المسألة وباعتبَاره هو السقف لأي حوار سياسي سواءٌ في الخارج أَوْ في الداخل، يجب أن تُطرح المسألة بوضوح شديد حتى يفهمَ الناس ويتحدثوا عليها وليست المسألة عندما قدمت عمان مبادرتها وكأنها الأصل، وكما أعلم أن عبدربه منصور هادي في ذلك اليوم كان موافقاً عليها، لكن يبدو أن السعودية تدخلت، ما جعله يتحدث عن مجلس الأمن وَيتحدث عن الاستعلاء.

 

 ـ كيف تنظر إلى التعيين الأخير لخالد بحاح وتصريحاته الأخيرة؟.

خالد بحاح كان يمكن أن يمثل حلاً في الـيَـمَـن ولكن السعودية ربما استبقت هذا الإجراء، وبدأت تقدمه باعتبَاره ممثلاً لهادي والسعودية، كان على ما أعتقد بإمكان أَنْصَـار الله والمجتمع الـيَـمَـني أن يتعاطى فيما لو تم تقديمُه عبر طاولة حوار القوى السياسية الداخلية أَوْ عبر وساطات خارجية أَوْ حتى عبر القوى والدول التي تتخذ المبادرات كعمان وغيرها، وعلى الأقل ما زال بحاح يتحدّثُ عن ضرورة أن يكونَ مكون أَنْصَـار الله أحد الأَطْـرَاف الرئيسية في أي حوار قادم وفي حل أية مشكلة وبالتالي ما زال في إطار منظومة كاملة للحل باعتبَار اتفاق السلم والشراكة لم يقطع تماماً.

ـ ثمة أَطْـرَاف تدعو إلى عودة هادي إلى الـيَـمَـن ليمثل الشرعية، وهناك من يدعو لعودة هادي إلى قفص المحاكمة.. أين جمال عامر من هذا؟.

أنا كتبت هادي: ليس له مكان في الـيَـمَـن إلا في قفص الاتهام، ويجب أن يُحاكَم وهادي مسئول عن إهانة هذا البلد، ومسئول عن انتهَاك سيادته ومسئول عن كُلّ قطرة دم سالت داخل الـيَـمَـن، وَلو تلاحظ الآن بالمملكة العربية السعودية من يتعامل مع هادي؟!، مسئول الاستخبارات أَوْ مسئول اللجنة الخَاصَّـة في المملكة العربية السعودية، وهو بعكس ما يظهر الإعلام في المملكة العربية السعودية، هادي ليس أكثر من رجل يوقّع على القرارات التي تُصنع فِي المطابخ السعودية، وأعتقد أن هادي لن سيعودَ إلى اليمن بأي حال من الأحوال، إلا أن يعودَ متهماً، فقد ارتكب خيانةً لكل الدماء التي سالت، وخيانة لكل الأرواح التي سقطت، وخيانة لهذا البلد وأهله لا يمكن لهادي، ولا يمكن لأي شخص في هذا البلد أن يقبل بعودته، هذا الرجل حقير بكل معناها، حتى لو أراد أَنْصَـار الله لن يسمح الشعب بعودته تحت أي ضغط من الضغوط.

ومجرد طرح مسألة عودة هادي استهبال وإهانة للشعب ، والمأزق الآن هو مأزق سعودي أكثر منه مأزقاً يمنياً، السعودية دخلت حرباً وتعلن أنها ستنهيها ضد أَنْصَـار الله بعد أن أنهت الجيش والبنية التحتية للـيَـمَـن، وهي الآن تحاول أن تخرج بانتصار ضد أَنْصَـار الله وهو أمر صعب إلا باجتياح بري، والاجتياح البري انتهى ومسألة الإقدام عليه أعتقد أنه بالنسبة للسعوديين انتحار حقيقي، إذا كانت الآن بدأت تعترف المملكة العربية السعودية أن هناك هجوماً وتصد هجوماً مع أنه لم تُعلن إلى الآن المواجهة البرية في الحدود، وقبائل الـيَـمَـن تقوم بهذا المواجهات، ومع ذلك ينكسر السعوديون وبدأوا يعلنون عن مقتل جنود، وليس عن مقتل المرتزقة، هم يعلنون عن مقتل الجنود السعوديين القلائل ولكن المرتزقة تموت بالمئات، ولكن لا يعلنون عنها، وبالتالي المأزق هو مأزق سعودي، مأزق أخلاقي، مأزق مع المجتمع الدولي، مأزق مع القانون، ومأزق على الأرض؛ لأنها غير قادرة لا بجيشها ولا بعتادها أن تدخل شبراً داخل الأراضي الـيَـمَـنية وَهم جربوا في 2009 م وكان أَنْصَـار الله يقاتلون محاربين من داخل الـيَـمَـن ومن خارجه، وجرّبت كُلّ الطائرات، ومع ذلك دخلوا جبل الدخان وتم تجاوز الحدود المملكة العربية السعودية، النظام السعودي هو الآن يجني ما زرعه من جيش تافه غير قوي لا يملك أية مقومات الحرب؛ إذ كانوا يعتقدون أنه فقط جيش للتلويح ولم يبنوا جيشاً متكاملاً خوفاً من أن يتحول إلى مهدد للنظام السعودي، وبالتأكيد المأزق سعودي، وكيف ستخرج من هذا المأزق؟. هي تملك أمرين، أدواتها بالداخل ممثلة بالإصْـلَاح وعلي محسن وبعض القوى التي استطاعت تحريكها وثبت أنهم غير قادرين على فعل شيء محرز، هم قادرون على أن تستمر حرب مدن كما يحصل في عدن كما يحصل في تعز وكما يحصل في مأرب، ولكن على أرض الواقع في مسألة السيطرة لم يحصل أن حققت هذه القوى أي شيء داخل البلد وهذا هو الوضع الحقيقي.

 

 ـ أَنْصَـار الله تحدثوا أن نزولَهم إلى عدن كان لمحاربة القاعدة ودعوا كُلّ أبناء الجنوب إلى أن يلزموا الحياد وأن يتركوهم يتواجهون مع القاعدة.. كيف تنظرون إلى الوضع في عدن؟.

في عدن وضع مأساوي وَبالتأكيد لا يرضينا ما يحصل في عدن من تقتيل ومن تدمير لكل البُنى ولكل، أنا مع أن يتم التعامل بإيجابية مع دعوة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير، كانت لفتة جميلة أنه يتم تسليم عدن إلى السلطة المحلية الحالية أَوْ إلى من يتم انتخابه، وَللأسف الشديد السعودية المسيطرة على المناطق هذه من خلال أدواتها الممثلة بالإصْـلَاح، والآخرون رفضوا التعامل بإيجابية مع هذه الدعوة، وهي دعوة تمثل حلاً وتمثل تنازُلاً من أَنْصَـار الله، واستعداداً للانسحاب، وبالتالي أنا كنت شخصياً ضد الحرب في عدن أَوْ على الأقل محاولة أن يمنعوا سيطرة هادي على عدن ومسألة عودة هادي إلى عدن أَوْ مسألة دخول أَنْصَـار الله إلى عدن هو منع حصار صنعاء، بمعنى هو كان الهدف من نقل العاصمة إلى عدن هو ضرب صنعاء بأن يتم نقل كُلّ المقومات بما فيها الطيران والبنك المركزي إلى عدن بحيث تتحول صنعاء إلى قرية صغيرة، ودخول أَنْصَـار الله هو منع هذا الهدف، صحيحٌ أن فيه كلفة في عدن ولكن أنا أعتبر دعوة السيد عبد الملك الحوثي في هذا الموضوع كان يجب أن تؤخذَ على محمل الجد، وكان يجب التعامل معها، إلا أنه للأسف الشديد حتى في الداخل، ومنهم أَنْصَـار الله لم يقدموها، لم تنعكس هذه على عمل موجود داخل عمل سياسي وكعمل إعلامي مع أنه أعلم أنه تم تشكيلُ لجنة في هذا الجانب.