hajjahnews

11 فبراير 2015م.. رحيل مذل لقوات “المارينز” :”وزارة الدفاع الأمريكية ” تعترف :المارينز سلموا أسلحتهم لليمنيين في مطار صنعاء

حي سعوان في العاصمة كان في طريقه للتحول إلى “منطقة خضراء” كالتي في بغداد
(هيكلة الجيش، استهداف سلاح الجو، تدمير منظومة الدفاع الجوي).. البطولة أمريكية والمنفذ “عميل”
ثورة 21 سبتمبر تطرد “المارينز”.. وحكومة المرتزقة تعيدهم إلى المحافظات المحتلة
تدمير أكثر من 4 آلاف صاروخ ونحو 200 بطارية والعشرات من قبضات إطلاق الصواريخ
عدن و حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وميون.. ماذا يعمل المئات من المارينز هناك؟
خبراء عسكريون: تدمير تلك الصواريخ بذلك الحجم والعدد الكبير كان مؤامرة ممنهجة
السفير جيرالد فايرستاين.. الحاكم الفعلي لصنعاء والآمر المطاع

 

كانت حادثة تفجير المدمرة الأمريكية( USS Cole) في عدن عام 2000م، النافذة الأمريكية التي عبرت من خلالها إلى اليمن، فسيطرت على المقدرات العسكرية وكانت اللاعب الأساسي أمنياً وسياسياً، فيما كان النظام الحاكم حينها، يتلقى أوامره من السفير جيرالد فايرستاين، الذي كان يتدخل في كل شيء، مصدرا وموجها للأوامر، وما على الآخرين إلا السمع والطاعة .

وبذريعة مكافحة الإرهاب وبتواطؤ من النظام؛ استطاعت واشنطن السيطرة على الجزر والسواحل اليمنية، كما استباحت الأجواء وبنت القواعد العسكرية .
بالدخول في التفاصيل؛ فإن توقيع نظام صالح في نوفمبر عام 2000م، على اتفاقية «الحرب على الإرهاب»، فإنه أعطى الضوء الأخضر لأمريكا للدخول إلى أدق التفاصيل اليمنية مؤكدا قبل التوقيع في لقائه مع الرئيس بوش «عن رغبته في أن يكون شريكا قويا جدا للولايات المتحدة» في المعركة ضد الإرهاب.
وبعد التوقيع في نوفمبر من عام 2000م؛ بدأ بموجبه حوالي 100 عميل من مختلف الوكالات الأمريكية، خاصّة مكتب التحقيقات الفدرالي، بما أسموه “مساعدة اليمنيين في تحقيقاتهم”، تلاه بناء القواعد العسكرية، وأصبحت السيادة والأجواء اليمنية منتهكة، فتكررت الضربات والهجمات الأمريكية هنا وهناك، وشهدت البلاد عمليات إنزال جوي لقوات أمريكية بذرائع مختلفة، ليصل الأمر في استقدام المئات من قوات المارينز الأمريكية التي تتواجد في قلب العاصمة صنعاء وعدن وعدد من المحافظات والجزر والسواحل اليمنية، وبعتاد عسكري كبير .
وفقاً للمعطيات؛ فإنه خلال الفترة 2001 – 2011م، شهدت اليمن نفوذاً أمريكياً كبيراً تمثل في التغلغل السياسي والأمني والعسكري، ركزت من خلاله أمريكا على السيطرة على القرار السياسي اليمني والتحكم في الجانب الأمني مزعزعة للاستقرار، حريصة على إضعاف اليمن وتجريده من مقدراته العسكرية، فتم تفكيك الجيش وتدمير السلاح، لتصل في نهاية المطاف إلى التدخل في التفاصيل اليمنية، حتى أصبح “المارينز” يتواجدون في قلب صنعاء، تحت حماية النظام نفسه .
ووصل الأمر إلى مساعٍ لشراء بعض البيوت المحيطة بالسفارة الأمريكية، بعد تحويل فندق شيراتون إلى مقر لقوات المارينز بحماية من قوات النظام، حتى جاءت ثورة الـ21 من سبتمبر 2015م، لتغير الصورة وتفرمل الأطماع والمخططات الأمريكية وتعيدها إلى حجمها الطبيعي، ليُغادر المارينز الأمريكي صنعاء بعد أن سلموا أسلحتهم للجيش واللجان الشعبية .
اليوم جاز لليمنيين أن يحتفلوا برحيل آخر جنود “المارينز الأمريكي” من العاصمة صنعاء في 11 فبراير2015. وهو اليوم الذي اعترفت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بقيام مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” بتسليم ما تبقى من أسلحتهم إلى اليمنيين في المطار في العاصمة صنعاء، قبل أن يستقلوا طائرة تجارية لمغادرة البلاد .
يأتي ذلك بفضل مفاعيل ثورة 21 من سبتمبر 2014م، بعد أن تجاوزت الممارسات الأمريكية المسنودة بقوة المارينز الذي كان حينها يملأ السفارة وفندق شيراتون وبعض الفلل في حدة وبعض المعسكرات، إلى التحكم الكلي بقرار القيادة السياسية، وأصبح السفير الأمريكي هو صاحب القرار الأول والأخير في صنعاء .

المارينز في صنعاء
عقب ثورة 11 فبراير عام 2011م، ازداد النفوذ الأمريكي في اليمن، خاصة التواجد العسكري، حيث أعلن السفير الأمريكي السابق، جيرالد فايرستاين، منتصف سبتمبر 2012م، وصول مجموعة وصفها بالصغيرة من قوات المارينز الأمريكية إلى صنعاء بناء على مباحثات تمت مع الحكومة اليمنية (حينها كان الفار هادي رئيساً لليمن)، وأضاف السفير في بيانه إن “مهمة تلك القوات ستكون المساعدة في جهود الأمن وإعادة الوضع إلى طبيعته في سفارة الولايات المتحدة بصنعاء، وهي تعمل وفقا للقانون الدولي”.
بعد ذلك كشفت تقارير عن وصول نحو 1500 أمريكي تمّ إرسالهم إلى قاعدة العند العسكرية بلحج، وأن 200 آخرين أُرسلوا إلى قاعدة الديلمي الجوّية في صنعاء، بحيث أصبحتا القاعدتان تحتضنان في ما بعد 5800 عسكري أمريكي .
إلى ما قبل سبتمبر 2014م، كان اليمن مسرحاً للعمليات الأمريكيــــة وســاحة لتنفيـذ المخططات الرامية إلى سلب البلد هويته وتسخير شعبه لخدمة القوى التوسعية، بعد انتهاك سيادته واستقلاله، وعلاوة على التحكم بكل كبيرة وصغيرة من قرارات واستراتيجيات وبرامج وحتى أفكار السلطة، بيد أن حدث الثورة كان كفيلاً بوأد كافة الأحلام الغربية وإعاقة المشاريع التي استمر العمل عليها عقوداً من الزمن، ما دفع الآخر إلى القيام بردة فعلٍ جاءت على شكل عدوان علني بعد سنوات من العدوان الخفي.
مع اندلاع ثورة الـ 21 سبتمبر 2014م، أحست القوات الأمريكية بالخطر الذي يحدق بها من قبل اليمنيين الذين بادروا للالتحاق باللجان الشعبية وبعض الكتائب من الجيش الوطني للإطاحة بالنظام الذي ترك الأجواء والأرض اليمنية مفتوحة ومستباحة للعدو الأمريكي الذي يسعى لتمهيد الطريق للكيان الصهيوني في الوصول إلى البحر المفتوح (البحر العربي). وعقب سيطرة الثوار على صنعاء، تم طرد القوات الامريكية من العاصمة، لتقوم أمريكا بسحب قواتها من قاعدة العند وكل المناطق اليمنية، ومنيت بفشل ذريع أدى بها إلى الخروج بشكل مخزٍ من كافة الأراضي اليمنية .

تواجد المارينز في اليمن
تشير تقارير إلى أن اليمن، استقبل في عام 2012م أكبر دفعة من قوات مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” والمكونة من 1500 جندي، وصلوا إلى قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، وإلى السفارة الأمريكية بصنعاء، في مهمة غير معروفة، حيث وصل الجنود مع أسلحة حديثة وآليات عسكرية متطورة صغيرة الحجم.
وقد سبق ذلك التاريخ، وصول العديد من الدفعات لجنود المارينز إلى العند وقاعدة الديلمي, غير أن الدفعة الأخيرة هي الأكبر. لتزداد أعداد المارينز في الارتفاع، بعد ذلك التاريخ، متوزعة على عدد من المناطق اليمنية .
وكشفت تقارير دولية – حينها – عن استقبال مطار عدن – بصورة شبه أسبوعية – طائرة أمريكية خاصة تقوم بنقل أجهزة ومعدات يتم إيصالها إلى قاعدة العند الجوية، حيث توجد هناك غرفة عمليات كبرى تابعة للعمليات العسكرية بحجة رصد وضرب عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، حيث تعد قاعدة العند الجوية اكبر قاعدة عسكرية في شبه الجزيرة العربية.

هيكلة الجيش اليمني.. إشراف أمريكي مباشر
لقد سعت أمريكا إلى احتلال اليمن بشتى الوسائل، على الرغم من تبعية السلطة الحاكمة للقرار الأمريكي والرضوخ لإملاءات البيت الأبيض .
فقد نجحت إلى حد كبير في تنفيذ مخططاتها وإعادة هيكلة الجيش اليمني، حيث شارك السفير الأمريكي في اليمن خلال الأعوام (2011م – 2013م) جيرالد فايرستاين بنفسه، في الإشراف المباشر على ما يسمى «إعادة هيكلة الجيش والأمن في اليمن»، وهو ما يتضح من خلال سنوات العدوان بأن «الولايات المتحدة الأمريكية هي من تتولى هذه المهمة ضمن جهود رعايتها اتفاق المبادرة الخليجية ودعم العملية الانتقالية وبناء اليمن الجديد»، حسب مزاعمها.
الدور الأمريكي في هذا العدوان على اليمن يأتي في الأساس، من العاصمة الأمريكية واشنطن، للتآمر والتخطيط والإشراف والتنفيذ عبر أدواتها في المنطقة من الدول المنضوية تحت تحالف العدوان، والذي انكب في ساعاته الأولى على تدمير ما تبقى من مقدرات القوات المسلحة والإجهاز عليها .
ووفقا للثورة، فقد تم هيكلة الجيش اليمني على (الطريقة الأمريكية)، من خلال سلسلة من الخطوات، لعل أخطرها تسليم معسكرات بأكملها لما يسمى بالقاعدة ومقتل وأسر المئات منهم في المحافظات الجنوبية، وتدمير مخازن الأسلحة عبر شن العدوان بما يسمى “بعاصفة الحزم” , حيث تهدف الهيكلة إلى درجة نؤمن البلد للأمريكي ونوفر الحماية الكافية للسفير وجنود المارينز وقوات البحرية الأمريكية ولا نستطيع توفير أدنى مقومات الأمن لحماية الشعب والجيش وتغير عقيدته القتالية فقط بما يخدم توجهاتهم وأطماعهم, لا أن يكون جيشا وطنيا موحدا يحمى الوطن ويحمى سيادته واستقلاله ووحدته.
وقد كشف التقرير الأول الصادر عن دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، عن الاستهداف الأمريكي للجيش اليمني، كاشفا المساعي الأمريكية للسيطرة على الجيش اليمني للحيلولة دون تأسيس جيش وطني قادر على تنفيذ مهامه والاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الشعب والوطن كون وجود جيش وطني سيؤدي حتماً إلى الوقوف أمام المخطط الأمريكي، وتحجيم دوره في مكافحة الإرهاب .

تدمير منظومة الدفاع الجوي
وتزامناً مع استهداف سلاح الجو؛ استهداف آخر كان أشد وطأة، للتخلص من صواريخ الدفاع الجوي، حيث بدأ الخبراء الأمريكيون وفق خبراء عسكريين يعملون بإتلاف الصواريخ المحمولة المضادة للطيران بذريعة التخلص منها منعا من وصولها إلى أيدي الإرهابيين، حسب زعمهم . ولكنها كانت خططاً مدروسة بدقة وتهدف لتدمير قدرات اليمن العسكرية والدفاعية والتهيئة لتنفيذ مخططاتهم التآمرية على اليمن وإحكام السيطرة عليه وبالفعل تم تدمير عدد كبير من الصواريخ المحمولة.
وتكشفت مراحل المؤامرة الأمريكية مع النظام السابق على مقدرات اليمن الدفاعية، وتدمير صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية، وسبق أن كشف قائد الثورة عن استمرار التآمر الأمريكي على مقدرات اليمن الدفاعية وجيشه لسنوات بتواطؤ وخيانة النظام السابق، وأنها كانت تستهدف في مرحلة لاحقة الصواريخ الباليستية قبل أن تمنعها ثورة 21 سبتمبر 2014م، ليدمر العدوان بعد ذلك جزءا كبيرا منها .
وكشفت الوثائق – التي سربتها ويكليكس – عن الدور الكبير والبارز لعمار صالح، وكيل جهاز الأمن القومي اليمني السابق كضابط تواصل لعب الدور الأكبر في تدمير وبيع ترسانة الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي “التي تقول أمريكا بأنها تشكل الخطر الأكبر على أمنها وأمن جيران اليمن في حال تم تسريبها”، وهذه أهم الأنظمة الدفاعية التي تم الاتفاق على تدمير بعضها وبيع البعض الآخر لواشنطن.
كما كشفت الوثائق عن تفاصيل لقاء جمع علي عبد الله صالح بمساعد وزيرة الخارجية لينكولن بلومفيلد في 1 سبتمبر 2004م لبحث مبادرة الولايات المتحدة المقترحة لإعادة شراء وتدمير MANPADS) ) منظومات الدفاع الجوي (مخزون من منظومات صواريخ محمولة ضد الطائرات) وشكر بلومفيلد صالح لتعاون بلاده وشراكتها في ما أسماه الحرب على الإرهاب، مشددا على أن أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على وجه الخصوص تشكل تهديداً خطيراً على مصالح الولايات المتحدة واليمن والأمن العالمي إذا ما وقعت في أيدي الإرهابيين “الصنيعة الأمريكية” .
واستعرض بلومفيلد مبادرة إعادة شراء (MANPADS) منظومات الدفاع الجوي، موضحا أنه كان اقتراحا نوعياً للغاية لشراء وتدمير المنظومات التي جمعت من قبل حكومات الجمهورية اليمنية. وأنه بالإضافة إلى التعويض عن كل منظومة، فإن الولايات المتحدة ستقدم التدريب التقني والدعم لضمان جمع ونقل تلك المنظومات وللتخلص منها وتدميرها بشكل آمن. وأعطى بلومفيلد 90 يوما كمهلة لشراء وتدمير المخزون الحالي .
وقال صالح حينها لبلومفيلد، إن بحوزة الحكومة اليمنية حالياً 1435 من منظومات الدفاع الجوي المحمولة، وأكد أن هذه الأنظمة سيتم تدميرها وفقا للمبادرة المقترحة من قبل الإدارة الأمريكية .
وأوضح أنه ما يزال هناك ما بين 150-200 نظام آخر في أيدي القطاع الخاص وهي التي يجري جمعها.

تبيان الحقائق
وكانت وزارة الداخلية عرضت مقاطع فيديو، تثبت تورط أمريكا في تدمير الدفاعات الجوية اليمنية خلال عامي 2007م – 2014م».
وأوضحت أن ما نشر ليس كل وثائق المؤامرة الأمريكية على اليمن ومقدراته العسكرية والدفاعية، على مدى سنوات، لاطلاع الرأي العام على حقيقة الدور الأمريكي تجاه اليمن واليمنيين .. ” الثورة نشرت سابقا ملفات حول هذا الجانب”.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرت لعمليات التدمير، تدميرا لصواريخ متنوعة ومتعددة للدفاعات الجوية اليمنية بإشراف خبراء أمريكيين وحضور مسؤولة مكتب إزالة الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية، وليست لصواريخ محمولة فقط على الكتف .
وقال خبراء عسكريون إن تدمير تلك الصواريخ بذلك الحجم، والعدد الكبير كان مؤامرة ممنهجة بين واشنطن ومسؤولي النظام السابق، واستمرت على مراحل متتابعة امتدت على مدار عشرة أعوام.

مراحل المؤامرة
ووثقت مقاطع الفيديو – التي بثت عبر القنوات التلفزيونية – مراحل لاحقة للمؤامرة الأمريكية على اليمن، وعمليات تدمير دفع متتابعة من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية خلال الأعوام (2007-2014م) بإشراف مسؤولي وخبراء مكتب إزالة الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية.
وكشفت الداخلية أن «وزارة الخارجية الأمريكية تعاقدت مع شركة رونكو الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات»، وأسفرت نتائج المرحلة الأولى من المؤامرة عن «تدمير 1263 من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية و52 قبضة من قبضات إطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف و103 بطاريات صواريخ تابعة للجيش اليمني”.
وجرى تدمير الدفعة الأولى من الصواريخ في منطقة الجدعان بمحافظة مارب في تاريخ 28 فبراير 2005م، تم فيها تدمير ”1078 صاروخ سام 7 ستريلا، و62 صاروخ سام 14، و20 صاروخ سام 16، و13 قبضة إطلاق صواريخ دفاع جوي محمولة و52 بطارية صواريخ».
وتبعتها عملية تدمير وإتلاف الدفعة الثانية من صواريخ الدفاعات الجوية بعدد 100 وصاروخين، معظمها صواريخ سام 7 ستريلا، وسام 14، وصاروخين سام 16، و40 قبضة إطلاق صواريخ دفاعات جوية محمولة على الكتف و51 بطارية صواريخ، تم تدميرها في قاعدة عسكرية في وادي حلحلان في محافظة مارب، بتاريخ 27 يوليو 2009م».

وفد أمريكي لتنفيذ المهمة
وسبق أن كشفت الداخلية، أن وفداً قدم من الولايات المتحدة الأمريكية تكوّن من رئيس مكتب إزالة الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية دينيس هادريك وضابط الارتباط سانتو بوليتزي والخبير التقني في المكتب نيلز تالبوت ومسؤول العلاقات الخارجية للمكتب بوزارة الخارجية لوري فريمان، وتوجهوا مع الملحق العسكري بسفارة واشنطن في صنعاء للقاء مسؤولي وزارة الدفاع آنذاك والضغط عليهم لتسليم الصواريخ تمهيداً لإتلافها وتدميرها، غير أنهم قوبلوا بالرفض.
وقالت إن “عمار صالح ” تولى عبر جهاز الأمن القومي بإيعاز من عمه علي عبدالله صالح مسؤولية إقناع مسؤولي وزارة الدفاع بسحب الصواريخ وإتلافها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية عبر مكتب إزالة الأسلحة مقابل امتيازات يحصلون عليها.
وبدأ الوفد الأمريكي بجمع الصواريخ وتعطيلها منذ أغسطس 2004م، واتفق الوفد الأمريكي على مواصلة المفاوضات عبر جهاز الأمن القومي كون وزارة الدفاع آنذاك رفضت التعاطي مع هذه المفاوضات.
وأسفرت نتائج التعاون بين النظام السابق والوفد الأمريكي عن تدمير صواريخ الدفاعات الجوية بمساعدة من شركة رونكو الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات والتي تعاقدت مع وزارة الخارجية الأمريكية لتولي عملية التفجير.
وقبل العام 2015م لم يكن لدى اليمن دفاعات جوية متطورة، وجميعها كانت دفاعات جوية تقليدية قديمة، وقد دمرت قبل بدء العدوان، وفقا لمساعد متحدث القوات المسلحة اليمنية، العميد عزيز راشد، حيث تم تدمير 3000 صاروخ إستريلا (SA-7) و1500 صاروخ سام 2 في باب المندب بإشراف نائب وزير الدفاع الأمريكي، تحت مسمى هيكلة الجيش اليمني، وبمشاركة الخبراء الأردنيين في حينها والأمن القومي اليمني».

المارينز الأمريكي يعاود الظهور في المحافظات المحتلة
وعلى الرغم من نجاح ثورة 21 سبتمبر من طرد “المارينز” من صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية المحررة؛ سعت حكومة المرتزقة والفار هادي إلى توفير غطاء يضمن التواجد الأمريكي في المناطق المحتلة، حيث تشهد العديد من الجزر والمحافظات اليمنية، حضوراً قوياً لقوات المارينز الأمريكي في تلك المناطق .
ففي الفترة الأخيرة، شوهد انتشار لجنود من المارينز الأمريكي في شوارع حضرموت، حيث تناقلت وسائل إعلامٍ موالية لحكومة المرتزقة في مطلع العام الجاري، صوراً تظهر انتشاراً لقوات المارينز الأمريكي في شوارع المحافظة .
وتظهر الصور المتداولة جنودا من قوات المارينز في شوارع مدينة غيل باوزير بحضرموت الساحل، رفقة مدرعات وكلاب بوليسية.
وأكدت مصادر محلية أن قوات المارينز الأمريكي تمركزت في منطقة ” سنتر مدينة الغيل ” حول المشفى العام بالمدينة، موضحة أنها شرعت في تفتيش سيارات المواطنين.
يأتي هذا، بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية، بعملية إنزال عسكري خلال الأشهر الماضية، في محافظة حضرموت بحجة ملاحقة خلايا إرهابية، تزامناً مع تعزيز تواجدها العسكري في محافظة المهرة.

المارينز في سقطرى
كما استقبلت القوات الإماراتية المحتلة في جزيرة سقطرى مجموعة كبيرة من جنود المارينز الأمريكي في شهر مارس 2021م، حيث تم إنزال الجنود على الجزيرة وجرى نقلهم إلى مقرات أعدتها الإمارات لاستقبالهم.
وكانت القوات الأمريكية قد أرسلت خبراء عسكريين لتجهيز نقاط مراقبة على الجزيرة المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي ونشر رادارات ونقاط دفاعات جوية، في إطار المساعي الأمريكية لبناء قاعدة عسكرية في الجزيرة مستقبلا.
وشهد الـ24 من ديسمبر 2019م، وصول قوات أمريكية باشرت بتركيب منظومة صواريخ باتريوت وأجهزة استخباراتية في الجزيرة.

المارينز في المهرة
ولم تكن محافظة المهرة بعيدة عن الحضور الأمريكي من خلال قوات المارينز، ففي شهر ديسمبر من العام 2020م؛ قام السفير الأمريكي “كريستوفر هنزل” بزيارة إلى مطار الغيضة، وهي زيارة مهدت لتوالي عمليات وصول قوات من المارينز إلى المطار نفسه .
ففي شهر أبريل من العام الماضي 2021، وصل ضباط من قوات المارينز الأمريكية إلى مطار الغيضة في محافظة المهرة، شرقي اليمن.
وأكدت مصادر مطلعة وصول مدربين من المارينز الأمريكي إلى مطار الغيضة الدولي الخاضع لسيطرة قوات الاحتلال السعودية، دون تحديد هوية الطائرة التي وصلوا على متنها إلى المطار.
يأتي ذلك بعد أن وصلت أواخر يناير من عام 2021م، قوات أمريكية وبريطانية مشتركة إلى مطار محافظة المهرة.

المارينز في عدن وشبوة
وفي الثالث من شهر مارس عام 2020؛ أعلن تحالف العدوان، إحباط ما أسماها عملية إرهابية لتفجير سفينة نفطية في بحر العرب، وهي حجة وذريعة لتقوم معها البوارج الأمريكية تحركها باتجاه بحر العرب لتفرغ حمولتها العسكرية في سواحل المحافظات الجنوبية لليمن .
فبعد إنزال 110 جنود من قوات المارينز بكامل عتادهم في ميناء بلحاف في محافظة شبوة .. والذي أتى بالتزامن مع إنزال عدد من الجنود في جزيرة سقطرى، كما شهدت عدن في نفس التاريخ وصول 450 جندياً أمريكياً إلى ميناء عدن، كدفعة أولى، وهي خطوة في طريق استقبال أكثر من ثلاثة آلاف جندي أمريكي سيتوزعون على كافة المحافظات اليمنية الجنوبية .
وكان مراقبون قد اتهموا واشنطن بالوقوف وراء حادثة تفجير ناقلة النفط في بحر العرب، باعتبارها المستفيد الوحيد من هذه العملية، لتبرير تواجدها في بحر العرب، ونشر قواتها في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، تحت دعوى “محاربة التنظيمات الإرهابية”، بحجة أن وجود تلك الجماعات من وجهة نظر واشنطن ” أصبح يمثل تهديداً استراتيجيا لأمن الطاقة العالمية وطرق التجارة العالمية بما يستلزم وجود القوات الأمريكية لمحاربة هذه التنظيمات الإرهابية ”، وهو ما تم بالفعل عقب إعلان الحادثة، فأمريكا تدفع بقواتها باتجاه بحر العرب وسواحل اليمن الشرقية على البحر العربي.

 

الثورة / أعداد / محمد شرف